مرحلة الروضة لدى الأطفال ذوي الإعاقة البصرية

اقرأ في هذا المقال


البرامج المنفذة من خلال الروضة العادية

إن البرامج المُنفذة من خلال الروضة العادية، تتيح الفرص للنمو من خلال النشاطات اليومية التي توفرها البيئة التعليمية المُناسبة، حيث يتم تدريب الأطفال على أن يكونوا فعّالين في المشاركة وتطوير اللغة السليمة والمفاهيم الضرورية للمدرسة، كذلك تطوير السلوك الضروري للنجاح الأكاديمي والاجتماعي.

واهتمَّت المدارس الخاصة للمعوقين بصرياً بتطوير الاستعدادات العامة والخاصة، المُتعلقة بالقراءة والكتابة بطريقة بريل، كذلك تطوير الاستعداد التنقل بالتدريب على مهارات التعرف والتدريب الحسي والتنقل، حيث أن مرحلة رياض الأطفال مهمة للكشف عن حالات الإعاقة البصرية الجزئية، كذلك تحديد طبيعة الحالة التي تساعد على تحليل الحاجات التربوية والتخطيط المُبكّر للبرامج التربوية.

فهم الإعاقة البصرية وتأثيرها على التعليم

الإعاقة البصرية تشمل درجات مختلفة من فقدان البصر، بدءًا من ضعف الرؤية إلى العمى الكامل. هذا النوع من الإعاقة يؤثر بشكل كبير على كيفية تفاعل الأطفال مع العالم من حولهم. الأطفال المكفوفون أو الذين يعانون من ضعف شديد في الرؤية يواجهون صعوبة في الوصول إلى المعلومات البصرية التي يعتمد عليها أغلب الأطفال في تعلم المهارات الأساسية، مثل القراءة، والكتابة، والتفاعل مع البيئة.

ما هي استراتيجيات التدخل المبكر للأطفال المعوقين بصريا في مرحلة الروضة

  • الوالدين هم أهم العناصر في حياة الطفل وتدخل المُعلم مرحلي.
  • وضع المُعلم يده على يد الطفل ليحسّ بالحركة ويتعرف ما يريده المُعلم منه. ويقف المُعلم خلف الطفل ليس أمامه.
  • الخبرة الحقيقية للأطفال ذوي الإعاقة البصرية أكثر فائدة من وصف الخبرة.
  • قدرة الطفل ذوي الإعاقة البصرية محدودة في التعلم التلقائي؛ وبالتالي يحتاج إلى توضيح الأحداث اليومية والروتينية.
  • تحدث مع الطفل عن كل صوت يسمعه وعن كل حركة تصدر منه.
  • التدريب البصري على نحو وظيفي مُتسلسل واستخدام مُصطلحات نفسها؛ حتى لا يتم إرباك الطفل.
  • التفاعل مع الطفل بالتلقائية وطرح القليل من الأسئلة والكثير من الأجوبة.
  • تخصيص وقتاً للتواصل اللمسي مع الطفل عناقه وهزّ جسمه وحمله.
  • تزويد الطفل بالتغذية الراجعة وتسجيل مظاهر النمو لدى الطفل.

التحديات في مرحلة الروضة للأطفال ذوي الإعاقة البصرية

هناك العديد من التحديات التي يواجهها الأطفال ذوو الإعاقة البصرية خلال مرحلة الروضة، منها:

  • صعوبة الوصول إلى المعلومات البصرية: يعتمد أغلب التعليم في مرحلة الروضة على الصور، والرسومات، والأنشطة البصرية، مما قد يحد من قدرة الطفل المكفوف أو ضعيف البصر على الاستفادة الكاملة من الدروس.
  • تطوير المهارات الحركية الدقيقة: الأنشطة مثل التلوين والكتابة التي تتطلب تنسيق اليد والعين قد تكون صعبة للأطفال ذوي الإعاقة البصرية.
  • التفاعل الاجتماعي: قد يجد الأطفال المكفوفون صعوبة في التفاعل مع أقرانهم بسبب عدم قدرتهم على قراءة الإشارات البصرية والتعبيرات الوجهية التي تساعد في بناء العلاقات الاجتماعية.
  • التنقل والاستقلالية: الأطفال المكفوفون يحتاجون إلى تعلم كيفية التنقل داخل الفصل والمبنى المدرسي بشكل آمن ومستقل، وهو تحدٍ كبير في بيئة جديدة.

الاحتياجات التعليمية للأطفال ذوي الإعاقة البصرية

لتلبية احتياجات الأطفال المكفوفين في مرحلة الروضة، يجب توفير بيئة تعليمية مخصصة تدعم تعلمهم وتطورهم. بعض الاحتياجات التعليمية تشمل:

  • التعليم بطريقة برايل: يعتبر برايل نظامًا أساسيًا لتعليم الأطفال المكفوفين القراءة والكتابة. يجب توفير معلمين مختصين في تعليم برايل للأطفال المكفوفين من أجل مساعدتهم على الوصول إلى المواد الدراسية.
  • التكنولوجيا المساعدة: تتوفر العديد من الأجهزة التكنولوجية التي تسهل على الأطفال ذوي الإعاقة البصرية تعلم المهارات الأكاديمية. هذه الأدوات تشمل أجهزة القراءة الصوتية، وأجهزة الكمبيوتر المزودة ببرامج تحويل النص إلى كلام.
  • البيئة المكانية الداعمة: يجب تعديل الفصول الدراسية لتكون صديقة للأطفال المكفوفين، مع توفير مساحة كافية للحركة واستخدام أدوات خاصة تساعد في التنقل والاستكشاف مثل العصي البيضاء.
  • المواد التعليمية البديلة: من الضروري توفير مواد تعليمية بتنسيقات مختلفة، مثل الكتب الصوتية أو المجسمات ثلاثية الأبعاد، لتسهيل استيعاب المفاهيم بشكل غير بصري.

دور المعلم في دعم الأطفال ذوي الإعاقة البصرية

المعلم يلعب دورًا حيويًا في حياة الأطفال ذوي الإعاقة البصرية، خاصة في مرحلة الروضة. إلى جانب تقديم التعليم الأكاديمي، يجب أن يكون المعلم قادرًا على تكييف طرق التدريس ليتناسب مع احتياجات الطفل الخاصة. بعض الأدوار الأساسية للمعلم تشمل:

  • التكيف والتوجيه: يجب أن يكون المعلم مرنًا ويستطيع تكييف الأنشطة والمناهج لتناسب قدرات الطفل المكفوف. على سبيل المثال، يمكن تحويل الأنشطة البصرية إلى أنشطة تعتمد على اللمس أو السمع.
  • تشجيع الاستقلالية: من المهم أن يعمل المعلم على تعزيز ثقة الأطفال في أنفسهم وقدرتهم على العمل باستقلالية. هذا يتضمن تعليمهم كيفية التنقل واستخدام الأدوات المساعدة.
  • دعم التفاعل الاجتماعي: يمكن للمعلم تسهيل التفاعل الاجتماعي بين الأطفال ذوي الإعاقة البصرية وأقرانهم من خلال تشجيع الأنشطة الجماعية والتعاون.
  • التواصل مع الأهل: التعاون بين المدرسة والأهل ضروري لضمان تقدم الطفل وتوفير الدعم المناسب له في المنزل.

فرص التعلم والتطوير للأطفال ذوي الإعاقة البصرية

على الرغم من التحديات، تقدم مرحلة الروضة فرصًا كبيرة للأطفال ذوي الإعاقة البصرية لتعلم المهارات الأساسية وتطوير شخصياتهم. من خلال الدعم المناسب، يمكن لهؤلاء الأطفال:

  • تنمية مهارات الاعتماد على الذات: التعلم في بيئة داعمة يساعد الطفل المكفوف على تطوير مهارات التنقل والاستقلالية.
  • تعزيز التواصل: من خلال تفاعلاتهم مع المعلمين والزملاء، يتعلم الأطفال كيفية التعبير عن أنفسهم بطرق فعالة وتطوير المهارات الاجتماعية.
  • تطوير مهارات حل المشكلات: التعلم من خلال التجربة والمحاولة والخطأ يعزز قدرة الأطفال على التعامل مع المواقف الصعبة بطرق إبداعية.

دور الأهل في دعم الطفل في مرحلة الروضة

إلى جانب دور المعلمين، يلعب الأهل دورًا كبيرًا في دعم تعليم وتطور الطفل ذي الإعاقة البصرية. يمكن للأهل:

  • تشجيع الأنشطة اليومية: تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة التي تساعد في تحسين المهارات الحركية والاعتماد على الذات.
  • التواصل المستمر مع المدرسة: يجب أن يكون هناك حوار مفتوح ومستمر بين الأهل والمعلمين لضمان أن الطفل يحصل على الدعم الذي يحتاجه.
  • توفير الأدوات المناسبة في المنزل: مثل الكتب الصوتية والألعاب التعليمية التي تعزز تعلم الطفل بطرق غير بصرية.

مرحلة الروضة تعتبر فترة حاسمة في حياة الأطفال ذوي الإعاقة البصرية، حيث يمكنهم من خلال الدعم المناسب التغلب على التحديات وتحقيق تقدم ملحوظ في التعلم والتطور الاجتماعي. عبر تقديم بيئة تعليمية مهيأة، واستخدام تقنيات التعليم المساندة، وتوجيه المعلمين والأهل، يمكن للطفل المكفوف أن يحقق نجاحًا كبيرًا ويؤسس لنفسه قاعدة قوية للمستقبل.


شارك المقالة: