اقرأ في هذا المقال
- مفهوم التسويف في علم النفس الاجتماعي
- تاريخ وخلفية مفهوم التسويف في علم النفس الاجتماعي
- عواقب مفهوم التسويف في علم النفس الاجتماعي
- أسباب مفهوم التسويف في علم النفس الاجتماعي
- منع التسويف في علم النفس الاجتماعي
مفهوم التسويف في علم النفس الاجتماعي:
مفهوم التسويف في علم النفس الاجتماعي يشير إلى إضاعة الوقت قبل الموعد النهائي، حيث أن الميل إلى المماطلة ينطوي على تأجيل العمل الذي يجب إكماله لتحقيق هدف معين، مثل مشاهدة التلفزيون بدلاً من العمل على إنهاء دراسة اختبار معين، حيث أن مفهوم التسويف له تأثير سلبي على جودة عمل الفرد ويرتبط بمجموعة متعددة من النتائج الجسدية والنفسية السلبية.
تاريخ وخلفية مفهوم التسويف في علم النفس الاجتماعي:
يكمن مفهوم التسويف في قلب الدراسات النفسية لتحقيق الهدف، ولتحقيق الهدف يجب أن يكون لدى الناس الدافع الكافي والقدرة على أداء الإجراءات اللازمة التي ينطوي عليها تحقيق الهدف، حيث أن مفهوم التسويف مهم بشكل خاص في الثقافات الصناعية ويضع أولوية عالية على الالتزام بالجداول الزمنية.
أظهر فيليب ديسيمون أن التسويف يصبح مفهومًا أكثر بروزًا عندما يصبح المجتمع أكثر تصنيعًا، على الرغم من أن بعض الباحثين جادلوا بأن التسويف هو ظاهرة حديثة تمامًا، إلا أن الكلمات والمفاهيم المتشابهة المتعلقة بالتسويف كانت موجودة عبر التاريخ.
استخدم قدماء المصريين كلمات تتعلق بالتسويف لوصف كل من العادات المفيدة لتجنب العمل غير الضروري والعادات الضارة التي تدل على الكسل الذي يحول دون إمكانية إكمال نشاط مهم، وينص قاموس أوكسفورد الإنجليزي على أن كلمة التسويف كانت تستخدم بشكل متكرر في أوائل القرن السابع عشر لوصف المواقف التي اختار فيها الناس بذكاء تقييد سلوكهم للوصول إلى نتيجة أفضل.
بدأ استخدام مفهوم التسويف كوسيلة للعواقب السلبية لإضاعة الوقت قبل الموعد النهائي خلال منتصف القرن الثامن عشر، والذي يتزامن مع ظهور الثورة الصناعية، وبالتالي فإن الميل إلى المماطلة موجود منذ سنوات عديدة ولكنه أصبح إشكاليًا عندما أعطت المجتمعات أولوية عالية للإخلاص للجداول الزمنية.
عواقب مفهوم التسويف في علم النفس الاجتماعي:
التسويف هو الصعوبة التي يتم الإبلاغ عنها على نطاق واسع في البيئات اليومية بين الأشخاص الذين يتمتعون بصحة نفسية، حيث أفاد ما يصل إلى 20٪ من الرجال والنساء البالغين غير السريريين أنهم يماطلون بشكل مزمن، وعلى الرغم من أن التسويف قد يوفر للناس استراحة مؤقتة من الموعد النهائي القادم، فإن عواقب التسويف تكاد تكون سلبية بشكل موحد.
تم ربط مفهوم التسويف المزمن بتدني احترام الذات وضبط النفس والثقة بالنفس، أظهرت أبحاث أخرى في البحث النفسي أن المماطلين المزمنين أكثر عرضة من غير المماطلين لزيادة مستويات الاكتئاب والقلق والكمال وخداع الذات وعدم القدرة على المنافسة.
بالمقارنة مع غير المسوّفين المزمنين، فإن المماطلين المزمنين يظهرون أيضًا علامات اندفاعية مختلة، ويعانون من المزيد من الآثار الصحية السيئة، وتميل إلى الحصول على درجات منخفضة في مقاييس العامل الخمسة الكبار للوعي، والأشخاص الذين يماطلون على أساس منتظم يقومون بتنبؤات غير دقيقة لمقدار الوقت اللازم لإكمال الأنشطة ويميلون إلى التركيز على الأحداث الماضية بدلاً من توقع الأحداث المستقبلية، وبالتالي فإن التسويف المزمن مرتبط بمجموعة متنوعة من النتائج الجسدية والنفسية السلبية.
أسباب مفهوم التسويف في علم النفس الاجتماعي:
بالإضافة إلى توثيق عواقب التسويف قام علماء النفس بالتحقيق في الأسباب المحتملة وراء مفهوم التسويف، حيث تتمثل أسباب مفهوم التسويف في علم النفس الاجتماعي من خلال ما يلي:
1- حماية صورة الذات:
إن أحد التفسيرات هو أن الناس يماطلون لحماية صورهم الذاتية من العواقب السلبية التي تصاحب الأداء الضعيف، ومن هذا المنظور فإن وضع حاجز في طريق إكمال المهمة، أي عن طريق المماطلة والتسويف يمكن أن يسمح للشخص بشرح أسباب سلوكه بطريقة إيجابية أو سلبية.
إذا قام الشخص بالتسويف وأداء المهمة بشكل جيد، فيمكن للشخص أن يشرح أسباب الأداء الناجح على أنه لديه القدرة على التغلب على عقبة، على النقيض من ذلك إذا كان الشخص يماطل ويؤدي أداءً ضعيفًا، فيمكن للشخص أن يشرح أدائه من خلال سلوك التسويف الذي تسبب في أداء الشخص بمستوى دون المستوى الأمثل.
2- عدم القدرة في إنهاء الأنشطة والتوقف في منتصف الطريق:
أظهرت بعض الأبحاث أن التسويف السلوكي مرتبط بمدى قيام الأشخاص بوضع حواجز في طريق إكمال الأنشطة للتلاعب فيما إذا كان يمكن تفسير أدائهم بشكل إيجابي أو سلبي، أظهر جوزيف فيراري وديان تايس أن المماطلين المزمنين ينخرطون في التسويف عندما تكون مهمة قادمة تقييمية ومن المحتمل أن تكون مهددة.
وبالتالي فإن أحد الأسباب المحتملة للتسويف هو أن الناس يضعون حواجز في طريق هدفهم لتقليل التأثير السلبي للأداء الضعيف المحتمل، ومنها أظهر جوزيف فيراري وديان تايس أن المماطلين المزمنين ينخرطون في التسويف عندما تكون مهمة قادمة تقييمية ومن المحتمل أن تكون مهددة.
3- عدم اليقين الذاتي للنجاح:
سبب آخر محتمل للتسويف هو الشعور بعدم اليقين الذاتي في النجاح في وقت مبكر من الحياة، ووفقًا لهذا المنظور يمكن للروابط التي يشكلها الأشخاص مع مقدم الرعاية الأساسي لهم، منذ سن مبكرة أن تؤثر على الدرجة التي يماطل بها الناس في وقت لاحق في الحياة.
حيث أن الأشخاص الذين يكبرون وهم يعلمون أن مقدم الرعاية الخاص بهم محب ومستجيب هم أقل عرضة للتسويف في وقت لاحق في الحياة، في حين أن الأشخاص الذين لديهم ارتباط أقل أمانًا بمقدم الرعاية الأساسي لديهم هم أكثر عرضة للتسويف في وقت لاحق في الحياة.
أظهرت أبحاث أخرى أن الأطفال الذين تربوا على يد آباء مفرطين في السيطرة هم أكثر عرضة للتسويف في وقت لاحق من الحياة مقارنة بالأطفال الذين نشأوا من قبل الآباء غير المتحكمين، وتشير هذه النتائج إلى أن الارتباط غير الآمن بمقدمي الرعاية الأساسيين في سن مبكرة يرتبط بالميل إلى التسويف في وقت لاحق من الحياة.
منع التسويف في علم النفس الاجتماعي:
بدأ الباحثين مؤخرًا في استكشاف استراتيجيات الوقاية التي قد تقلل من العواقب السلبية للتسويف، حيث تتمثل أهم الاستراتيجيات في منع التسويف في علم النفس الاجتماعي من خلال ما يلي:
1- إعادة هيكلة الأفكار الخاطئة:
تتمثل إحدى الاستراتيجيات في تعليم المسوفين المزمنين إعادة هيكلة أفكارهم الخاطئة فيما يتعلق بإكمال الهدف، حيث يعتمد المماطلين المزمنين على الأفكار التي إما تزيد من قلق المهام على سبيل المثال قولهم لا أمل في إكمال هذه المهام أو تقلل من قلق المهمة على سبيل المثال، سأفعل ذلك الليلة لذلك لا داعي للقلق، وقد يؤدي تعليم المماطلين المزمنين لتحديد وتحدي هذه الأفكار المسببة للقلق إلى تقليل احتمالية استمرار المماطلة.
2- تعزيز القلق والتدبير:
هناك استراتيجية علاجية أخرى تتمثل في تعزيز القلق والتدبر للسلوكيات، كما ذكرنا سابقًا فإن التسويف المزمن يرتبط بانخفاض الدرجات في العامل الخمسة الكبار للوعي، حيث أثبت البحث النفسي أن التركيز على النمط الموجود للتفكير الخادع للذات يساعد في تقليل التسويف بين الأشخاص منخفضي الوعي.