تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

يحظى تعديل سلوك الأفراد المعوقين باهتمام يفوق بكثير الاهتمام الذي تحظى به كثير من القضايا الأخرى في مجال التربية الخاصة، فأدبيات التربية الخاصة كانت ولا تزال في الكتب والمقالات والبحوث والبرامج ذات العلاقة بتعديل السلوك، ويحظى تعديل سلوك الأفراد المعوقين مكانة هامة لجملة من الأسباب منها أن هؤلاء الأفراد يظهرون طائفة واسعة من الأنماط السلوكية الاجتماعية والأكاديمية غير المقبولة.

وسبب آخر هو أن عدم التمكن من الوقاية من تلك السلوكات ومعالجتها سيقود بالضرورة إلى تطور مشاعر الإخفاق والحجز لدى هؤلاء الأطفال الامر الذي يقود الى تدني مستوى تقدير الذات لديهم من جهة وإلى المزيد من المشكلات السلوكية والنفسية من جهة أخرى، كذلك فإن عدم تمكن المعلمين من الحفاظ على الإنضباط الصفي قد يدفع بهم إلى الاعتقاد بعدم الفاعلية الشخصية، وذلك قد يقود على المدى الطويل إلى الاستنفاذ النفسي وحتى التوقف عن العمل في مجال التربية الخاصة.

ثمة حاجة كبيرة الى تطوير مهارات معلمي التربية الخاصة في تعديل السلوك، وإذا كان الحفاظ على الإنضباط الصفي، وتنظيم السلوك أمراً صعبة للمعلمين عموماً فهو أكثر صعوبة لمعلمي الأطفال ذوي الحاجات الخاصة، فالإعاقة لدى هؤلاء الأطفال تؤثر على جوانب النمو المختلفة لديهم، وبالتالي تشكل لديهم قيوداً وظيفية كثيرة وعلى أكثر من صعيد لهم وللقائمين على تربيتهم وتأهيلهم.

وقد أصبحت هذه المهمة أكثر صعوبة وتعقيداً في السنوات الأخيرة بالنسبة لمعلمي الطلبة ذوي الإعاقات البسيطة عموماً، فلم يعد هؤلاء الطلبة يتلقون تعليمهم في مدارس أو مراكز منفصلة فقط، ولكن نسبة متزايدة منهم أصبحت تلتحق بالمدارس العادية تطبيقاً لمبدأ الدمج، وتنطوي هذه الممارسة على تحديات ليس بالنسبة لمعلمي التربية الخاصة فحسب وإنما بالنسبة لمعلمي الصفوف العادية، أيضاً كذلك فإن الدمج يعني في معظم الحالات توفر وقت أقل للمعلمين للبرمجة الفردية، وذلك يترتب عليه زيادة في نسبة المعلمين إلى الطلبة وضعف في إمكانية تنظيم الظروف وضبطها وبالتالي ضبط سلوك الأطفال وتعديله.

ومن الجدير بالذكر أن مئات الدراسات العلمية بينت في العقود الماضية فاعلية تدريب المعلمين والاختصاصيين والأقران ومساعدي المعلمين وأولياء الأمور في تعديل سلوك الأطفال المعوقين وفي تعليمهم العديد من المهارات، مثل المهارات الأكاديمية المختلفة والعادات الصحية الجيدة والمهارات المهنية ومهارات التواصل والعناية بالذات، والمهارات الحياتية اليومية.

فغالباً ما يعهد الباحثون إلى المعلمين وغيرهم لتنفيذ برامج تعديل سلوك هؤلاء الأطفال، وذلك بعد تدريبهم بالطرق المناسبة، ومن أهم الأهداف التي تسعى التربية الخاصة إلى تحقيقها مساعدة الأطفال المعوقين على تحقيق أقصى درجة ممكنة من النمو الشخصي والاجتماعي، ويتعذر تحقيق هذا الهدف دون تشكيل وتعزيز السلوك التكيفي من جهة وإضعاف أو إيقاف السلوك غير التكيفي من جهة أخرى.

ولا شك في أن أساليب تعديل السلوك كانت ولا تزال أكثر الاساليب فاعلية في تدريب الأطفال ذوي الاعاقات المختلفة، فكثيرين هم الذين يرون أن تطبيقات منحی تعديل السلوك أو ما يعرف بالتحليل السلوكي التطبيقي في التربية الخاصة أقوى وأكبر فائدة من تطبيقات أي منحى آخر في هذا الميدان.


شارك المقالة: