طرق قياس الروح المعنوية في العمل والمؤسسات المهنية

اقرأ في هذا المقال


يعتبر قياس الروح المعنوية من العمليات المهنية التي تعد من الأمور الصعبة؛ وذلك بسبب تعدد العوامل والعناصر المكونة لها، والتي من الممكن أن تؤثر بها، بحيث تعتبر الروح المعنوية ظاهرة مركبة وصعبة ومعقدة ومتغيرة وليست بسيطة، وتتطلب الإمكانية المادية والبشرية الكبيرة وخاصة عندما يكون عدد الموظفين كبير ويستدعي تفحص الخبرة والكفاءة المهنية الخاصة بهم.

الطرق غير المباشرة في قياس الروح المعنوية:

يرغب بعض المسؤولين المهنيين في قياس الروح المعنوية للموظفين من حين لآخر؛ من أجل الوقوف على شعور الموظفين واتجاهاتهم، ولمعرفة مدى ارتباطهم بالمؤسسة المهنية، أو إجراء تعديلات على سياسة وأساليب الإدارة المهنية في المؤسسة المهنية أو طرق أداء المهام المهنية، بحيث تعتمد الطرق غير المباشرة في قياس الروح المعنوية على بعض المعايير المتوفرة بصفة عامة في جميع المؤسسات المهنية، والتي يمكننا ذكرها من خلال ما يلي:

  • السجلات المهنية الخاصة بالأمور الزائدة أو الناقصة في العمل المهني.
  • سجلات المستخدمون الخاصة بعملية الدوران المهني في العمل المهني، والتي تشير إلى الموظفين الذين يتركون العمل أو ينتقلون لعمل مهني أو وظيفة أخرى.
  • سجلات مهنية خاصة بتحديد جميع الموظفين الذين يستمرون في الغياب والتأخير عن مواعيد العمل في المؤسسة المهنية.
  • سجلات التقارير المهنية الخاصة بظاهرة الحوادث المهنية التي يمكن أن يقع بها الموظفين في مكان العمل الخاص بهم، بحيث تبين هذه السجلات مستوى ارتفاع أو انخفاض هذه الحوادث المهنية.
  • السجلات الطبية الخاصة في ظاهرة الصحة والسلامة المهنية للموظفين في العمل المهني.
  • سجلات البرامج المهنية التدريبية، الخاصة بعمليات التطوير المهني والتكوين المهني والتدريب المهني بشكل عام، حيث تبين عدد المدربين والقائمين على البرامج التدريبية المهنية، والإقبال على التعلم والتدريب المهني ومستوى  الحاجـة إلى التدريب المهني.
  • السجلات المهنية الخاصة بالشكاوي الخاصة بالموظفين، بحيث تقيس مستوى ارتفاعها أو انخفاضها.
  • السجلات الخاصة بالاقتراحات الخاصة برأي الموظفين تجاه المؤسسة المهنية وإدارتها وزملاء العمل والمشرفين.

إن القياس الجيد والكلى لهذه السجلات المهنية وعلى مدة زمنية متقاربة يقود إلى جمع المعلومات المهنية الحيوية حول وضعية الروح المعنوية في المؤسسة المهنية، ولكن لا يمكن اعتبار هذه السجلات دقيقة ومحكمة، ولا يمكن الاعتماد عليها فـي قياس الروح المعنوية بصفة كلية، بل تمثل تكملة لا غنى عنهـا لمسح الروح المعنوية وقياسها المستمر.

الطرق المباشرة في قياس الروح المعنوية:

تعبر الطرق المباشرة في قياس الروح المعنوية من الطرق الحديثة التي تعتمد على طريقتي المقابلات الشخصية مع الموظفين والاستبيانات، والتي ظهرت بسبب كبر حجم المجالات المهنية والتطوّرات والتغيُّرات الحاصلة على العالم المهني والتكنولوجي، بحيث يمكننا توضيح طرق القياس المباشرة من خلال ما يلي:

1- الاستبيانات: تعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق انتشار في العمل والمؤسسات المهنية، بحيث تتضمن هذه الطريقة مجموعة من الأسئلة التي تفي بالغرض المطلوب منها في قياس الروح المعنوية، وتوزع هذه الأسئلة على الموظفين بشكل يسمح لهم بالاجابة عليها، ومن مميزات هذه الطريقة ما يلي:

  • تعطى الوقت الكافي للموظف المهني للإجابة بتمهل دون عجلة على الأسئلة المحددة.
  • سهلة التصنيف والتحليل والتفسير واستخلاص النتائج النهائية.

ومن عيوب طريقة الاستبيانات في قياس الروح المعنوية ما يلي:

  • عدم اهتمام بعض الموظفين بالإجابة عن الأسئلة الخاصة بها.
  • الحصول على نتائج خاطئة ببعض الأحيان؛ بسبب اختيار عينة من الموظفين بشكل خطأ.
  • عدم استطاعة بعض الموظفين بالتغيير اللفظي واللغوي عن مشاعرهم.

2- المقابلات الشخصية: من الممكن استخدام المقابلة كطريقة ناجحة لقياس الروح المعنوية، فتقوم بنفس غرض الاستبيان؛ من أجل الحصول على البيانات والمعلومات المهنية ذات الصلة بالروح المعنوية مباشرة من الموظف المهني نفسه، وقد تكون موجهة بمعنى أنه يتم فيها تحديد جميع الأسئلة مقدمة لتوجه إلى الموظف المهني، وقد تكون المقابلة غير موجهة، وفيها يشجع الموظف المهني على مناقشة أي موضوع يهتم به دون توجيه، ويمكن أن تصبح المقابلة ناجحة إذا أديرت من قبل باحثين مختصين لديهم الكفاءة المهنية المحددة لها؛ من أجل الحصول على كافة البيانات والمعلومات المهنية المطلوبة، وذلك بعد إقناع الموظفين برغبة الإدارة المهنية الصادقة في الوقوف على آراء ومشاعر الموظفين لمصلحة العمل المهني والموظفين أنفسهم، من أجل تحسين الخدمات المهنية المقدمة وإزالة مصادر الشكاوى لراحة الموظفين والمساهمة في تـوافقهم ورفـع الروح المعنوية لهم.

المصدر: مبادئ التوجيه والإرشاد المهني، سامي محمد ملحم، 2015.التوجيه والإرشاد المهني، محمد عبد الحميد الشيخ حمود، 2015.التوجيه المهني ونظرياته، جودت عزت عبد الهادي وسعيد حسني العزة، 2014.مقدمة في الإرشاد المهني، عبد الله أبو زعيزع، 2010.


شارك المقالة: