كيف يمكن أن تؤثر صدمات الطفولة النفسية على مرحلة البلوغ

اقرأ في هذا المقال


صدمات الطفولة أكثر انتشار من ما يظن الشخص، وقد تتسبب بشكل سريع في مشاكل لاحقه في فترة البلوغ، مثلاً قد تظهر مشاكل في التنظيم الانفعالي الذاتي والإدراك والذاكرة، والتصورات المشوهة لمرتكبي الإساءة، ومشاكل في العلاقات، ونقص احترام الذات، والنظرة الضعيفة للحياة، فإن الصدمات النفسية في الصغر لا تنمحي.

تجارب الطفولة السلبية التي تؤثر في مرحلة البلوغ

1- الاعتداء الجسدي.

2- العنف الجنسي.

3- سوء المعاملة الوجدانية.

4- الإهمال الجسدي.

5- الإهمال العاطفي.

6- مشاهدة العنف المنزلي.

7- إساءة استعمال المواد داخل الأسرة.

8- المرض العقلي داخل الأسرة.

9- انفصال الوالدين أو الطلاق.

10- حبس أحد أفراد الأسرة.

11- الموت المفاجئ في الأسرة.

12- رعاية شخص مصاب بمرض خطير.

تأثير صدمات الطفولة على مرحلة البلوغ

هذه الصدمات النفسية تؤثر على الشخص في فترة البلوغ لأنهم يشتكون من مشاعر الخزي والذنب، والإحساس بالانفصال وعدم الإمكانية من التواصل مع الآخرين، والعجز في السيطرة على العواطف، وارتفاع القلق والاكتئاب، والغضب، وتتسبب الصدمات المبكرة في الطفولة إلى تغيير الدماغ النامي، وهذا لأن البيئة التي تتسم بالإساءة والإهمال، مثلاً تسبب تكييفات متنوعة في دوائر الدماغ عن بيئة الأمان والأمن والحب، وعندما تكون الضائقة في عنر مبكر، تكون التأثيرات أكبر تأثير في فترة البلوغ، سواء كانت الصدمة عبارة عن سوء المعاملة الجسدية أو إساءة وجدانية أو الاعتداءات اللفظية.

فإن الآثار بعيدة الأجل لصدمات الطفولة، بالتحديد إذا أهملت من غير علاج يمكن أن تُلحق الأذى في فترة البلوغ، والبالغين عادةً لا يستطيعون معالجة مواقف صدمات الحياة هذه، ويكونوا في محاولة لمعالجة الفروق الدقيقة في هذه التجارب، ومحاولة فهم ما دورهم في وقوعها، لا يقوم الأطفال بتصفية المعلومات من منظور التعليم والتنشئة الاجتماعية وتجربة الحياة كما يفعل البالغين، ولكن في كثير من الأوقات، يؤنبون أنفسهم لأنه لا يوجد لديهم إشارة مرجعية أخرى حول سبب وقوع هذه الأحداث.

النتائج طويلة الأمد لصدمات الطفولة

إن النتائج عديدة، وهي تتفاوت حسب الصدمة والطفل ذاته، إذا جاء الطفل من بيت لا يوفر شعور بالأمان والحماية لهذا الطفل، فقد يلجأ إلى تطوير أنواع خاصة به من آليات التكيف الذي يتيح له بالعمل بشكل يومي، للبقاء على قيد الحياة، بعد أن كان أحد الآباء أو من يقوم برعايتهم بضربهم، والآثار تكون الحساسية نحو كل اتصال ومزاج الآخرين، ويتعلم الأطفال المصابين التكيف من خلال تغطية مشاعرهم، وإخفاء خوفهم وعصبيتهم وحزنهم.

إذ هناك روابط وثيقة بين صدمات الطفولة والسلوك ذات الخطورة الكبيرة مثل التدخين والمعاناة من أمراض خطيرة مثل أمراض القلب والسرطان، ومن المتوقع أن يشتكي الأفراد الذين تعرضوا للإيذاء من التوتر والقلق في وقت لاحق من حياتهم، ويمكن أن يسبب هذا التوتر والقلق على المدى البعيد أعراض جسدية بالإضافة إلى اضطرابات وجدانية مدى الحياة، وقد تخلق صدمة الطفولة أساس متصدع للفرد لبقية حياتهم، فإن الأسلوب الذي نشأ الفرد عليه والإحساس بالأمان الذي يخلقه أو يهدم، كل هذا يؤثر على المسار العاطفي، وفي بعض الإحيان الجسدي، الذي يتخذه البالغين.

حالات تأثير صدمات الطفولة في مرحلة البلوغ

أمراض الصحة العقلية

هذه الصدمات ارتبطت بشكل كبير في القلق ومرض الاكتئاب واضطرابات الطعام والتعاطي المتوفرة في فترة البلوغ، والأفراد الذين تعرضوا لسوء المعاملة في فترة الطفولة والذين لم يسعوا للحصول على العلاج الملائم هم أكثر استعداد للمعاناة مع حلول النزاع ولديهم مهارات ضبط الإجهاد الضعيفة في فترة البلوغ.

الانجذاب إلى العلاقات غير الصحية

من المنتشر أن يكون البالغون الذين مروا في الصدمة في فترة الطفولة ملفتين للأشخاص غير الأسوياء؛ لأن هؤلاء الأفراد يتلائمون مع هويتهم، والتي يمكن أن تتسبب عادةً في حالة جديدة من الصدمات والذكريات والمشاعر الماضية السلبية، يدرك الكثير من هؤلاء الأفراد ماضيهم ويعرفون ما يحتاجونونه، وما زالوا يختارون التواصل مع الآخرين الذين يمكن أن يقودهم إلى الاتجاه الخاطئ نتيجة التأثيرات غير الواعية منذ الطفولة.

فقدان ذكريات الطفولة

عادةً لا يتمكن الأفراد الذين مروا في طفولة صادمة من تذكر أجزاء كبيرة من هذه السنوات، ويسمى هذا بالحجب، وهي آلية دفاع مشتركة تظهر عندما لا يتعرف الأفراد على الأحداث أو الواقع الماضي أو لا يتمكنوا من قبولها كأسلوب لتجنب المشاعر أو الذكريات المؤلمة، مما قد يتسبب في اضطراب في الهوية الشخصية في فترة البلوغ، يمكن أن يتسبب في خسارة ذكريات الطفولة إلى خلل في الهوية واحترام الذات في فترة البلوغ.

تجنب العلاقات

الأفراد الذين مروا في خبرات تنموية سلبية في فترة الطفولة قد ينقصهم المهارات الاجتماعية في فترة البلوغ، نتيجة لذلك قد يتجنب الكثير من البالغين التقارب مع الآخرين ويرغبون في عزل ذواتهم، مما قد يحرمهم من العلاقات الشخصية الصحية ومهارات الاتصال، قد يحس هؤلاء الأفراد كما لو كانوا متضررين جداً بحيث لا يمكنهم المشاركة في علاقات مع الآخرين.

المرض المزمن

يمكن للذكريات والخبرات المؤلمة أن تختبئ في أعماق الجسد، مما يتسبب في الإجهاد المزمن، والذي يمكن أن يضر بالصحة الجسدية، يمكن أن تؤدي الخبرات المؤلمة السابقة إلى زيادة الكورتيزون والنورابينفرين في الجسم، مما قد ينجم عنه على المدى الطويل إلى السمنة والسكري واضطرابات المناعة الذاتية وأمراض القلب وارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.


شارك المقالة: