اقرأ في هذا المقال
- مفهوم الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي
- تاريخ الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي والاستخدام الحديث لها
- نتائج مفهوم الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي
- مقياس الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي
مفهوم الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي:
تشير الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي إلى الرغبة أو الدافع للحصول على إجابة أو معرفة محددة بدلاً من عدم اليقين أو الشك، حيث يتم حل الحاجة إلى الإغلاق بأي إجابة ويتم قبول الإجابة لمجرد أنها متاحة، وبالتالي فإن الحاجة إلى الإغلاق لا تشير إلى المعرفة أو القرارات المتعلقة بسؤال معين، ولا تشير إلى الحاجة إلى الدقة، بل يمكن أن تنشأ الحاجة إلى الإغلاق من داخل الشخص كسمة شخصية أو من خلال موقف معين، كما هو الحال عندما يكون من الضروري اتخاذ قرار سريعًا.
يتمثل مفهوم الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي في الدافع لتحقيق النهائي والمطلق في القرارات والأحكام والاختيارات، في كثير من الأحيان قبل الأوان، حيث أنه غالبًا ما يكون لدى الشخص الذي لديه حاجة كبيرة للإغلاق قدرة منخفضة على الغموض وعدم اليقين وقد ينجذب إلى الآراء السياسية أو الدينية المتشددة.
في عام 1994 طور عالما النفس دونا إم ويبستر وآري دبليو كروغلانسكي مقياس الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي، وهو جرد تقرير ذاتي مكون من 42 عنصرًا، لتقييم الفروق الفردية المستقرة في الرغبة في الإغلاق، ويتمثل في ضرورة تحقيق الإحساس بالنهاية في ختام حلقة مؤلمة أو صعبة في حياة المرء، حيث يشعر بعض الأزواج المنفصلين على سبيل المثال بالحاجة إلى الحصول على طلاق رسمي لأسباب عاطفية بالإضافة إلى أسباب عملية.
تاريخ الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي والاستخدام الحديث لها:
استخدم علماء النفس الأوائل أفكارًا مشابهة للحاجة إلى الإغلاق، مثل الانفتاح على التجربة وعدم تحمل الغموض وذلك للإشارة إلى سمات الشخصية الواسعة وأسلوب التفكير المختل في كثير من الأحيان، في حين أن اليوم توصف الحاجة إلى الإغلاق على أنها دافع أوسع قد يؤثر على كيفية تفكير الشخص أو رد فعله في موقف ما، بالإضافة إلى ذلك توصف الحاجة إلى الإغلاق على أنها سمة شخصية مستقرة وكشيء يمكن أن يثيره الموقف.
تشمل المواقف التي قد تؤدي إلى الحاجة إلى الإغلاق تلك التي يكون فيها للفشل في اتخاذ القرار عواقب وخيمة، بالإضافة إلى المواقف التي يكون فيها فعل التفكير أو العمل في المهمة أمرًا مزعجًا، على سبيل المثال الضغط لاتخاذ قرارات سريعة سواء قرارات فردية أو قرارات جماعية، والمهام المملة والبيئات غير المريحة، على سبيل المثال الحرارة الشديدة أو الضوضاء، حيث تميل إلى زيادة الحاجة إلى الإغلاق.
في المقابل قد يتجنب الأفراد مفهوم الإغلاق عندما تكون المهمة ممتعة أو عندما تكون الإجابة خاطئة بشكل واضح، بالإضافة إلى ذلك يختلف الأفراد في حاجتهم إلى الإغلاق، في حين أنه عبر المواقف يفضل بعض الأفراد الحصول على إجابات حازمة بسرعة، بينما يشعر البعض الآخر بارتياح أكبر مع عدم اليقين.
نتائج مفهوم الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي:
تعتبر إحدى نتائج الحاجة إلى الإغلاق تتمثل في الإلحاح أو الرغبة في الوصول إلى إجابة سريعة، حيث يؤدي الاستعجال إلى الميل إلى الاستيلاء بسرعة على المعلومات الأولى التي توفر إجابة، النتيجة الثانية للحاجة إلى الإغلاق هي الدوام أو الميل إلى التمسك بإجابة، حيث يؤدي الاستمرارية إلى الميل إلى تجميد الإجابة أو القرار بمجرد التوصل إليه، وبالتالي فإن الحاجة إلى الإغلاق قد تدفع الأفراد إلى التركيز فقط على المعلومات الأولية المقدمة وتقليل احتمالية تغيير إجاباتهم عند مواجهة أدلة جديدة.
لقد ثبت أن ميول الحاجة الملحة والاستمرارية إلى الإغلاق تؤثر على كيفية نظر الأفراد في المعلومات، حيث تؤدي الحاجة إلى الإغلاق إلى التركيز على المعلومات الأولية عند تكوين انطباعات عن الآخرين من خلال شخص معين أو جماعة مكونة من فريق، والبحث عن تفسيرات بديلة أقل منها، واستخدام المزيد من الصور النمطية.
قد تؤدي الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي إلى قدر أقل من التعاطف وأخذ وجهة نظر؛ لأن هذه قد تتحدى حكم الفرد، حيث أنه قد تؤدي الحاجة إلى الإغلاق أيضًا إلى أن تكون أقل إقناعًا بحجج الآخرين وتفضيل التفاعل مع الأشخاص الأكثر عرضة للإقناع، أثناء تفاعل المجموعة وقد تؤدي الحاجة إلى الإغلاق أيضًا إلى قدر أقل من التسامح مع أعضاء المجموعة الذين يختلفون مع الأغلبية أو الذين قد يعيقون إكمال المهمة.
تختلف الحاجة إلى الإغلاق باختلاف الأفراد والمواقف والثقافات، حيث أن الشخص الذي يحتاج بشدة إلى الإغلاق يفضل النظام والقدرة على التنبؤ وهو حاسم وذو تفكير وثيق، حيث يشعر هذا الشخص أيضًا بعدم الراحة من الغموض وسوف يعبر شخص ما عن انخفاض الحاجة إلى الإغلاق عن مزيد من السيولة الفكرية ويطلق المزيد من الأعمال الإبداعية تشيرومبولو.
مقياس الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي:
تم بناء مقياس الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي من خلال آري كروغلانسكي ودونا ويبستر وأدينا كليم في عام 1993، حيث تتضمن العناصر الموجودة على المقياس عبارات مثل أعتقد أن وجود قواعد واضحة ونظام في العمل أمر ضروري لتحقيق النجاح وأنا لا أحب المواقف غير المؤكدة، وعناصر مثل حتى بعد أن أحسم أمري بشأن شيء ما، فأنا دائمًا حريص على التفكير في رأي مختلف، وأحب أن يكون لدي أصدقاء لا يمكن التنبؤ بهم يتم عكسها كروجلانسكي وبستر، وكليم.
يتكون مقياس الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي من 42 عنصرًا وقد تم استخدامه في العديد من الدراسات البحثية النفسية التجريبية وتم ترجمته إلى لغات متعددة، ففي عام 2007 راجع روتس وفان هيل المقياس لحل مشاكل القياس النفسي والحصول على مقياس ثابت أحادي البعد في الحاجة إلى الإغلاق في علم النفس الاجتماعي.
يُظهر مقياس الحاجة للإغلاق في علم النفس الاجتماعي ارتباطًا منخفضًا إلى متوسطًا يتمثل في الاستبداد وعدم تحمل الغموض والدوغماتية والحاجة إلى الإدراك والتعقيد المعرفي العقلي للعمليات والمهارات المعرفية، والاندفاع والحاجة إلى البنية، والخوف من العجز، مع الاحتفاظ بتميز كبير عن تلك البنى المختلفة، حيث لا يبدو أنها مرتبطة بمستوى الذكاء ولا بمخاوف الاستحسان الاجتماعي.
من المرجح أن يستوعب الأفراد الذين يسجلون درجات عالية في الحاجة إلى الإغلاق سريعًا من خلال الاعتماد على الإشارات المبكرة والإجابة الأولى التي يصادفونها، حيث يقال أيضًا أن الحاجة إلى الإغلاق تؤدي إلى بحث ضيق للغاية عن المعلومات وميل أعلى لاستخدام الاستدلال المعرفي عندما يتعلق الأمر بإيجاد حل لسؤال.
في الدراسات حول الإبداع أنتج الأفراد الذين حصلوا على تقييم منخفض للحاجة إلى الإغلاق عددًا أكبر من الحلول الجديدة التي حفزت وألهمت الآخرين في مجموعتهم، حيث كانت الحاجة المنخفضة لأعضاء الإغلاق أكثر إنتاجية وتم تصنيف نتائج المشاريع على أنها أكثر إبداعًا.
توصل بعض الباحثين إلى استنتاج مفاده أن الرغبة في بنية بسيطة هي السبب الحقيقي للانغلاق المعرفي، حيث يتوقع البعض الآخر أن الضغوطات مثل ضغط الوقت تؤدي إلى الميل إلى التمسك باستراتيجية معينة بسبب الحاجة المتزايدة للإغلاق.