النظريات الناشئة للتغيير التربوي في النظام التربوي

اقرأ في هذا المقال


النظريات الناشئة للتغيير التربوي في النظام التربوي:

في أوائل القرن الحادي والعشرين من المسلم به عمومًا أنه لا يمكن القيام على تحقيق تغيير تعليمي كبير من خلال عملية خطية تشبه الوصفة، ويتزايد الإجماع بين المنظرين والممارسين على أن النماذج التقليدية للتفكير في التغيير التربوي لم تعد توفر أدوات مفاهيمية كافية للاستجابة للاحتياجات متعددة الأبعاد والبيئات المتنازع عليها سياسيًا.

يتمثل التحدي الرئيسي للتغيير التعليمي في كيفية فهم التغيير السريع والتعامل معه في عالم مضطرب لا يمكن التنبؤ به، وبدأت النظريات الجديدة الناشئة عن التغيير التربوي في توظيف المفاهيم والأفكار المستمدة من علوم الفوضى والتعقيد، الخصائص الرئيسية لهذه النظريات الجديدة هي عدم الخطية للعمليات، والتفكير في التعليم كنظام مفتوح، والاعتماد المتبادل بين مختلف مكونات النظام.

على الرّغم من أن التغيير التعليمي يحدث في كل مكان، إلا أنه لا يزال لا يناقش بشكل منهجي أو يحلل من قبل الباحثين والمعلمين في جميع أنحاء العالم، لا سيما في المناطق التي تمر بحالة انتقالية من نواحي سياسية واقتصادية، يظل التغيير التعليمي برنامجًا سياسيًا وليس محركًا جيدًا للإصلاح الاجتماعي، إن جوهر التغيير التربوي الناجح هو التعلم سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع.

يمكن ان يصبح التغيير التربوي أكثر فعالية، ومن أجل أن يفي التعليم بصورة أفضل باحتياجات العالم خارج المدرسة، والسماح للسياسات والممارسات والبحوث بأن تصبح منسجمة بشكل أفضل، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن الممارسة المهنية هي في طبيعة الفرضية، وبالتالي يجب تشكيلها وتطويرها واختبارها باستمرار، وبالتالي فإنّ التغيير التربوي معقد وسياقي، وهناك العديد من الأجزاء المختلفة التي يجب أن تعمل معًا لجعلها فعالة.

تغييرات فورية مطلوبة في نظام التعليم في النظام التربوي:

بينما نفهم جميعًا مدى أهمية التعليم في تشكيل حياتنا، فقد كان أيضًا مشكلة رئيسية في بلدنا، وهناك العديد من القضايا التي يتعامل معها نظام التعليم، لا يمكننا إنكار حقيقة أن الحكومة والمؤسسات تعمل على إصلاح نموذج التعليم الحالي، ومع ذلك لا تزال هناك العديد من القضايا التي يجب الاهتمام بها.

التعليم هو في الأساس عمل بشري والبشر معقدون، يتطلب تحسين التعلم الحصول على أشياء متعددة بشكل صحيح في وقت واحد، وحتى ذلك الحين لا تؤدي كل التغييرات إلى نتائج، إن تاريخ الابتكار التعليمي مليء بالجهود التي تم إطلاقها بأمل كبير، لاختبار إمكانات أي فكرة تهدف إلى تحسين التعلم.

لقد أدرك المعلمون في السنوات الأخيرة أن التغيير أصبح عاملاً دائمًا في المشهد التعليمي وبالتالي يجب ألّا يتم قبول أو حتى رفض تشغيله أو آليته فحسب، بل ينبغي فهمه قبل كل شيء، وهناك الكثير من الأدبيات حول التغيير التربوي، تتم مراجعة المؤلفات البحثية الحديثة والأعمال الأكثر الاستشهاد بها فيما يتعلق بالتغيير التربوي وتتعلق بأمثلة تجريبية لمبادرات التغيير التربوي الحديثة القائمة على دراسات واسعة النطاق للتقييم التربوي، وعلى تطوير المناهج الدراسية، ويتم اختيار الأمثلة التجريبية وفقًا لاهتمامات المؤلف البحثية ومجالات الخبرة، وهناك مجموعة من التغييرات فورية ومطلوبة في نظام التعليم، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

التعلم عن ظهر قلب:

لقد تقدمنا ​​مع مرور الوقت، ومع ذلك ما زلنا غير قادرين على الابتعاد عن التعلم عن ظهر قلب، لا يستطيع الجميع تحمل تكاليف نظام التعليم، ومن ثم فإن الحكومة بحاجة إلى أن تأخذ العصا بين أيديهم والقضاء على التعلم عن ظهر قلب من المدارس على جميع المستويات.

يجب تشجيع المدارس على إدخال التعلم المفاهيمي الذي يتجنب الطلاب إفساد ما يتم تدريسه، في حين أنّ هذا يساعد الطلاب على فهم المفاهيم بصورة أفضل، إلا أنهم سيكونون قادرين أيضًا على الاحتفاظ بها وتطبيقها بشكل أفضل.

نظام التقييم:

لا يزال المعلم يلعب أهم ورقة في تقرير مستقبل الطلاب وهذا غالبًا ما يقع على عاتق الطلاب كعامل مرهق، غالبًا ما يؤدي ضغط العلامات إلى ضعف أداء الطلاب، وبدلاً من تركيز التقييم على امتحان مدته ثلاث ساعات يجب أن ينصب تركيز التقييم على مشاركة الطالب في الفصول الدراسية، والمشاريع، ومهارات الاتصال والقيادة والأنشطة اللاصفية، عندها فقط يقدم الطلاب أفضل ما لديهم ويتم تقييمهم في أفضل حالاتهم.

المساواة في الاحترام لجميع المواضيع:

نستمر في البقاء على قيد الحياة في نظام التعليم حيث أطاح تيار العلوم بالتسلسل الهرمي للتيار، يتم دفع الطلاب ليصبحوا آلة تعمل فقط على الموضوعات والمواضيع رفيعة المستوى مثل اللغات والاتصالات والفنون ويتم النظر إليها بأسفل ولا تعتبر عالية المستوى، ويجب بدلاً من ذلك دفع الطلاب لمتابعة الموضوع الذي يحبونه بدلاً من خلق تمايز بين المواد.

تدريب أفضل للمعلمين:

يلعب المعلمون الدور الأكثر أهمية في المدارس، وبالتالي يجب أن يحصلوا على أفضل تدريب في الفصل، بعد كل شيء هم يشكلون مستقبل الأمة الأطفال، غالبًا ما يُعتبر المعلمون بمثابة الآباء الثانيين، وبالتالي يجب نقل تدريبهم بطريقة تمكنهم من التصرف كآباء للطلاب بعيدًا عن منازلهم، وأثناء التدريس يجب أن يخلقوا جوًا مناسبًا وشبيهًا بالمنزل حيث يمكن للطلاب أن يشعروا بالتعاطف والحب في الفصل الدراسي والذي يمكن أن ينعكس بعد ذلك في سلوكهم.

إدخال التكنولوجيا:

نعلم جميعًا أننا بدأنا عصر الثورة الصناعية، نحن نعيش نهضة التكنولوجيا وفي مثل هذا الظرف لا يمكن الفصل بين التكنولوجيا ونظام التعليم، ويجب تعليم الطلاب عن التكنولوجيا منذ السنوات الأولى لتعليمهم حتى لا تصبح شيئًا غريبًا في أوقاتهم اللاحقة، ويجب أن تتبنى المدارس التكنولوجيا والتعليم بقلب مفتوح وتنشرها للطلاب كما هي هناك حيث يكمن مستقبلهم.

تخصيص التعليم:

يحتاج نظام التعليم  إلى إدراك أن قوة الاستيعاب لكل طالب لا يمكن أن تكون هي نفسها، ومن ثم لا يمكن أن تظل طريقة التدريس كما هي لكل طالب في فصل من 30 سنة، وبعض الطلاب لديهم سرعة تعلم أسرع والبعض الآخر بطيء، وينبغي على المعلم التربوي ان يكون حريص على مراقبة كل طالب من طلابهم، في حين أنه ليس من الممكن بشريًا لمعلم واحد أن ينتبه لكل طالب، يجب على المدارس أن تبدأ في النظر في استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وروبوتات المحادثة التي يمكن أن تصبح يد العون للمعلمين وكذلك الطلاب.

تعليمهم الغرض من التعليم:

لا يزال نظامنا التعليمي يتمتع بالميزات التي يحملها المعلمون، لا يعني التعليم دائمًا أن تصبح شخصًا غنيًا كبيرًا، ويجب أن يكون حول الإنسانية، ويجب أيضًا تعليم الطلاب بشكل متعمق حول أخلاقيات الحياة وغرسهم في القيم الإنسانية، يجب تعليمهم أن الحياة تتجاوز المال وأن النجاح لا يقاس بالمال.

المصدر: أساليب الدراسات الاجتماعية، محمد السكران، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن، طبعة 1، 2007م الإصلاح والتجديد التربوي، محمد منبر مرسي، عالم الكتب، القاهرة، 1996م تطور النظريات والأفكار التربوية، عمر الشيباني، الدار العربي للكتاب، ليبيا، تونس، طبعة 1، 1975م اتجاهات حديثة في الإدارة المدرسية، جمال محمد أبو الوفا، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، طبعة 1، 2000م


شارك المقالة: