اقرأ في هذا المقال
- آلية عمل الذاكرة لتشكيل العادات
- تصنيف فئات الذاكرة
- التغيرات التطورية للذاكرة
- العمليات المرتبطة بعادات العقل والذاكرة
- العادات والنقاط الرئيسة للتذكر
إنّ العادات تشكل الجزء المهم من الذاكرة وأنّ العقل يحتاج إلى فحص قاعدة العادة، وتتشكل العادة في عقولنا ووعينا أو تنشط سلوكياتها في العقل في خلايا الدماغ العصبية وتحرك الأجزاء التي تترك تجربة في الأفكار التي تحدث في رؤوسنا.
آلية عمل الذاكرة لتشكيل العادات
العقل هو عبارة عن حاوية للذاكرة والعقل ممكن أن يقارن بالحاسوب، فطاقة الوعي في عقولنا ممكن أن تقارن بالكهرباء التي تشغل الكمبيوتر وهذا يسمى طاقة قوة الحياة، والعادات تتكون وتقوم بتخزين المعلومات في عقولنا كما يحدث عندما تقوم إطارات المركبات بتشكيل آثار لها على الطرقات التي تكون ترابية، فعند ممارسة العادة للمرة الأولى تكون آثار هذه العادة خفيفًا وبسيطًا والذي قد تختفي وتزول إذا لم يتم تكرار هذه العادة، فكذلك تختفي آثار الإطارات إذا الرياح هبت على الآثار، فجوهر العادات العقلية تقوم على تخزين الصور والمشاعر وكذلك من الممكن أن تكون أصوات فيتم تخزينها على صورة مركبات كيميائية، فأذا حصل تكرار لهذه العادة تجذرت وتمكنت أكثر في عقل الإنسان.
تصنيف فئات الذاكرة
تصنف الذاكرة إلى فئتين مختلفتين وهما:
1- الفئة الأولى التكرار: يتعلق بحضور الماضي أو لحظة الذاكرة التي عن طريقها نحمل صور الماضي للإمام لتشكيل فهمنا عن الحاضر بطرق غير ملتوية، وقد يطلق عليها بعضهم عادات العقل، وعلى هذا الأساس فإنّ الذاكرة تعد من اللاوعي.
2- الفئة الثانية من الذاكرة هي الاستعادة: تعد من العقل الواعي وهي محاولة استعادة الذاكرة وهذا ما
قاد هوتون للتأكيد بأنّ التاريخ هو فن الذاكرة لأنّها تتوسط المواجهة بين لحظتي الذاكرة: التكرار والاستعادة، فيقوم التاريخ بتقديم أحيانًا كونه وجه آخر للذاكرة والذي بدوره يُعنى بمساعينا الحالية لاستدعاء الماضي، ويمثل التاريخ لحظة الذاكرة التي نسترجع بها تشكيل صور القديمة بصورة انتقائية لتناسب حاجات مواقفنا في الحاضر، وكذلك فإنّ أفكارنا تعتمد على الخبرة المخزونة بذاكرتنا وكذلك الاحساسات، وهذه الخبرة التي يتم الاعتماد عليها في الأفكار والاحساسات هي عملية تكوين عادات عقلية، أي إنّ أفكارنا تعتمد على عاداتنا مثلما تعتمد أفعالنا على تفكيرنا وأهدافنا الواعية.
التغيرات التطورية للذاكرة
هناك تغيرات تطورية مشابهة في حالة الطريقة التي يتم بها استرجاع المعلومات فالمهارات ما وراء المعرفية تقود الطلبة ذوي الخبرة ليركزوا على استدعاء المعلومات الأكثر صعوبة، وفي البحث عن معينات خارجية في حالة استدعاء المواد الصعبة التي تأتي على صورة كتب أو ملاحظات صفية أو مواد أخرى محسوسة، وبشكل نسبي فإنّ القليل من الجهد يذهب إلى الأمور التي تعد سهلة ويذهب جميعه إلى الأمور الصعبة، فعلى سبيل المثال أنّ معلمًا يضع لطلبته ثلاثة أسئلة للبحث عن أجوبة لها كما يأتي:
1- متى بدأ علم النفس بوصفه علم مستقل عن الفلسفة؟
2- متى كان فرويد زعيم مدرسة التحليل النفسي؟
3- من هو مؤسس المدرسة البنيوية؟
فإذا حكم الطالب بأنّ السؤال الثالث لا يمكن تذكرة مع أنّه يعرف أنّه قد قرأ اسم المؤسس في مكان ما، فإنّه قد لا يحاول تذكر الإجابة ولكنه سيركز بدلًا من ذلك على تحديد المكان الذي قرأه فيه أو دونه في ملاحظاته بين كتبه، واذا كان بمقدوره أن يجيب على السؤال الأول وهو السؤال الأسهل والذي لا يتطلب جهدا كبيرًا فإنّه قد يمضي لحظة يستخلص الإجابة للسؤال الثاني من الذاكرة دون الرجوع إلى كتبه وملاحظاته، وإذا وجد صعوبة في ذلك فإنّه قد يتعامل مع السؤال الثاني كما تعامل مع السؤال الثالث حيث أنّ المعلومات المطلوبة لا بد من البحث عنها.
إنّ استراتيجيات من هذا النوع تظهر أهمية المعرفة (بما وراء المعرفة) مع أنّها غالبًا ما تحدث بشكل آلي وبشكل الشعوري فإنها تجعل التعلم والتفكير أفضل مما لو كان الأمر غير ذلك، وفي نطاق المدرسة فإنّ المعرفة بما وراء المعرفة تساعد الطلبة في تحديد الزمن المطلوب لدراستهم وتفكيرهم بشكل أفضل مما لو كان جميع الأسئلة يتم التعامل معها بنفس الطريقة، وإنّ المعرفة تتطور نتيجة الخبرة والتدريب في حل المسائل.
العمليات المرتبطة بعادات العقل والذاكرة
طبقاً لمارزانو أنّ المتعلم حينما يقوم بتطوير مدى عادات العقل إنّما يقوم بعمليات الانتباه والملاحظة والتعرف على الخصائص والمكونات ثم البدء بتحويل الأشياء وأنماط عملها معاً في علاقة، ويقوم بالتدريب على ممارستها أدائيًا ثم يقوم بفعل الأداء الناجح ثم يكررها ثم يتطور لديه مخزون على صورة طاقة معرفية يمكن أن تظهر في أية مناسبة يحتاج فيها لتلك العادة لكي يظهرها على صورة أداء.
في ذات السياق أكد مارزانو أنّ مساعدة التلاميذ على اكتساب معرفة جديدة وتحقيق تكاملها مع ما يعرفونه من قبل والاحتفاظ بها تعد جانب مهم من جوانب التعلم، خصوصًا عندما يكون المحتوى جديدًا حيث يركزوا على الاستراتيجيات التي تساعدهم في وصل المعرفة الجديدة بمعرفتهم السابقة وتنظيم المعرفة الجديدة بطرق لها معنى ويجعلونها جزءًا من ذاكرتهم طويلة المدى، كما أنّ الميل إلى تكرار ما قد تم فعله من قبل وهو أحد المعالم الأساسية للنظام العصبي المركزي داخل المخ البشري وبعدها تصبح عادة والتي تعتمد على ميكانيزم تكرار ما سبق فعلة من قبل، وتنطبق هذه الآلية ذاتها على ذاكرة التعلم.
كما قد أكد لاوري بأنّ آلية عمل الدماغ في العادات العقلية بأنّه يقوم بالاعتماد على عادة بحيث يقوم بتنفيذ ما تعلمه في السابق، ومن ثم يقوم بالتعديلات على العلاقات التي تجددت بصورة مستمرة ودائمة بواسطة المعرفة المتوفرة لدى الدماغ نفسه، ومع ازدياد هذه المعرفة في طريقة عمل الدماغ يحصل المرء على الدعم والدافع لتعلم العادات العقلية.
العادات والنقاط الرئيسة للتذكر
1- عاداتنا راسخة جدًا فينا مما يؤدي إلى أنّ سلوكياتنا مروضه اوتوماتيكيًا ونحن عادة لا نبالي بأفعالنا.
2- العادات الجيدة صعبة التطور وسهلة التعايش معها والعادات السيئة سهلة التطور وصعب التعايش معها.
3- إذا أنت تحافظ على العمل الذي دائماً تقوم به سوف تحافظ على ما تحصل عليه دائماً.
4- العادات هي دائماً أجزاء من تصرفاتنا وإذا كنا أكثر حذرًا من هذه الأجزاء سوف نكون أكثر احتمالية التعديل أو تغيير العادات غير المنتجة وزرع العادات الإيجابية المنتجة.
5- كيف نستخدم أجزاء متقطعة لتغيير أجزاء التصرف.
6- من الواجب التدرب والتعلم على طرق ابتكار وإنتاج عادات جيدة جديدة بدلًا من العادات السيئة الغير جيدة وذلك عن طريق ما يلي:
أ ـ الدراسة الكاملة والواضحة للعادة غير الجيدة.
ب ـ تحديد العادة الجيدة الجديدة عن طريق تعريفها بشكل واضح ومحدد.
جـ ـ عمل خطة للعادة الجديدة الجيدة بأن تكون بثلاث خطوات على الأقل.
7- نحدد كل من العادات السلبية و الإيجابية ونتخذ خطوات العادات غير المنتجة.
8- نحن نعمل على تطوير طاقاتنا الاعتيادية بشكل منظور والتحدث الذاتي.