اقرأ في هذا المقال
أسباب الاضطرابات السلوكية والانفعالية للأطفال
- السبب الجسمي والبيولوجي: يتأثر سلوك الأطفال ذوي اضطرابات السلوكية والانفعالية بالعوامل (البيوكيميائية والعصبية والجينية). ولا توجد دراسة محددة حول أن الأطفال المُضطربين سلوكياً وانفعاليا لديهم عيوب بيولوجية مسؤولة عن الاضطراب البسيط أو المتوسط. وأمّا بنسبة للمُضطربين بشكل شديد أو شديد جداً، تُعَدّ العوامل البيولوجية مسؤولة بشكل مباشر على سلوكهم ويمكن تغيير سلوكهم من خلال التنشئة.
- الأسباب التي تعود للأسرة: تُعَدّ الأسرة من أهم الأسباب للاضطرابات السلوكية والانفعالية، حيث تعتبر العلاقة بين الطفل وأسرته لها تأثير كبير على التطوّر النمائي والعلاقة المُتبادلة بينهم. ووُجِدَ أن الأطفال المُضطربين سلوكياً وانفعالياً يعانون من عدم تماسك علاقاتهم مع أسرهم بشكل أكثر من الأطفال الآخرين، كما وُجِدَ أيضاً علاقة بين التطور الصحي للأطفال المُضطربين سلوكياً وانفعالياً وأسرهم التي قد تؤثر عليهم، مثل ضرب الأطفال وعدم الاهتمام والإهمال.
- الأسباب التي تعود للمدرسة: وُجِدَ أن بعض الأطفال قد يكون لديهم اضطرابات سلوكية وانفعالية، من حيت التحاقهم بالمدرسة أو أثناء سنوات المدرسة. وهناك تأثير للمُعلمين على طلابهم من خلال التفاعل ونوعه والتعزيز الذي يقدمه المُعلّم.
- الأسباب التي تعود للمجتمع: يوجد أسباب في المُجتمع تؤثر على الأطفال ذوي الاضطرابات السلوكية والانفعالية؛ مثل الفقر الشديد وسوء التغذية والتفكك الأسري.
العوامل التي تؤدي إلى الاضطرابات السلوكية والانفعالية
الاضطرابات السلوكية والانفعالية هي حالة تؤثر على الأطفال والمراهقين وحتى البالغين، حيث يعانون من صعوبات في التحكم في مشاعرهم أو سلوكهم. وتؤدي هذه الاضطرابات إلى صعوبة في التفاعل الاجتماعي، الأكاديمي، والعائلي، مما يؤثر على جودة الحياة بشكل عام. تعود أسباب هذه الاضطرابات إلى مجموعة متنوعة من العوامل النفسية، البيولوجية، والبيئية.
1. العوامل البيولوجية
قد تكون الاضطرابات السلوكية والانفعالية مرتبطة بالعوامل الوراثية أو البيولوجية. مثلاً، يمكن أن تؤدي اختلالات كيميائية في الدماغ مثل نقص أو زيادة بعض الناقلات العصبية إلى تأثيرات على التحكم العاطفي والسلوكي. الأطفال الذين يعانون من اضطرابات مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) أو اضطراب ثنائي القطب غالباً ما يظهرون سلوكيات غير متوازنة نتيجة هذه العوامل.
2. التعرض للضغوط النفسية المبكرة
قد تؤدي التجارب النفسية المؤلمة خلال الطفولة المبكرة إلى اضطرابات سلوكية لاحقاً. على سبيل المثال، قد تؤثر تجارب العنف المنزلي أو سوء المعاملة أو الإهمال على قدرة الطفل على التعامل مع مشاعره، مما يؤدي إلى ظهور سلوكيات عدوانية أو انسحابية. الأطفال الذين ينشأون في بيئة غير مستقرة أو يتعرضون لضغوط مستمرة هم أكثر عرضة لهذه الاضطرابات.
3. العوامل البيئية
البيئة المحيطة بالطفل تلعب دوراً مهماً في تشكيل سلوكه وانفعالاته. قد تؤدي البيئة المدرسية غير الداعمة، العلاقات المتوترة مع الأقران، أو التنمر إلى ظهور اضطرابات سلوكية. أيضاً، قد يكون للأسرة دور كبير في تطور هذه الاضطرابات. الأطفال الذين يعيشون في أسر تتسم بالصراعات الدائمة أو نقص التواصل والدعم العاطفي قد يعانون من صعوبات في إدارة مشاعرهم بشكل صحيح.
4. العوامل الاجتماعية والاقتصادية
الظروف الاجتماعية والاقتصادية تلعب دوراً كبيراً في تشكيل الاضطرابات السلوكية والانفعالية. العائلات التي تعاني من الفقر، البطالة، أو عدم الاستقرار المالي قد تواجه صعوبات في تلبية احتياجات أطفالها النفسية والعاطفية. هذه الصعوبات قد تزيد من احتمالية ظهور مشكلات سلوكية أو انفعالية لدى الأطفال.
5. الأمراض العقلية والتاريخ العائلي
إذا كان هناك تاريخ عائلي للاضطرابات النفسية أو السلوكية، فقد يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بتلك الاضطرابات. مثلاً، وجود أحد الوالدين أو الأقارب الذين يعانون من الاكتئاب، القلق، أو اضطراب الشخصية يمكن أن يزيد من احتمالية انتقال هذه السمات إلى الأجيال القادمة.
6. نقص الدعم الاجتماعي
الأطفال الذين يفتقرون إلى الدعم الاجتماعي من العائلة أو المجتمع قد يجدون صعوبة في تطوير مهارات التأقلم الصحيحة مع التحديات. إذا لم يتمكن الطفل من الاعتماد على دعم قوي من الأهل أو الأصدقاء أو المدرسة، فقد يلجأ إلى سلوكيات غير مناسبة للتعامل مع الضغوط.
الاضطرابات السلوكية والانفعالية هي مشكلة معقدة تنجم عن تفاعل بين عوامل بيولوجية، نفسية، بيئية واجتماعية. التعامل معها يتطلب تفهم الأسباب والبحث عن الطرق الأنسب لدعم الأفراد الذين يعانون منها من خلال العلاج النفسي، دعم الأسرة، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة. التدخل المبكر والدعم المناسب يمكن أن يساعد الأطفال والمراهقين في التغلب على هذه الصعوبات وتحقيق النمو الصحي.