المسلمات الرئيسية في علم النفس المعرفي:
ينطلق علم النفس المعرفي من وراء العديد من المسلمات الرئيسية، التي يحتاج إليها علماء النفس الخاصين بهذا العلم؛ من أجل البحث والاستمرار بالدراسة العلمية بشكل سليم، بحيث تتمثل هذه المسلمات في مجموعة من النقاط المرجعية التي تهتم برجوع الموجهين والأطباء إليها من أجل الاستمداد منها والعمل بشكل أفضل.
تتمثل المسلمات الرئيسية في علم النفس المعرفي من خلال ما يلي:
1- الاعتراف بوجود العمليات العقلية: في الوقت الذي رفض به الاتجاه السلوكي البحث في مجال العمليات العقلية العليا، نجد أن الاعتراف بوجود هذه العمليات والتأكيد عليها من أهم ركائز علم النفس المعرفي الأساسية، لدرجه أنها تعد مدار البحث الرئيسي الذي تناولته الأبحاث في علم النفس المعرفي، وتنطلق هذه الأبحاث من أسس قوية تيشير إلى أن العمليات الذهنية قائمة وحاضرة، وهي عمليات ذات تصرفات وإجراءات مرتبة وتعتد على أسس يمكن تحليلها والكشف عن طبيعتها وتحديد القواعد التي تنظمها.
لا يعتمد الباحثون في علم النفس المعرفي الحديث على استخدام منهج الاستبطان أي التأمل الذاتي في عمليات التفكير، وذلك من أجل صعوبة أو استحالة استبطان كثير من العمليات الذهنية، وقد لا يستطيع الفرد في كثير من الأحيان أن يستبطن العمليات والمعرفة بدقة، هذا من جهة ومن جهة أخرى قد لا يريد أن يكشف عما توصل اليه أثناء عملية الاستفتاء.
كما أن الفرد لا يستطيع ملاحظة العمليات الفكرية التي يقوم بها الآخرين بشكل مباشر، بحيث لا يعتمد علماء النفس المعرفي على هذا الاستبطان ولا يعتبرونه أسلوب مناسب لدراسة النشاط العقلي، ولا تجدهم يعتمدون على مقاييس تتصل بالموضوعية والثبات ويحاولون الإجابة عن الأسئلة التي تدور حول النشاط العقلي المعقد.
باستخدام مقاييس كمية للسلوك التي تكون قابلة للفحص ويمكن التأكد من صحتها، كما أن أبحاث الأفراد ملتزمة بمجموعة من المواصفات في البحث العلمي الدقيق، وقد تم وصف من منهجيتها بدقه ووضوح على نحو يمكن الباحثين من إعادة تنفيذها والتأكد منها.
2- مراعاة معايير الصدق البيئي في البحث: يدعو هذا المسلم إلى أن تكون الأبحاث في علم النفس المعرفي ممثلة الطريقة التي يقوم الناس بالتفكير فيها، ويسلكونها في عالم الواقع، إلا أنه لا يجوز أن تكون الأسئلة البحثية في المجال المعرفي بسيطة، وسهلة؛ لأنه ينجم عن ذلك أن تكون النتائج التي سيتم التوصل إليها حول العمليات المعرفية بسيطة جداً إلى حد الإخلال.
كما أن الإجراءات التجريبية يجب أن لا تكون مصطنعة إلى درجة التهديد، والصدق الخارجي للتجربة مما يترتب عليه الصعوبة في تعميم النتائج من الأوضاع التجريبية إلى الأوضاع الواقعية، خارج معمل علم النفس، ولا بد أن تكون الإجراءات المستخدمة في الدراسة مماثلة ومشابهة لطبيعة المشكلة التي تتم معالجتها من حيث درجة العمق والصعوبة.
3- الإنسان مقوّم نشيط للمعلومات: يعتبر هذا مخالف لما ذهبت إليه النظرية السلوكية، التي ترى أن الإنسان مخلوق سلبي وسلوكه يعبر عن ردود فعل اتجاه ما يقع عليه من مثيرات بيئية، وأحداث البيئة هي التي تحدد سلوك الإنسان وتتحكم فيه، والذي يرفض علم النفس المعرفي بهذا التفسير ويلقي بنظره إلى أن الفرد هو مخلوق مناسب يبدأ ويفكر وينظم ويتخذ الخيارات المناسبة ويحل المشكلات والأزمات التي يمكن ان تواجهه.
ويعتقد العاملون في هذا الاتجاه أن الفرد يستقبل معلومات كبيرة من البيئة المحيطة، ويختار جزء منها من أجل تقويمها وتعديلها، ثم يدمج أجزاء من المعلومات التي نتجت عن عملية التقويم والتعديل، ضمن البناء المعرفي، أي أنه يقوم بتخزينها وحفظها في الذاكره، ثم يقوم الفرد بمهمة معينة من خلال التوصل إليه، نتيجة تعديل وتقويم هذه المعلومات، بحيث تعتبر استجابات البشر مبنية على معالجتهم للأحداث والمعلومات وليس بناء على اقتراح بسيط أو تعزيز تقدم البيئة.
مقاييس الزمن والدقة في علم النفس المعرفي:
يفترض علماء النفس أن الأبنية والقواعد الأساسية للإجراءات الأساسية يمكن أن تظهر من خلال مظهرين أساسيين من عوامل خاصة بالمظاهر، بحيث يعتبران من المقاييس الشائعة والمفهومة وموجودة مسبقاً في علم النفس الأساسي، ويمكن ذكرهما من خلال ما يلي:
- طول الوقت والزمن الذي يحتاجه الفرد من أجل القيام في مهمة معينة، وإنجازها بشكل مناسب من الأداء الفردي.
- الدقة والصدق في إنجاز تلك الوظيفة أو المهمة المطلوبة، وبالشكل المطلوب وبالأساليب المعرفية المطلوبة.