ما هي نظريات تفسير حدوث اضطرابات التأتأة للأطفال؟

اقرأ في هذا المقال


تُعَدّ التأتأة من الاضطرابات النطقية المحيرة، حيث لم ينجح أحد حتى اليوم في تحديد أسباب أو كيفية حدوثها بدقة، فمع ذلك هناك العديد من النظريات التي حاولت تفسير حدوث التأتأة، حيث تنقسم النظريات إلى قسمين؛ قسم فسّر التأتأة بناءً على أسباب عضوية أو عصبية، وقسم فسّرها بناءً على أسباب بيئية أو نفسية أو اجتماعية.

نظريات تفسير حدوث اضطرابات التأتأة للأطفال:

  1. النظرية المبنية على الأسباب العضوية أو العصبية:
    بنيت هذه النظريات على محاولات قديمة لتفسير التأتأة من ناحية بيولوجية بحتة، فإن سبب التأتأة ناتج عن خلل في اللسان فمنهم من اعتقد أن اللسان طويل ومنهم من ظن أنه سميك، وهناك من ربطها بجفاف اللسان أو تجمده وغيرها من المحاولات التي لم تصل إلى علاج ناجح لحالات التأتأة.
    وهناك من ظن أن الخلل الفسيولوجي موجود في الحنجرة أو في عضلات الأوتار الصوتية، وأخيراً اشتهرت بعض النظريات التي ربطت التأتأة بخلل في المناطق المسؤولة عن اللغة في الدماغ.
  2. نظرية السيطرة المخية:
    تنص هذه النظرية على أن الطفل يواجه اضطراباً في الطلاقة اللفظية؛ بسبب غياب سيطرة الجانب الأيسر من الدماغ على ضبط الأنشطة الحركية المستخدمة في الكلام، فمن المعروف أن الجانب الأيسر من القشرة الدماغية هو المسؤول عن إنتاج الكلام، فإن لم يكن هذا الجانب هو المسيطر على العمليات الدماغية فستختل قدرة الفرد على التحكم بكلامه. وقد بيَّنت نتائج تصوير الدماغ إلى وجود فروق في النشاط العصبي لدماغ الأشخاص الذين يعانون من التأتأة مقارنة مع غيرهم من الأفراد العاديين.
  3. النظريات البيوكيميائية والفسيولوجية:
    تعزو هذه النظريات حدوث التأتأة لاستعداد وراثي، حيث أكدت بعض الدراسات على عدم اتزان نسبة السكر في دم الشخص الذي يعاني من التأتأة أثناء الكلام، فأهمية التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في الجهاز الصوتي أثناء الكلام وصعوبة التحكم بتوقيت الكلام أثناء تدفق هواء الزفير.
  4. النظرية الجينية:
    لقد دلَّت الدراسات التي أجريت على أسر الأفراد الذين يعانون من التأتأة على وجود أساس جيني لدى الأطفال مسؤول عن حدوث التأتأة واستمرارها، فعلى الرغم من عدم تحديد هذا العامل بدقة إلا أنه يشير إلى أهمية العوامل البيئية إلى جوار العوامل البيولوجية في تفسير حدوث التأتأة وتطورها.
  5. النظرية العصبية النفسية اللغوية:
    يتطلب الكلام السليم نظامين رئيسين هما نظام الرموز اللغوية ونظام ما وراء اللغة، حيث يتحكَّم الدماغ بهذين النظامين من خلال وحدات عصبية مستقلة، فيتطلب الكلام اتساقاً زمنياً دقيقاً للتحكم بالإشارات العصبية الخاصة بعضلات النطق، فإذا حدث خلل في هذا الاتساق الزمني الدقيق أدى إلى اضطراب في الطلاقة، فيعتمد أصحاب النظرية العصبية النفسية اللغوية أن التأتأة تحدث؛ نتيجة لعيب في نظام الترميز الصوتي للكلام.
  6. نظرية الفشل الفسيولوجي:
    تحاول نظرية الفشل العصبي الفسيولوجي تفسير التأتأة بربطها بفشل في عمليات الجهاز العصبي، حيث تؤثر في العمليات المعرفية و الحركية واللغوية، فأشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين التأتأة والنشاط العصبي غير الطبيعي عند الأفراد الذين يعانون من التأتأة مقارنة مع الأفراد العاديين.
  7. النظرية المبنية على الأسباب البيئية:
    من المعروف أن شدة التأتأة تزداد وتقل تِبعاً لعدد من العوامل التي تؤثر في التوتر النفسي الذي يشعر به الشخص الذي يعاني من التأتأة أثناء الكلام، فمن هذه العوامل عدد المستمعين، نوعية المجتمع ووضعه الاجتماعي، موضوع الحديث، صعوبة الموقف هذا عوامل بيئية قد تؤثر على كلام الطفل.
  8. النظرية التشخيصية:
    ظهرت هذه النظرية على يد ويندل جونسون، حيث تنص على أن التأتأة ناتجة عن تشخيص الآباء الخاطئ لعدم الطلاقة، حيث يرى أن التأتأة ليست على مستوى فم الطفل بقدر ما هي في آذان الآباء.
  9. نظرية التحليل النفسي الفرويدية:
    اهتم فرويد من خلال نظرية التحليل النفسي بالعوامل النفسية للأطفال وسمات الشخصية في تفسير التأتأة لديهم، فالتأتأة في نظره وسيلة دفاعية ضد مشاعر التهديد والكبت، كما أنها أداة لجذب الانتباه والتعاطف؛ بسبب عدم إشباع الحاجات النفسية في مراحل الطفولة المبكرة.
  10. نظريات بنيت على مفاهيم الإشراط والتعلم:
    تشير نظريات الأشراط الكلاسيكي إلى أن الإنسان يتعلم بعض أنواع السلوك، من خلال مثيرات شرطية، بما أن التأتأة تظهر في مواقف دون أخرى فقد تكون ناتجة عن ارتباط شرطي بين مواقف القلق والتوتر وظهور التأتأة.
    وتبني هذه النظرية تفسيراتها على قواعد علم السلوك من مثيرات ومعززات، حيث تستخدم قوانين تعديل السلوك في علاج حالات التأتأة لدى الأطفال مثل أسلوب تقليل الحساسية التدريجي.

شارك المقالة: