اقرأ في هذا المقال
تقييم تحصيل الطلبة الموهوبين والمتفوقين:
يبقى اختبار القلم والورقة الاختبار التقليدي المعروف كمقياس وحيد لتقييم قدرات الطلبة مع أنه في الحقيقة يقيس قدرة الطالب على حفظ مواد معينة أعطيت له ضمن ظروف زمنية ومكانية محددة وتذكرها عند الطلب، كما يقيس قدرة الطالب على التصرف تحت الضغط، ولكن يمكننا أن نتساءل هل الاختبار التقليدي مقیاس صحيح الإمكانات الطالب التحليلية وقدرته على الإبداع وتقييم سماته القيادية؟ وهل بإمكان هذا الاختبار أن يقيم المعلم أي معلومات حول قدرة الطالب على التخطيط وتنفيذ الخطط؟ وهل يعطي هذا الاختبار معلومات ذات قيمة حول مدى كفاءة الطالب عند تنظيم نشاط معين؟
أمام كل هذه التساؤلات، يمكننا القول بأن اختبار القلم والورقة لا يستطيع أن يُفهم بشكل كاف السمات القيادية للطالب وقدرته على البحث والتنظيم، بالإضافة إلى عجزه عن تقييم قدرات أخرى كالإبداع والقدرة على التحليل مثلاً.
الأساليب المستخدمة في تقييم الطلبة الموهوبين والمتفوقين:
1- ملف الطالب:
يحوي ملف الطالب كل الوظائف المهمة والأعمال الإبداعية التي يكتبها خلال العام الدراسي مما يسمح للطالب بمتابعة تقدمه ويسهل على المعلم قياس التطوير الفعلي للطالب بشكل كمي ونوعي خلال السنة، ويمكن النظر إلى ملف الطالب كتاريخ موثق لإنجازاته يمكنه من خلاله التوسع فيما يجده ذا أهمية خاصة بالنسبة له آخذين بعين الاعتبار أن الحد الأدنى المطلوب من الطالب هو مستوى العمل الإتقاني وبذلك يتم تقييم الطالب بناء على إتقانه للمادة المطلوبة وعلى التطور الفعلي لمسيرته خلال العام الدراسي.
2- تقييم الرفاق:
يعطي تقييم الرفاق للطالب صورة معبرة عما يفكر به الآخرون حول إنجازاته على شكل تغذية راجعة من أكثر من جهة غير المعلم، إذ يقدر الطالب في بعض الأحيان آراء رفاقه أكثر من تقديره لآراء معلمه، وعندما يعطى الطلبة الفرصة لتقييم إنجازات بعضهم بعضاً فإنهم يدخلون إلى عالم كان يحتفظ به المعلم لنفسه، حيث يصبحون أفراد أكثر إحساس بالمسؤولية ولديهم القدرة على تقديم النصيحة وفي الوقت نفسه يتعلمون من نقاط الضعف والقوة لدى الآخرين من زملاتهم.
وتدل التجربة على أن النقد الذي يقوم به الطلبة نقد بناء في معظمة، فعندما يقوم الطالب بنقد زميله فإنه يقدم دائماً النصيحة عن كيفية التحسن وطرائقه، ويمكن أن يتم تقييم الطالب من خلال زملاء صفة جميعهم أو مجموعة من طلبة الصف أو من قبل طالب واحد، وعندما يسمح للطلبة بتقييم زملائهم بهذه الطريقة يصبحون أكثر حذراً فيما يقولونه وهم مدركون أنهم سيكونون مسؤولون عن تقييمهم للآخرين، وقد أثبت هذا الأسلوب أنه أسلوب مثير يساعد الطلبة على صقل مهاراتهم النقدية.
ويمكن استخدام تقييم الرفاق بأشكال عدة منها تقييم نشاط الطالب وكتابته التعبيرية، وعندما يقوم الطلبة بدور المعلم في عرض دروس من المنهاج يختارها المعلم لهم بين الحين والآخر، يكلف كل طالب بتقييم زملائه معتمدة على محكات مدروسة تتضمن اختيار الموضوع وطريقة التقديم ودرجة فهم الطلبة درجة تفاعل الصف وصحة اللغة المستخدمة الأداء العام، كما يمكن للطلبة تقييم الأعمال الكتابية لبعضهم بعضاً، حيث يتوقع أن يقوم الطالب بتقييم أصالة أفكار زميله ولغته وتنظيمه للأفكار بالإضافة إلى جوانب أخرى.
3- التقييم الذاتي:
لا يمكن اعتبار عملية التقييم متكاملة دون أن يكون للطالب نفسه دور في تقييم تقدمه وتحديد نقاط ضعفه وقوته، وذلك بعد تلقيه التغذية الراجعة من معلمه ومن الطلبة الآخرين، ويعد تقرير تقدم الطالب الذي أعده بنفسه غاية في الأهمية، من أجل مساعدة المعلم على تفهم احتياجات الطالب ونفسيته وتقدمه كما يمكن أن يكون هذا التقييم وسيلة للتعويض عن إهمال المعلم الذي غفل عن تنمية مهارة ما عند أحد طلبته مما يؤدي إلى خيبة أمل الطالب.
4- المشاركة في مناقشات الصف ونشاطاته:
يعلم الطلبة أن مشاركتهم في المناقشات والنشاطات الصفية ستؤخذ بالاعتبار في تقييم مستوى تحصيلهم في مجال تنمية مهاراتهم الشفوية، ويقوم المعلم على تسجيل أسماء الطلبة الذين يشاركون بشكل فعال في مناقشات ونشاطات المجموعة، وبهذه الطريقة يتمكن المعلم من التعرف على إمكانية الطالب ليصبح منظم أو قيادي فالكلمة المسموعة هي الوجة الآخر للكلمة المكتوبة في عملية التقييم.
5- المشروعات والأبحاث:
ويشمل تقييم إنجازات الطلبة وجود أوراق عمل من أجل تنمية المهارات التحليلية والنقدية وذلك عن طريق الفحص الدقيق لموضوع البحث، وقد تبين بعض الطلبة أنهم باحثون وناقدون موهوبون، كما أثبتت أوراق العمل أنها الوسيلة التي من خلالها يمكن لهم أن يظهروا قدراتهم الحقيقة ويمكن القيام بهذا العمر بشكل فردي أو ثنائي أو ضمن مجموعات.