ما هي خصائص منحى تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة؟
1- التعامل مع السلوك بوصفه المشكلة وليس مجرد عرض لها:
تنظر معطم نظريات علم النفس التقليدية إلى السلوك بوصفه ليس أكثر من عرض لصراعات نفسية داخلية، واستناداً إلى هذا الافتراض فإن مهمة المعالج النفسي التقليدي هي معالجة الأسباب النفسية الخفية، وبالتالي فإن السلوكات الظاهرة ستتغير تلقائياً، وهذه النظرة مستمدة من النموذج الطبي (المرضي) القائل بضرورة معالجة سبب المرض للقضاء على أعراضه.
وكما يرى (سكنر) فذلك يعني أن يتحمل المعالج النفسي مسؤولية مستحلية، فهو لن يستطيع التحقق من الأسباب الداخلية المفترضة أو تغييرها بشكل مباشر، وهكذا فإن إحدى الميزات الأساسية لتعديل السلوك تتمثل في التعامل مع السلوك على أنه هو نفسه المشكلة، وليس على أنه مجرد عرض لها وأنه هو الذي يحتاج إلى تغيير.
إلا أن قرار دراسة السلوك بوصفه ظاهرة قائمة بحد ذاتها لا يزال مرفوضاً من أولئك الذين يصرون على أن أهمية السلوك تنبع من كونه مؤشراً لصراعات نفسية داخلية يتعذر الوصول إليها، وقد جعل لجوء نظريات علم النفس إلى العمليات الداخلية المفترضة هذا المجال غنياً بالتفسيرات الخيالية.
2- التعامل مع السلوك سويا كان أو شاذا بوصفه متعلما:
من الخصائص الأخرى التي تميز تعديل السلوك طبيعة نظرته إلى السلوك الشاذ، فتعديل السلوك يتعامل مع السلوك الشاذ على أنه يخضع لنفس القوانين التي يخضع لها السلوك السوي، فالسلوكات الإنسانية متعلمة والسلوك شاذاً كان أم سوياً إذا تم تعزيزه سيقوى وإذا تمت معاقبته سيضعف.
ولا بد من إيضاح نقطة هامة وهي أن تعديل السلوك دون شك لا ينكر أن بعض السلوكات الشاذة هي نتيجة لعوامل نتيجة لعوامل جينية وفسيولوجية، فالخلل في الكروموسومات أي تلف الدماغ والاضطرابات البيوكيماوية المختلفة يؤدي إلى أنماط سلوكية معينة لدى الإنسان، وإلى أن هذه الأنماط السلوكية تتأثر بالظروف البيئية أيضاً، والنظر إلى السلوك الشاذ على أنه نتيجة لعوامل عضوية فقط يضع العراقيل أمام المحاولات التربوية والعلاجية المناسبة.
ونظرة سريعة في أدب تعديل السلوك تبين بكل وضوح صحة المبدأ القائل أن السلوك الشاذ تحكمة القوانين نفسها التي تحكم السلوك السوي، فكثيرة جداً في البحوث العلمية دعمت فعالية منهجية تعديل السلوك في تقليل السلوك غير المرغوب لها لدى الأطفال المعوقين بل إن هذه الحقيقة قد دفعت بعضهم إلى اتهام تعديل السلوك بأنه منهجية ناجحة وذات فائدة كبيرة في التعامل مع الأشخاص المعوقين بالذات.