ما هي أنظمة الإشارة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية

اقرأ في هذا المقال


مفهوم أنظمة الإشارة

أنظمة الإشارة هي مجموعة من الرموز البصرية أو اليدوية أو الجسدية التي تُستخدم للتواصل بين الأشخاص الذين يعانون من ضعف في السمع أو فقدانه الكامل. تعتمد هذه الأنظمة على لغة الإشارة التي تُعتبر لغة بصرية تعتمد على حركات اليدين، تعابير الوجه، وحركات الجسد لنقل المعاني والأفكار.

أنظمة الإشارة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية

  • طريقة الكلام التلميحي: هي إحدى طرق التواصل للأطفال ذوي الإعاقة السمعية، حيث تستخدم فيها تشكيلات لثماني أيدي وأربعة أشكال لليد؛ لتدعم رؤية الحديث العادي، كما تُعَدّ من الطرق البديلة الأخرى للطرق اليدوية الفمية الشفهية، حيث تستخدم هذه الأشكال حول اللحية والرقبة وتلفت الانتباه إلى تعبيرات الوجه والشفاه. وبهذه الطريقة يمكن تمثيل حركات الكلمة ومقاطع الجملة من خلال حركات الشفاه. والكلام التلميحي له مزايا عديدة في دعم البرامج الشفوية، فمن أهم هذه المزايا أن الكلام التلميحي يسهل اكتساب المفردات وأنماط المقاطع اللفظية والفونمية وإيقاعية اللغة المنطوقة وبدون إرباك عملية التواصل الطبيعية.
  • طريقة الرؤية الانجليزية الأساسية: يتكوَّن من نظامين، فالأول يقوم على كيفية استخدامها والخطوط العريضة للقواعد والنحو للأطفال ذوي الإعاقة السمعية ويُستخدم لكافة الأعمار. والجزء الثاني هو قاموس من المفردات تضم أكثر من 5000 كلمة وهو أوسع معجم من بين الطرق الحديثة، فتمثل الإشارات أي شكل كلمة أو أجزاء الكلمة كما تستخدم الإشارات لتشكيل أي كلمة مرغوبة بها.
  • استخدام الإشارات الانجليزية: نظام طوّر للأطفال ذوي الإعاقة السمعية؛ بسبب التعقيدات الواردة فيه وهي قريبة جداً من استخدام الإشارات الانجليزية، حيث تعتبر اللغة الأحدث والأشمل والأقل تعقيداً ويشتمل على 2800 كلمة.

أنواع أنظمة الإشارة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية

هناك عدة أنواع من أنظمة الإشارة التي يتم استخدامها وفقًا لاحتياجات كل طفل، وتشمل:

1- لغة الإشارة:

  • لغة الإشارة الأمريكية (ASL): تُعتبر من أشهر لغات الإشارة في العالم، حيث تستخدم في الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى. تعتمد هذه اللغة على الحركات اليدوية، تعابير الوجه، وإيماءات الجسد لنقل الأفكار.
  • لغة الإشارة العربية: تُستخدم في العديد من البلدان العربية، وهي تتشابه مع لغات الإشارة الأخرى في اعتمادها على اليدين والإشارات البصرية.
  • لغات الإشارة المحلية: تختلف لغة الإشارة من دولة لأخرى وحتى بين مجتمعات مختلفة داخل البلد الواحد. هذه اللغات تتطور وفقًا للاحتياجات الثقافية واللغوية للمنطقة.

2- نظام التهجئة الإصبعية (Finger Spelling):

يتم استخدام التهجئة الإصبعية لتمثيل الحروف الأبجدية. يُستخدم هذا النظام عند الحاجة إلى توضيح أسماء الأشخاص أو الكلمات غير المألوفة أو الأسماء العلمية.

3- أنظمة الاتصال الشامل (Total Communication):

يعتمد هذا النظام على استخدام مزيج من أساليب الاتصال مثل لغة الإشارة، التهجئة الإصبعية، الكلام الشفهي، والقراءة الشفوية. الهدف هو إعطاء الطفل فرصة لاختيار الطريقة الأكثر فعالية للتواصل.

4- نظام الإشارات المعززة:

يُستخدم هذا النظام مع الأطفال الذين لديهم قدرات محدودة في التواصل الشفهي أو البصري. يعتمد على استخدام إشارات يدوية بسيطة ترافق الكلمات المنطوقة لمساعدة الطفل على فهم اللغة.

5- نظام اللغة الشفهية المدعومة بالإشارة (Signed Supported Speech):

يجمع هذا النظام بين لغة الإشارة والكلام المنطوق، حيث تُستخدم الإشارات اليدوية مع الكلمات المنطوقة لتوضيح المعاني للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع.

أهمية أنظمة الإشارة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية

1- تطوير المهارات اللغوية: تُمكّن أنظمة الإشارة الأطفال من اكتساب لغة تواصل بديلة، مما يساعدهم في فهم العالم من حولهم والتعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم. هذا التطور اللغوي يلعب دورًا كبيرًا في تحسين قدرات الطفل الأكاديمية والاجتماعية.

2- تعزيز التواصل الاجتماعي: تُسهم أنظمة الإشارة في تسهيل التواصل بين الأطفال وأسرهم، وأصدقائهم، ومعلميهم. هذا يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتقليل العزلة التي قد يشعر بها الأطفال ذوو الإعاقة السمعية.

3- تطوير الثقة بالنفس: عندما يتمكن الطفل من التواصل بشكل فعال، تزداد ثقته في نفسه. الشعور بالقدرة على التواصل يعزز استقلالية الطفل ويجعله أكثر مشاركة في الأنشطة اليومية.

4- التكيف مع البيئة التعليمية: تُساعد أنظمة الإشارة الأطفال في البيئة التعليمية على فهم المواد الدراسية والمشاركة في الدروس. العديد من المدارس تُوفر مترجمين بلغة الإشارة أو تعتمد على أنظمة الاتصال الشامل لضمان دمج الأطفال ذوي الإعاقة السمعية في التعليم.

5- تحسين الاندماج الثقافي والمجتمعي: استخدام لغة الإشارة يُعزز من اندماج الأطفال في المجتمع ويساعدهم على المشاركة في الفعاليات الثقافية والاجتماعية، مما يقلل من التمييز ويزيد من تفهم المجتمع لاحتياجاتهم.

تحديات استخدام أنظمة الإشارة

على الرغم من الفوائد الكبيرة لأنظمة الإشارة، هناك بعض التحديات التي قد تواجه الأطفال وأسرهم:

  • قلة الوعي المجتمعي: العديد من المجتمعات لا تدرك أهمية لغة الإشارة أو كيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية. هذا قد يحد من قدرة الطفل على التواصل خارج نطاق الأسرة أو المدرسة.

  • نقص المترجمين المتخصصين: في بعض البلدان، يوجد نقص في المترجمين المتخصصين بلغة الإشارة، مما يجعل من الصعب توفير الدعم المناسب للأطفال في المدارس والمرافق العامة.

  • التأخير في التشخيص: قد يتأخر التشخيص المبكر لإعاقة السمع لدى بعض الأطفال، مما يؤخر تعلمهم لأنظمة الإشارة وبالتالي يؤثر على تطورهم اللغوي والاجتماعي.

دور الأهل والمعلمين في دعم أنظمة الإشارة

  • التدريب على لغة الإشارة: يُعتبر تعلم الأهل والمعلمين للغة الإشارة أمرًا حاسمًا لدعم الطفل ذي الإعاقة السمعية. هذا يُعزز من التواصل داخل الأسرة وفي البيئة التعليمية.

  • التوعية المجتمعية: يمكن للأهل والمجتمع العمل على زيادة الوعي حول أهمية لغة الإشارة من خلال تنظيم حملات تعليمية أو مبادرات توعوية لدعم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية.

  • توفير بيئة داعمة: من الضروري توفير بيئة مليئة بالاحترام والدعم للطفل ذي الإعاقة السمعية سواء في المنزل أو المدرسة. المشاركة الفعالة في الأنشطة المجتمعية يمكن أن تساهم في تعزيز قدرات الطفل وتطوير مهاراته.

تُعد أنظمة الإشارة وسيلة أساسية لتمكين الأطفال ذوي الإعاقة السمعية من التواصل بفعالية مع العالم المحيط بهم. تساهم هذه الأنظمة في تطوير مهاراتهم اللغوية، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتمكينهم من الاندماج في المجتمع. من خلال دعم الأهل والمعلمين والمجتمع، يمكن توفير بيئة إيجابية تُمكن هؤلاء الأطفال من تحقيق إمكاناتهم الكاملة.


شارك المقالة: