النظريات الإنسانية والسلوكية في تفسير الروح المعنوية في العمل المهني

اقرأ في هذا المقال


مع التطورات والتغييرات المهنية والتكنولوجية ظهر اتجاه جديد يرى أن الموظف المهني ليس كالآلة يمكن تقدير كفاءتها بالطرق العلمية، بل يجب النظر إليه كعضو من جماعة مهنية خاصة بالعمل يتأثر بها ويؤثر فيها، وأن هذه الأخيرة تؤثر هي بدورها في الإنتاجية المهنية بشكل شامل، ويسمى هذا الاتجاه بالاتجاه السلوكي منذ البداية ركزت دراسات العلاقات الإنسانية بشكل مباشر على رفـع الروح المعنوية للموظفين باعتبارها الوسيلة الأساسية والفعالة لرفع الإنتاجية المهنية.

النظريات الإنسانية في تفسير الروح المعنوية في العمل المهني:

تتمثل هذه النظريات بالعلاقات الإنسانية التي بدأت مع تطور وظهور الاتجاه السلوكي في العالم المهني، وبالتحديد في الإدارة المهنية، وقد ركزت هذه النظريات على كيفية التعامل والتفاعل بين كل من المدير المهني وبين الموظفين، كما أكدت هذه النظريات على أهمية حاجات الموظف المهني وأهدافه وطموحاته وتوقعات من العمل والعملية المهنية، بحيث تتمثل النظريات الإنسانية بمجموعة من النظريات والآراء المختلفة والتي تتمثل من خلال ما يلي:

1- روبرت أوين: يعتبر أوين أول من ذكر بموضوع العلاقات الإنسانية، ومن خلال عمله دون العديد من الملاحظات التي تتعلق بالعوامل المؤثرة في الإنتاجية المهنية للموظفين داخل المصنع بمقارنة الإنسان بالآلة الصانعة في المصنع، وقـد ظهرت ملاحظاته في شكل خطاب وجهه إلى الإدارة المهنية في المصانع إلى الأفراد عامة ورأى أوين أنه إذا أمكن إيجاد عمل لمعظم الأفراد يكون من السهل إدخال وسائل تشكيل النواحي الوجدانية والسلوك الخاص بهؤلاء الأفراد.

2- مارى باركر فولليت: تعد من أوائل الداعيين إلى الاهتمام بالنواحي والنظريات الإنسانية في الإدارة المهنية، فقد قامت بوضع فلسفة إدارية تقوم على الاعتراف بالرغبات الدافعة والمحركة لطاقات الموظف الفردية والجماعية، ومن أهم الإسهامات التي قدمتها في هذا الشأن ما يلي:

  • يقع على عاتق الإدارة المهنية مسؤولية بناء علاقات مهنية جيدة مع الموظفين، ويتم ذلك من خلال اشتراك الموظفين في أعمال صنع واتخاذ القرارات المهنية وحل المشكلات المهنية.
  • على الإدارة المهنية الاقتناع بأن الموظف المهني عبارة عن مجموعة من المعتقدات والعواطف والمشاعر والتطلعات.
  • إن القوة والسلطة والقيادة المهنية هي مفاهيم حيوية وليست جوفاء، فالقوة تكون بالآخرين، والسلطة تعبر عن التعامل والإتحاد بين الإدارة المهنية والموظفين، أما القيادة المهنية فهي قدرة القائد على التفسير والتعبير والتأثير في الموظفين.

3- أوليفر شيلدون: يركز على تعيين التوازن الصحيح بين المخرجات والإنتاجية المهنية وإنسانية الإنتاج وأعتبر العمل المهني مجموعة واحدة من الموظفين وليست العمليات التقنية وقد أوصى شيلدون بالقواعد التالية الخاصة بالموظفين:

  • يجب أن يحصل الموظفين على طرق تحقق مستوى مرتفع من المعيشة.
  • يجب منح الموظفين وقت كافٍ للتنمية الذاتية.
  • لابد من تحقيق العدل والمساواة في العلاقات المهنية بين الإدارة المهنية والموظفين.

4- سيستر برنارد: عمل على تلخيص أفكاره الني حصل عليها من خبرته وتجربته، وقد نظر إلى المؤسسة المهنية باعتبارها كيان اجتماعي تعاوني، وأن التعاون بين أعضاء هذا النظام هو السبيل الرئيسي لتحقيق النجاح المهني للموظف المهني والمؤسسة معاً، وأن هذا التعاون لا يتم بدون اتصال وتبادل المعلومات المهنية بين الموظفين بصورة مستمرة ورأي أن المؤسسة المهنية تتكون من أنشطة وموظفين ولابد من الاهتمام بكليهما لتحقيق حالة من التوازن وأن الاهتمام بأحدهما دون الآخر لا يمكن للنظام من تحقيق نجاح مثلي، حيث أكد أن للموظف المهني إرادة حرة في قبول أو رفض أوامر الإدارة المهنية، وأشار إلى دور التنظيمات غير الرسمية في المؤسسة المهنية وأقترح أن أدوار المدير الرئيسية هي تـسهيل الاتصالات وتحفيز الموظفين لبذل أقصى جهد ممكن.

النظريات السلوكية في تفسير الروح المعنوية في العمل المهني:

لقد شجعت نتائج حركة العلاقات الإنسانية مزيداً من المفكرين والعلماء في العلوم السلوكية مثل علم النفس وعلم الاجتماع وغيرها على دراسة الموظفين كافراد وجماعات في المؤسسات المهنية باستخدام منهجية البحث العلمي، وأصبح هؤلاء يعرفون بالعلماء السلوكيين، لقد نظر أتباع هذا المدخل إلى الموظف المهني باعتباره أكثر تعقيداً من كونه إنسان اقتصادي واجتماعي كما رأت حركة العلاقات الإنسانية، فالمدرسة السلوكية تركز على دراسة طبيعة العمل نفسه الذي يقوم به الموظف المهني وإلى أي مدى يلبي حاجته المهنية، ويعتقد السلوكيين أن هناك عوامل عديدة تدفع الفرد للعمل بالإضافة إلى كسب المال وإنشاء علاقات اجتماعية.

من أهم الرواد الذين ساهموا في النظريات السلوكية في تفسير الروح المعنوية للموظفين في العمل المهني هم:

  • دوجلاس ماكر يجوز.
  • أبراهام ماسلو.
  • قردي بريك هيرزبرج.
  • ديفيد ماكيلاند.

شارك المقالة: