يعد السمع أحد الحواس الأساسية التي تمكن الإنسان من التفاعل مع محيطه وفهم البيئة من حوله. يعد اضطراب السمع من المشكلات الصحية التي قد تؤثر بشكل كبير على قدرة الفرد على التواصل مع الآخرين، مما يؤثر على نوعية حياته اليومية وعلاقاته الاجتماعية والمهنية. يمكن أن يتفاوت اضطراب السمع من شخص لآخر من حيث النوع والشدة، ويشمل مجموعة متنوعة من الحالات التي قد تتسبب في فقدان السمع أو ضعف القدرة على السمع.
اضطراب السمع
يُعدّ السمع من أهم أعمدة التواصل البشري، فعلى الرغم من كونه غير مرتبط بشكل مباشر بالنطق واللغة، إلا أنه مهم جداً لاكتساب اللغة أولاً، فهو مهم في عملية استقبال الرسائل اللغوية من الآخرين للرد عليها، كذلك لا غنى عنه في عملية التغذية الراجعة التي يستطيع المتحدث من خلالها أن يحكم على صحة الرسائل الصوتية، التي ينتجها أثناء عملية التواصل.
وإن الاضطرابات التي تصيب السمع تؤثر بالضرورة على عملية التواصل، حيث تسمى هذه الاضطرابات اصطلاحاً بضعف السمع، فيقسم ضعف السمع بناءً على النوع والشدة وسبب الضعف إلى أنواع عديدة، منها: ضعف السمع التوصيلي هو الضعف الذي ينتج عن أي خلل أو إصابة في الأذن الخارجية أو الوسطى أو كليهما؛ ممّا يؤثر على وصول الصوت بوضوح من الهواء الخارجي للأذن الداخلية.
ومن الأمراض التي قد تؤدي لضعف السمع التوصيلي التهابات الأذن الوسطى المزمنة والمتكررة، تصلّب عظيمات الركاب، التشوّه الخلقي للأذن الخارجية وقناة السمع الخارجية والإصابات، أو الأمراض التي قد تصيب طبلة الأذن وتمنعها من الحركة بحرية. وضعف السمع الحسي العصبي يتعلق هذا النوع بالإصابات التي تؤثر على أداء الأذن الداخلية أو العصب السمعي أو كليهما.
أقسام اضطراب السمع
تتعدد أنواع اضطرابات السمع بناءً على مكان وجود الخلل في النظام السمعي، ويمكن تصنيفها إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
1. اضطراب السمع التوصيلي
هذا النوع من اضطرابات السمع يحدث عندما يكون هناك خلل في الأذن الخارجية أو الوسطى، مما يعيق وصول الصوت إلى الأذن الداخلية. الأسباب المحتملة لهذا النوع تشمل:
- العدوى أو الالتهابات: مثل التهاب الأذن الوسطى.
- تراكم الشمع في الأذن: مما يؤدي إلى انسداد القناة السمعية.
- تمزق طبلة الأذن: الذي يمكن أن يتسبب في تسرب الأصوات بشكل غير طبيعي.
- أمراض أخرى: مثل الأورام أو التشوهات في الأذن.
تتميز اضطرابات السمع التوصيلي عادة بإمكانية علاجها أو تخفيف أعراضها عبر الأدوية، الجراحة، أو الأجهزة المساعدة مثل السماعات الطبية.
2. اضطراب السمع الحسي العصبي
هذا النوع من الاضطراب يحدث عندما تتأثر الأذن الداخلية أو الأعصاب السمعية. يعد هذا النوع أكثر تعقيدًا من النوع التوصيلي، وقد يكون نتيجة لعوامل وراثية أو بيئية. الأسباب الرئيسية تشمل:
- التعرض للضوضاء العالية: مثل الأصوات المرتفعة لفترات طويلة التي قد تؤذي الأذن الداخلية.
- الشيخوخة: حيث يعاني العديد من كبار السن من تدهور تدريجي في السمع.
- إصابات الرأس: التي قد تؤدي إلى تضرر الأعصاب السمعية.
- الأمراض الوراثية: مثل الصمم الوراثي.
- التسمم الدوائي: بعض الأدوية قد تكون سامة للأذن الداخلية وتسبب فقدان السمع.
يعد هذا النوع من اضطراب السمع أكثر صعوبة في العلاج، حيث أن الأضرار التي تصيب الأذن الداخلية والأعصاب غالبًا ما تكون دائمة. وفي هذه الحالات، يمكن استخدام أجهزة السمع أو زرع قوقعة الأذن كخيارات علاجية.
3. اضطراب السمع المختلط
كما يشير الاسم، يحدث اضطراب السمع المختلط عندما يجمع الشخص بين الاضطرابين التوصيلي والحسي العصبي. في هذه الحالة، يعاني الفرد من فقدان سمع ناتج عن مشاكل في الأذن الخارجية أو الوسطى، بالإضافة إلى خلل في الأذن الداخلية أو الأعصاب السمعية. قد يكون هذا النوع من الاضطراب نتيجة لتراكم العوامل، مثل التعرض للضوضاء مع وجود عدوى مزمنة في الأذن أو تلف الأعصاب السمعية.
علاج اضطراب السمع المختلط يعتمد على تحديد السبب الرئيس وتقديم العلاج المناسب لكل نوع من الأنواع، سواء عن طريق الجراحة، الأدوية، أو أجهزة السمع.