تقييم القدرات الإدراكية لدى للأطفال محدودي اللغة

اقرأ في هذا المقال


تقييم القدرات الإدراكية لدى الأطفال محدودي اللغة يمثل تحديًا كبيرًا للباحثين والمختصين في مجال التربية الخاصة. فمن جهة، هذه القدرات هي حجر الزاوية في النمو والتطور الشامل للطفل، ومن جهة أخرى، فإن محدودية اللغة تشكل عائقًا أمام استخدام الأدوات التقليدية للتقييم. في هذا المقال، سنتناول أهم التحديات التي تواجه هذا النوع من التقييم، بالإضافة إلى استراتيجيات بديلة يمكن استخدامها للحصول على صورة واضحة عن قدرات هؤلاء الأطفال.

القدرات الإدراكية لدى الأطفال محدودي اللغة

يفحص أخصائي النطق واللغة القدرة الإدراكية المرتبطة بالتطور اللغوي، فهناك عِدَّة طرق لمعرفة قدرة الطفل الإدراكية المرتبطة باللغة ومراقبة الطفل أثناء اللعب؛ لتحديد ما إن كان اللعب وظيفياً أم عشوائياً وما إن كان مناسباً لعمر الطفل الزمني أم لا، فمثلاً قد يرمي الطفل الأشياء أو يضربها أو يهزَّها بطريقة نمطية، بدلاً من اللعب بها بطريقة مناسبة، فقد يظهر الطفل القليل من المعرفة للاستخدام الوظيفي للشيء ومفهوم تصوّر الشيء ومفهوم الوسيلة أو الغاية.

فإن أحد المستويات تقييم الإدراك يتم عن طريق فحص لعب الطفل الحر وتحديد بعض الاستنتاجات حول مدى معرفته بالمفاهيم المرتبطة باللغة، فقد يجري الأخصائي مجموعة من الاختبارات الرسمية لتحديد مستوى التطور الإدراكي للطفل، حيث يتم تقييم المرحلة الحسية الحركية التي تحدث عنها العالِم بياجيه والتي تشتمل على ستة مستويات، وعادة ما تتطوَّر اللغة في المرحلة الخامسة، فمن هذه الاختبارات الرسمية “اختبار السلّم المُتدرّج للتطور السيكولوجي التي تحدد مستوى الطفل الإدراكي في المرحلة الحسية الحركية”،

حيث يسمح هذا السلّم الأخصائي معالجة النطق واللغة بفحص المستوى الإدراكي للطفل في ستة مجالات يرتبط بعضها باكتساب اللغة، حيث يمكن الإفادة منه في تقييم الأطفال الناطقين بالعربية، مع الأخذ بعين الاعتبار تغيير بعض الأنشطة بما يتناسب والبيئة العربية.

التحديات التي تواجه تقييم القدرات الإدراكية لدى الأطفال محدودي اللغة

  • محدودية الأدوات التقليدية: غالبية أدوات تقييم القدرات الإدراكية تعتمد بشكل كبير على اللغة، مما يجعل من الصعب تطبيقها على الأطفال الذين يعانون من محدودية لغوية.
  • صعوبة في فهم التعليمات: قد يعاني الأطفال محدودو اللغة من صعوبة في فهم التعليمات المعقدة أو المجردة، مما يؤثر على أدائهم في الاختبارات.
  • تأثير العوامل الثقافية: الخلفيات الثقافية المختلفة قد تؤثر على أداء الأطفال في الاختبارات، خاصة إذا كانت الأدوات المستخدمة غير ملائمة ثقافيًا.
  • التفاعل الاجتماعي: قد يواجه الأطفال محدودو اللغة صعوبة في التفاعل الاجتماعي مع المقيّم، مما يؤثر على قدرته على تقييم بعض القدرات مثل التفكير النقدي وحل المشكلات.

شارك المقالة: