قضايا قديمة وجديدة في القياس النفسي السريري

اقرأ في هذا المقال


تمت دعوة علماء النفس لتقديم مساهمات يمكن أن تسهل تبادل المعرفة بين الأطباء والباحثين المشاركين في التقييم النفسي للظواهر السريرية، الهدف هو نشر ثقافة التكامل بين النموذج النفسي والنموذج السريري، هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكن تمّ طرح بعض القضايا الرئيسية من قبل العديد من المؤلفين الملتزمين بهذا التخصص وتم الحصول على بعض الإجابات في موضوع البحث هذا، أسفرت الاستجابة للدعوة لتقديم الأوراق عن ثروة من المقترحات مع 19 بح مقبول من 92 مؤلف مساهم.

قضايا قديمة وجديدة في القياس النفسي السريري:

يتم تعريف القياس النفسي السريري على أنّه تخصص يتعامل مع تعريف وقياس التركيبات السريرية، يركز على نظرية القياس وبناء المقاييس النفسية والتحقق منها، كذلك تطبيقها في تقييم الفروق الفردي، لذلك فإنّ القياس النفسي السريري هو نظام تطبيقي يستخدم أدوات القياس النفسي من أجل تطوير إجراءات قائمة على الأدلة تهدف إلى فهم وتحسين الرفاهية النفسية للأفراد.

يمكن اعتبار القياس النفسي السريري كأداة أساسية في العديد من مجالات البحث المتعلقة بالتدخلات النفسية، على سبيل المثال فهو مفيد للتقييم النفسي والتشخيصي في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات السريرية والطب الشرعي وتصميم وتقييم محدد العلاجات النفسية والدوائية.

في موضوع البحث عن القياسات النفسية السريرية والقضايا القديمة ووجهات النظر الجديدة، كان الباحثون مهتمين بنشر ثقافة التكامل بين النموذج السيكومتري والنموذج السريري، أيضاً تعزيز النقاش العلمي حول التدابير والأساليب الحالية واقتراح طرق جديدة قادرة على الجمع بين الأهمية السريرية والصرامة الكمية، لذلك تمّ جمع مساهمات من الباحثين الذين يدرسون ثبات العوامل للأدوات الجديدة والحالية لقياس المتغيرات السريرية.

كما تمّ جمع دراسات بحثية تطوير أدوات أكثر دقة لتقييم الأبعاد السريري، بالإضافة إلى الدراسات البحثية التي تقيم القضايا المنهجية المتضمنة في النتائج والعمليات العلاجية، كان أحد مجالات الاهتمام في هو التحقيق في ثبات عامل الاختبارات والاستبيانات النفسية، في الواقع تُجرى الاختبارات النفسية بشكل متكرر على مجموعات سكانية ومجموعات عرقية مختلفة، دون اختبار الافتراض القائل بأنّ الدرجات قابلة للمقارنة والتفسير عند إجراء الاختبارات للذكور والإناث والمراهقين والبالغين المتأخرين أو مجموعات سكانية مختلفة.

كما ورد في عواقب تجاهل الثوابت المترية على التشخيص باستخدام الاختبارات النفسية، يمكن أن يكون لهذا الافتراض عواقب وخيمة عند استخدام التدابير النفسية في السياقات السريرية، في دراسة المحاكاة هذه أظهر المؤلفون أنّ الافتقار إلى ثوابت القياس يمكن أن يؤدي في عينات مختلفة، إلى الإفراط في تشخيص حالة تم قياسها أو تشخيصها بشكل عشوائي دون أي اعتبار لوجودها الحقيقي، اختبرت الأوراق مباشرة ثبات القياس لعدة استبيانات.

تطوير الأدوات الدقيقة لقياس المتغيرات السريرية:

كانت غالبية المساهمات مرتبطة بتطوير وصقل الاختبارات النفسية باستخدام نهج متعدد الثقافات، قدم بعض المؤلفين التكيف الوطني للاستبيانات التي تقيم التنظيم العاطفي في المجموعات السريرية وغير السريرية، تقييم القدرة على التأثير والخصائص السيكومترية لاستبيان تنظيم العاطفة المعرفية (CERQ) في المرضى الذين يعانون من متلازمة فيبروميالغيا، تحليل عامل التأكيد للنسخة الفرنسية لقائمة جرد المعتقدات الشهية.

كانت الأوراق الأخرى توضح الأداء النفسي للاستبيانات التي تقيّم السمات الشخصية، مثل القدرة على الحب وتطوير قائمة جرد قائمة الشهادات الموثوق بها، مع التحقق الإيطالي من القدرة على حب جرد النتائج الأولية، فهي علامة تشخيصية مهمة في السياقات السريرية، على سبيل المثال في النرجسية المرضية، كانت النتائج مهمة للعلاج النفسي، أيضاً عدم تحمل عدم اليقين والصلاحية ومقارنة طرق التسجيل لتقييم الأفراد الذين أظهروا نتائج إيجابية للقلق والاكتئاب.

من الأمثلة على الأداء النفسي للاستبيانات أيضاً التوقعات المرتبطة بأخذ صور السيلفي ونشرها لدى المراهقين أو تقييم المخططات المعرفية ذاتية الهزيمة، المرتبطة بتطور اضطرابات الشخصية والعديد من اضطرابات المحور الأول، على وجه الخصوص فإنّ الأدوات مثل ((CTL-Inventory) ( Kapusta et al)، المكونة من ستة أبعاد من النزعة البشرية لإقامة علاقات مرتبطة ارتباط وثيق بالتطور النفسي للشخص.

حيث تؤدّي إلى اتساق داخلي جيد مع نتائج مستقرة ومتسقة في ثلاثة ثقافات مختلفة، بالإضافة إلى الارتباطات السلبية بالاكتئاب والنرجسية والاختلاط  والارتباطات الإيجابية بصفات العلاقة مثل النزاعات والدعم والعمق، اقترح الباحثون استبيان تقرير ذاتي مثير للاهتمام وهو مقياس تأثير الصدمة وشدة تأثير ما بعد الصدمة، يمكن أن يمثل اختبار الحركة التنموية (DEM) طريقة عملية وسهلة لتقييم وقياس المهارات وتقييم الأداء بمرور الوقت في الإعدادات السريرية.

تقييم القضايا المنهجية في النتائج والعمليات العلاجية:

تعكس جميع الأوراق العلمية التي تعكس أحدث الأدبيات العلمية نظرية الاختبار الكلاسيكية (CTT)، تعتمد نظرية الاختبار الكلاسيكية على تقييم الموثوقية والصلاحية، كذلك بنية العوامل لمقياس نفسي محدد، لكن في هذا الإطار من المستحيل التمييز والمقارنة بين المعلَّمات المتعلقة بالأفراد مثل القدرات أو السمات أو الأبعاد السريرية وتلك المتعلقة بالعناصر والصعوبات.

تمّ العثور على (IRT) لتقديم نهج مفيد لمعالجة بعض عيوب الأدوات القائمة على (CTT)؛ لتطوير تدابير تقييم جديدة لاستخدامها في إعدادات الطب النفسي، أيضاً لتقصير الأدوات كاملة أو تحسين الأدوات الحالية ولمعالجة تكرار المحتوى، تمّ استخدام نظرية الاستجابة للعناصر لتطوير نموذج قصير جديد لاستبيان شخصية (Eysenck) المنقح ، كما تمّ استخدام (IRT) لتطوير نسخة جديدة من نموذج قصير من استبيان شخصية (Eysenck) المنقح (EPQ-R) والتي تشمل الذهان والانبساط والعصبية.

تتعلق إحدى ميزات (IRT) المثيرة للاهتمام بالقدرة على اكتشاف المستجيبين في حالة التزوير من أولئك الموجودين في الحالة الصادقة، في دراسة استخدام العناصر العلنية والسرية في اختبارات الشخصية للتقرير الذاتي، مثل القابلية للتزييف وإمكانية التعرف على المزيفين المحتملين، نموذج (Rasch) ذو المعلمة الواحدة، لتحليل عناصر مقياس ألكسيثيميا المصنفة على أنّها علنية أو سرية من قبل المعالجين النفسيين الخبراء من أجل التحقيق في تأثير التزييف على العناصر العلنية والسرية وتحديد المزيفين المحتملين.

قدم الباحثون وجهات نظر جديدة في التقييم التكيفي للاكتئاب، كذلك منظور مثير للاهتمام في تقييم علم النفس المرضي العاطفي، كما اقترحوا إصدار نظام الاختبار التكيفي للاضطرابات النفسية من التقييم النوعي الكمي لاستبيان أعراض الاكتئاب، يمكن استخدام الاختبار التكيفي لتقصير الاستبيانات دون فقدان المعلومات وتقليل وقت التقييم والتركيز على التكوين السريري المحدد المقدم من المرضى.

في نهاية الأمر تضمن موضوع البحث دراسات مهمة توفر خلاصة علمية حديثة لأدوات القياس النفسي السليمة والمفيدة، لتحسين الإجراءات القائمة على الأدلة، إلى الحد الذي تمكنا فيه من مواجهة الاتجاه الواسع للبحث في علم النفس الإكلينيكي والطب النفسي للمثابرة في استخدام أدوات القياس غير الكافية لتشخيص الاضطرابات وعملية تقييم العلاج، بهذه الطريقة فقط لن تكون النتائج المستمدة من البحوث السريرية رسمية وأكاديمية بحتة، لكن سيكون لها تأثير كبير على رفاهية المرضى.


شارك المقالة: