المفاهيم الخاطئة لدى معارضي التسريع للطلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


المفاهيم الخاطئة لدى معارضي التسريع للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

صرحت (فانتاسل باسكا) أن ما كتبته حول تأثير تطبيقات التي تخص الطلبة المتفوقين والموهوبين عقلياً، قد تعدت ما تم كتابته حول أي برنامج تدخل تربوي مع أي مجتمع أو أي بيئة تخص الطلاب ذوي الحاجات الخاصة، وأن إعادة النظر في مخرجات الدراسات التي صممت حول التسريع الأكاديمي منذ عام (1980) وحتى (2005)، تشير الدراسات على النتائج الإيجابية التي تنتج عن التسريع الأكاديمي للموهوبين والمتفوقين الذين تعرضوا للتسريع في مراحل مختلفة من حياتهم.

وأبلغت عن بعض المفاهيم الخاطئة لدى معارضي التسريع الأكاديمي، ومنها أن الأطفال إذا تم تسريعهم سوف يواجهون اضطربات في تكيفات اجتماعية وانفعالية، مع أنه لا توجد بحوث تدعم هذا الاعتقاد، إن الأطفال المتفوقين والموهوبين عقلياً يستفيدون من الإثراء أكثر من التسريع الأكاديمي، مع أن البحوث التحليلية التي أجريت خلال الفترة الماضية لمعرفة أثر كل التسريع الأكاديمي والإثراء، بينت أن أثر التسريع الأكاديمي يساوي ضعفي أثر الإثراء.

إن الطفل المتفوق والموهوب عقلياً سيكون بصورة أفضل عندما يبقى مع أقرانه في نفس الفئة العمرية، مع أن الواقع يشير إلى تفرد الطفل الموهوب والمتفوق بخصائص وسمات تعلم تفقده الدافعية والحماس لأداء المهمات الروتينية والسهلة والبسيطة في الفصول العادية.

كما أن نتائج الدراسات المتوافرة منذ بدأ (تيرمان) دراسته التتبعية (1528) طفلاً موهوباً ومتفوقاً في مجتمع مروراً بالدراسات التي أجريت على النوابغ في جامعة (جونز هوبكنز) منذ نهاية السبعينات في القرن الماضي والإحصائية التحليلية والمراجعات لمحصلة الدراسات التي تدور حول التسريع الأكاديمي في المجتمع وغيرها الدراسات الحديثة.

تشير جميع الدراسات الى أن التسريع الأكاديمي يؤدي إلى تطوير تحصيل الطالب الموهوب والمتفوق أكاديمياً أو المتفوق والموهوب عقلياً، ولا يكون لديه تأثير سلبي على تكيفه أو نموه الوجداني والاجتماعي المدرسي، كما لا يؤثر بشكل سلبية على مستوى تحصيل أقرانه من الطلبة العاديين وتكيفهم الاجتماعي والانفعالي.

وإن الفشل في السماح بالتسريع الأكاديمي للطالب المتفوق والموهوب عقلياً في العملية التعليمية يمثل مشكلة حقيقية؛ لأن الطالب الموهوب والمتفوق سيعاني من عدم الارتياح والملل وعدم الانتباه والإحباط، إذا اضطر على البقاء في الفصول العادية مع أقرانه من الفئة العمرية نفسها، نتجة الفجوة الكبيرة بين سرعته في التعلم وقدرته العالية على الاستيعاب، وبين ما يواجه في الصفوف العادية من تكرار ممل ومهمات التي تقل عن مستواه.

وقد وصف (جوليان ستانلي) معوقات التسريع الأكاديمي بأنها اضطرابات عالمية (1978 ,Stanley) ويعتقد معوض (1995) إن التسريع الأكاديمي من البرامج الدراسية الخاصة بالموهوبين، ذات المحور العامودي الذي يهدف إلى تقليص عدد سنوات الدراسة بالنسبة للموهوبين حتى يصبح العمل الدراسي ممتع وحافز ومشوق من أجل مضاعفة الجهد ولتحفيز القدرات وإشباع الميول، وذلك لأن العديد من الموهوبين يضيقون بالعمل الدراسي الروتيني الذي يناسب العاديين ممن هم في سنهم.

ويؤكد التسريع الأكاديمي أن هذا النظام طريقة مهمة لتوفير القدرات لدى الموهوب من أجل الخبرات والتجارب التربوية التي تكون أكبر من قدراته العقلية تبعده عن الملل والضجر والإهمال، كما أشار أن الطفل المتفوق عقلياً والمستقر انفعالياً والناضج اجتماعياً يتمكن من أن ينسجم مع من هم أكبر منه سناً، ويمكن أن تحقق هذه الطريقة نقدماً أكبر إذا ما نفذ التسريع الأكاديمي في مرحلة الطفولة.

إن مبدأ التسريع الأكاديمي هو طريقة من طرق تربية المتفوقين، وبمعنى نقل الطالب المتميز والمتفوق في قدراته إلى فصول أعلى بشكل بسرعة من المعتاد، مما يصبح قادراً على الدراسة مع من هم في مستواه من الناحية العقلية والتحصيلية أو بمصطلح آخر أسرع مما هو معتاد عليه بالنسبة لأقرانه من الطلبة العاديين، وبالتالي إنها مرحلته التعليمية في عمر زمني مبكر.

إن التسريع الأكاديمي هو الآلية التي توفر للطالب الموهوب والمتفوق إتمام المقرر المدرسي، والمراحل التعليمية في فترة زمنية أقصر من الفترة الزمنية المحدد في النظام التعليمي المعتاد.

حيث يمكن أن ينجز الطالب المتفوق المرحلة الابتدائية في فترة زمنية من ثلاث أو أربع (3_4)  سنوات، والمرحلة المتوسطة والثانوية في فترة زمنية أقل من ست سنوات، وبالتالي يتمكن من إتمام مراحله التعليمية العامة بدل من فترة الزمنية المعتادة ويصل إلى الجامعة في عمر أقل، ويمكن أن يتخرج في سن أقل من العمر المعروف لخريجي الجامعة.


شارك المقالة: