تعريف المضطرب انفعاليا لدى الأنظمة والقوانين الفيدرالية الأمريكية

اقرأ في هذا المقال


تعريف المضطرب انفعاليا لدى الأنظمة والقوانين الفيدرالية الأمريكية:

يعني تعريف المضطربين انفعالياً وجود حالة تُظهر واحدة أو أكثر من الخصائص الآتية: على مدى فترة زمنية طويلة وتؤثر سلباً على الأداء التربوي، وهذه تشمل عدم القدرة على التعلم ولا تفسر من خلال عوامل عقلية أو جسمية أو صحية، وعدم القدرة على تكوين أو المحافظة على علاقات اجتماعية مرضية مع الأقران والمعلمين وأنواعاً غير مناسبة من السلوك أو المشاعر تحت الظروف الطبيعية، ومزاجاً عاماً دائماً من مشاعر عدم السعادة أو الاكتئاب والميل إلى تطوير أعراض جسمية أو مخاوف مرتبطة بمشكلات شخصية مدرسية.
ويشتمل المصطلح أيضاً على الطلبة المصابين بالفصام ولا يشمل على الطلبة غير المتكيفيين اجتماعياً كما أشار(IDEA) إلى أنه يتضمن حالة الانفصام، ولكن هذا لا ينطبق على الطلبة غير المتكيفين اجتماعياً ويمكن أن يظهر الطلبه الذي لديهم اضطرابات انفعالية وسلوكيه أنواعاً مختلفة من السلوك تتضمن سلوكات داخلية مثل(الاكتئاب ومشكلات الأكل) والسلوكات الخارجية مثل (الهيجان اللفظي) وخصائص وسلوكيات أخرى تتضمن فرط النشاط (الانتباه قليل المده والتهور) والعدوان أو إيذاء الذات (المشاجرة) والانسحاب (الفشل في بناء علاقات مع الاخرين) وعدم النضج (البكاء غير الملائم ونوبة مزاجية) وصعوبات التعلم (أداء أكاديمي أقل من المستوى).
ويُعد الطلبة ذوي الاضطرابات الأكثر خطورة قد يُظهرون تفكيراً منحرفاً وقلقاً وأفعالاً غير مألوفة وتحولاً غير طبيعي بالمزاج، وهم أحياناً يوصفون بأن لديهم اضطرباً نفسياً ويمكن أن تختلف الاضطرابات العقلية بالشدة أو القوة من المؤقتة إلى البسيطة إلى الشديدة كما في الفصام، وقد يظهر العديد من الطلبة الذين ليس لديهم اضطرابات انفعالية شديدة وتصرف قد يستمر لمدة طويلة من الزمن، فإن سلوكهم يدل على أنهم ليسوا متكيفين مع بيئتهم وفي الحقيقة الطالب الذي يعاني من الاضطراب النفسي سيواجه صعوبة كبيرة في التصرف والتعامل بشكل فعال.
وقد يكون التلاعب بالألفاظ مناسباً لحكايات وقصص الأطفال، لكنه يُسبب مشكلات كبيرة عندما يكون واضحاً في ممارسات التعريف في التربية الخاصة، وعلى سبيل المثال يعرف الاضطراب العاطفي على النحو الآتي: يعني المصطلح حالة تُظهر واحدة أو أكثر من الخصائص التي تمت الإشارة إليها في التعريف السابق أعلاه، وقبل هذا التعريف كان التوحد مدرجاً ضمن تعريف الاضطرابات العاطفية الشديدة، وثم أصبح فئة في حد ذاته ولكن كمثال آخر على الضغوط السياسية لتحديد شروط الإعاقة.
وظل تعريف الاضطرابات العاطفية الشديدة نفسه، ولكن كلمة شديدة تم حذفها من جميع الإشارات إلى الحالة ما عدا الإشارة إليها للمرة الأولى، وهذا لعب بالكلمات يهدف إلى القضاء على دلالة الازدراء في مصطلح (شديدة)، ومن المثير للاهتمام أن تعريف الحكومة الحالية مماثل للتعريفات المستخدمة في أوائل (١٩٦٠) وإلى وصف أكثر حداثة عن الأطفال الذين يعانون من إعاقات نفسية أقل حِدة أو مشكلات السلوك وأشار (Bower 1982) إلى أن القسم الأول من التعريف الاتحادي كان إعادة صياغة لأعماله السابقة، وأشار أيضاً إلى أن الفقرة (ب) لم ترد في التعريف الأصلي وظهرت له بمثابة إضافة لطمأنة اختصاصي الأمراض النفسية التقليديين والموظفين المسؤولين عن الميزانية.
إن الفصام والتوحد في الواقع اضطرابات عاطفية شديدة من جهة، ومن جهة أخرى إن الفتيان والفتيات سيئي التصرف حتى ولو لم ينجحوا بعد والمرضى النفسيين لن يؤدوا إلى رفع التكاليف، ومما لا شك فيه خصوصاً مع الحالات المعتدلة والعالية الانتشار، وأن الدوافع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية قد تحرك الممارسة أكثر مما تفعله السياسات التربوية السليمة أو المبادىء العميقة، ولأن الناس هم الذين يشكلون التعاريف فإنهم يمكن أن يقرروا من الذي يتم تضمينه أو استبعاده بالعبارات التي يكتبونها والفئات التي يعرضونها.
حيث يتم خلق استبعاد سلوك الاختلال الاجتماعي من فئة الاضطرابات العاطفية الشديدة قلقاً كبيراً بين الاخصتصاصيين العاملين في مجال التربية الخاصة مع الطلبة الذين يعانون من اضطرابات سلوكية، وكمان أشار (Nelson and Rutherford) إلى أن أحد العوامل التي تؤثر على قدرات صانعي السياسات والباحثين لتوضيح هذه المسألة هو عدم وجود تعريف مقبول عموماً للاختلال الاجتماعي.

المشكلة واضحة تعريف الاضطرابات العاطفية الشديدة يستثني مجموعة من الطلبة من دون تحديدهم، فيبدو الأمر كما لو أن الاختصاصيين قد حددوا الإعاقة العقلية كذكاء أدنى من المتوسط بشكل ملحوظ دون وجود معيار مقبول للذكاء، وما يُعقد المشكلة أكثر وهو عدم وجود أي أدلة صحيحة أو يعتقد أنها تبرر الفصل بين الاختلال الاجتماعي والاضطراب العاطفي.


شارك المقالة: