دور الأخلاق في التحيز الضمني في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


قد يهتم علماء النفس الأخلاقي بما إذا كان الأفراد على دراية بمجموعة من الافتراضات حول التحيز الضمني، والتي من المحتمل أن تكون صحيحة عن أنفسهم، هذا هو الإحساس المهم للوعي في أن الأفراد قد يدركون أنه من المحتمل أن يكون لديهم تحيزات ضمنية، فإن الإدراك المعني يتعلق بجسم المعرفة الأخلاقية المتعلقة بتصرفات الأفراد المتحيزة.

دور الأخلاق في التحيز الضمني في علم النفس

ركز علماء النفس الأخلاقي على ما إذا كان بعض الأفراد يعرفون في الواقع أو ينبغي أن يعرفوا حقائق تجريبية معينة حول قابلية تعرضهم المحتملة للتحيزات الضمنية، وذلك في محاولة لشرح حدسهم المتباين حول مسؤولية المساوات في لجنة التوظيف التي أظهرت تحيزًا ضمنيًا في الثمانينيات، ومساواة معاصرة مماثلة لاحظوا أنه في عام 1980، لم يكن أحد يعرف الحقائق النفسية المخيفة عن التحيزات الضمنية، ولم يتم إجراء البحث النفسي بعد وبالتالي فإن ثروة الأدلة التجريبية اليوم لم تكن موجودة ببساطة.

هذه الحقيقة حول ما يمكن توقع أن يعرفه الأفراد بشكل معقول تظهر في تفسيرهم لسبب سعيهم إلى تبرئة مميزة أخلاقياً في الثمانينيات، فمن غير المعقول توقع أن يكون هذا مدركًا للحقائق حول التحيز الضمني كما ينتج عن علم النفس التجريبي ولم تكن هذه الحقائق جزءًا من البيئة المعرفية لدينا في ذلك الوقت، ولكن الآن تقع على عاتق أعضاء وعلماء النفس الأخلاقي مسؤوليات معرفية والتي تشمل التعرف على تلك المجموعة من المعرفة للتحيز الضمني.

إذن فإن الخلاف في هذه الادعاءات ليس جانبًا معينًا من إدراك المرء للأخلاقيات، ولا بعض التأثيرات السلوكية الملحوظة، بل هو جزء من المعرفة المتعلقة بالميول العامة للأفراد لإظهار التحيزات الضمنية، حيث يمكن معرفة هذا من خلال ما يمكن أن نسميه الوعي الاستنتاجي، حيثيتم الوصول إلى الوعي من خلال الاستنتاجات التي تم التوصل إليها حول هذا الجسم من المعرفة التجريبية والتصرفات الأخلاقية السلوكية للفرد في ضوء ذلك.

يهتم علماء النفس الأخلاقي بما إذا كان لدى الأفراد وعي بالتجلي في سلوك التحيز الضمني على وجه الخصوص، حيث ينصب تركيزهم على وعي الفرد بالاستجابات السلوكية المتضاربة في اختبارات التحيز، واستعدادهم لعزو هذه الاستجابات إلى التحيز الضمني، على سبيل المثال وجدت أن جزءًا كبيرًا من هؤلاء الأفراد كانوا قادرين على عزو أوقات الاستجابة المتباينة إلى التحيز الضمني، والادعاء المذهل هنا هو أن عددًا كبيرًا من الأفراد كانوا قادرين على الإدراك على أساس ملاحظات استجاباتهم السلوكية وأنهم كانوا يستجيبون بشكل مختلف للمثيرات المختلفة.

أنواع المشاعر الأخلاقية في التحيز الضمني في علم النفس

في التحيز الضمني في علم النفس يوجد ثلاث أنواع من المشاعر الأخلاقية المرشحة للوعي بهذا المفهوم، والتي تتمثل بالوعي الاستبطاني للارتباط الضمني نفسه أو تشغيله، والوعي الاستنتاجي لاتجاه المعرفة حول ميول الناس لإيواء وعرض التحيز الضمني، والوعي بالملاحظة لتأثيرات التحيزات الضمنية على السلوك أحيانًا جنبًا إلى جنب مع الوعي المنسوب لسبب هذه التأثيرات.

نظرًا لأن هذه المشاعر الأخلاقية المتميزة للوعي لم يتم تمييزها في الأدب التجريبي أو الفلسفي، يجب أن نكون حذرين في ادعاءاتنا حول العلاقة بين هذه المشاعر المختلفة للوعي، وهناك حاجة إلى مزيد من العمل المفاهيمي والتجريبي لفهم علاقتهما مما هو ممكن هنا، ومع ذلك يمكن إبداء بعض الملاحظات الأولية، إذا أنكر المرء هذا الإدراك الاستبطاني للتحيزات الضمنية أو في الواقع أي حالة عقلية ممكن، فإن اكتساب المعرفة من الأنواع الأخرى سواء الاستنتاجية أو الملاحظة لن يكتسب هذا النوع من الوعي.

قد يساعد اكتساب الوعي الاستدلالي للحقيقة التي من المحتمل أن يكون المرء متحيزًا فيها على الوعي القائم على الملاحظة، إذا كان يمكن أن يحفز التفكير الأخلاقي في سلوكيات الفرد التي قد تسفر عن دليل على التمييز الخفي، وأخيرًا قد يؤدي الوعي الاستدلالي والمراقبة بالحقائق حول التحيز الضمني أيضًا إلى توليد الوعي بالإسناد، حيث يمكن للمرء أن يعزو السلوك الأخلاقي التمييزي للفرد إلى الوجود المحتمل للتحيز الضمني، حتى لو كان المرء غير قادر على التأمل في مثل هذه العمليات المتحيزة.

تم استخدام كل من هذه المشاعر الأخلاقية للوعي بالتحيز الضمني في الأدبيات المتعلقة بما إذا كان الأفراد يستوفون الشروط المعرفية للمسؤولية، وكيف يجب أن نفكر في هذه الحواس المختلفة فيما يتعلق بالظروف المعرفية للمسؤولية؟ حيث أنه عند التفكير فيما إذا كان الافتقار إلى الوعي أو الجهل، يبرئ علينا ألا نسأل فقط عما يفعله الفرد أو لا يعرفه، في بعض الإحساس ذي الصلة بالوعي.

بعض حالات فشل الوعي هي نفسها مذنب على سبيل المثال قد لا يبرئ الجهل بالضرر الذي يرتكبه المرء إذا كان من المتوقع بشكل معقول أن يتحقق من أن أفعاله ليست ضارة بهذه الطريقة، وبالمثل فإن النسيان أو عدم الوعي أو الاجتماع الذي وعد المرء بالاحتفاظ به لا يبرئ، وقد يكون هو نفسه مذنبًا، في المسار المعتاد للأمور نضع جانباً الضغوط المفرطة أو الضغوط أو المشتتات.

إن عدم إدراك دوافع القسوة أو الغيرة التي تشكل تفاعلات المرء الأخلاقية مع الأصدقاء لا يبرر التصرفات القاسية أو التي تعبر عن الغيرة؛ هذا لأننا نعتقد أنه في جميع هذه الحالات باستثناء الظروف الاستثنائية يجب على الفرد أن يكن على دراية بالحقائق ذات الصلة من الناحية الأخلاقية سواء كانت تسبب الأذى، أو تنسى التزامًا، أو تعبر عن دافع قاس وإخفاقاتها في الوعي أو المعرفة هي نفسها مذنب؛ للتعبير والدفاع مؤخرًا عن الشروط المعرفية للمسؤولية في هذه الشروط.

لذا بدلاً من ذلك يجب أن نبدأ بالسؤال ليس عما إذا كان الأفراد يدركون في الواقع، بالمعنى ذي الصلة أفعالهم المنحازة ضمنيًا بل بالأحرى ما إذا كان يجب على الفرد أن يكون مدركًا لهذا المعنى، وما إذا كان إخفاقه في الوعي مذنبًا، ونسأل عما  يجب على الأفراد معرفته بصفتهم أفراد مسؤولين، يتوافق هذا النهج مع الفكرة التي تم الدافع عنها في الفلسفة القانونية وهي أن الإهمال لا يتطلب أن يكون الفرد في الواقع مدركًا للضرر الناجم عن أفعاله، فقط أن يكون الشخص العاقل، لذا فإن سؤالنا الآن أكثر تركيزًا هل المتطلبات المعرفية التي تنطبق على الأفراد المسؤولين تشمل الوعي بالأنواع المحددة؟

عند التساؤل عما إذا كان ينبغي أن نعتبر كل حالة أخلاقية على أنها تحدد مطلبًا للمسؤولية، يجب أن نسأل ما إذا كان من المرغوب فيه وإذا كان الأمر كذلك فمن الممكن تلبية القاعدة الأخلاقية في التحيز الضمني؛ لأنه إذا كان من المستحيل اكتساب الوعي من نوع ما، فسيكون من غير المعقول مطالبة الأفراد بمثل هذه المعرفة كشرط للمسؤولية، لذلك سيتطلب تقييمنا الانتباه إلى كل من الأسئلة النفسية حول قابلية الدفاع عن ظروف معينة والأسئلة التجريبية حول أنواع الوعي الممكنة بقدر ما تكشف نتائج علم النفس التجريبي.


شارك المقالة: