اقرأ في هذا المقال
- مفهوم الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي
- عمليات صنع القرار الجماعي في مفهوم الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي
- تاريخ وأهمية مفهوم الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي
- نموذج صيانة الهوية الجماعية في الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي
- تأثير الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي
مفهوم الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي:
يشير مفهوم الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي إلى طلب التوافق الشديد لمجموعات صنع القرار أي المطابقة الذي يُفترض أنه ينتج عنه أحكام ونتائج معيبة للغاية، وفقًا لإيرفينغ جانيس مخترع مفهوم التفكير الجماعي يقول أنه من المرجح أن تختبر مجموعات صنع القرار التفكير الجماعي عندما تعمل في ظل ظروف ومواقف محددة.
تتمثل الظروف والمواقف في الحفاظ على التماسك العالي، وعزل المجموعة نفسها عن الخبراء، وإجراء بحث محدود وتقييم المعلومات المتنوعة، والعمل بموجب التوجيه، ومواقف القيادة وتجربة ظروف الضغط العالي مع تدني احترام الذات وأمل ضئيل في إيجاد حل أفضل لمشكلة ملحة من تلك التي يفضلها القائد أو الأعضاء المؤثرين.
الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي هو ظاهرة نفسية يسعى فيها الناس للتوصل إلى إجماع داخل المجموعة الخاصة بهم، في كثير من الحالات يتنحى الناس عن معتقداتهم الشخصية أو يتبنون رأي بقية المجموعة والقيم الخاصة بهم، حيث تم استخدام المفهوم لأول مرة في عام 1972 من قبل عالم النفس الاجتماعي إيرفينغ جانيس.
كثيرًا ما يظل الأشخاص الذين يعارضون القرارات أو الرأي السائد للمجموعة ككل هادئين، ويفضلون الحفاظ على السلام بدلاً من الإخلال بتوحيد الحشد، وقد تكون هذه الظاهرة إشكالية، ولكن حتى الأشخاص ذوي النوايا الحسنة يميلون إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية في مواجهة ضغوط هائلة من المجموعة في تشكيل مفهوم الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي.
عمليات صنع القرار الجماعي في مفهوم الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي:
عند وجود هذه الظروف أو المواقف المتنوعة يُفترض أن هذه الظروف تعزز السمة المتطرفة الساعية إلى الإجماع للتفكير الجماعي، ومن المتوقع أن يؤدي هذا بدوره إلى فئتين من عمليات صنع القرار الجماعي غير المرغوب فيها، تتمثل من خلال ما يلي:
1- أعراض التفكير الجماعي:
الفئة الأولى التي تُعرف تقليديًا بأعراض التفكير الجماعي، تشمل وهم المناعة والعقلنة الجماعية، والقوالب النمطية للجماعات الخارجية، والرقابة الذاتية، وحراس العقل، والإيمان بالأخلاق المتأصلة في المجموعة.
2- أعراض اتخاذ القرار السيء:
الفئة الثانية التي يتم تحديدها عادةً على أنها أعراض اتخاذ القرار السيء، تتضمن المسح غير الكامل للبدائل والأهداف السلوكية للجماعة، وسوء البحث عن المعلومات الخاصة بها، والفشل في تقييم مخاطر الحل المفضل، ومعالجة المعلومات الانتقائية، وليس من المستغرب أن يتم توقع أداء السلوك السلبي للغاية في اتخاذ القرار من قبل المجموعة.
تاريخ وأهمية مفهوم الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي:
اقترح إيرفينغ جانيس مصطلح الفكر الجماعي لوصف مشاكل قرار المجموعة التي حدثت في حالات ومواقف التي حصلت بعد الحرب العالمية الثانية التي كانت تتمثل في التحذيرات والقرارات الجماعية المشتركة.
بعدها أصبح مفهوم التفكير الجماعي أكثر نجاحًا لدى عامة الناس، بعد 3 سنوات فقط من تقديم المصطلح، ظهر في قاموس يبستر الجامعي الجديد، والذي عرّف مفهوم الفكر الجماعي بأنه الامتثال لقيم المجموعة وأخلاقها، وهكذا في الخيال الشائع أصبح مفهوم الفكر الجماعي يعني أي توافق داخل بيئة جماعية.
كان مفهوم الفكر الجماعي أيضًا ذو نجاح كبير في الأدبيات الأكاديمية حيث ظهر بشكل متكرر في الكتب المدرسية في علم النفس الاجتماعي والإدارة التنظيمية.
كانت هناك مشكلة واحدة فقط مع هذه الشعبية، حيث أنه قد أنتج البحث النفسي الاجتماعي في المنهج التجريبي حول المفهوم دعمًا ملتبسًا إلى حد كبير لنموذج التفكير الجماعي، حيث حاول علماء النفس الاجتماعي تطبيقه وحاول الباحثين بعدها تطبيق إطار التفكير الجماعي على أمثلة الحالات الجديدة، مثل قرارات التسويق وفي المأساة في جامعة ولاية كينت خلال حرب فيتنام وكارثة مكوك الفضاء تشالنجر، وكارثة مكوك الفضاء كولومبيا، وقرار مدينة سانتا كروز بعدم الاستعداد لزلزال.
من النادر في دراسات الحالة هذه العثور على كوكبة السوابق والعواقب التي اقترحها جانيس، حيث حاول الباحثين أيضًا إنتاج مفهوم الفكر الجماعي في المختبر باستخدام الطريقة التجريبية، وهذه التجارب التي تعاملت مع متغيرات متنوعة في علم النفس الاجتماعي مثل تماسك المجموعة، ونموذج الطوارئ في القيادة التوجيهية، والتوتر والقلق، حيث أنها خلقت مجموعات مخصصة كانت مطلوبة لاتخاذ وصنع قرارات جماعية، مع استثناء واحد ملحوظ أن مفهوم الفكر الجماعي لم تتمكن هذه التجارب الخاصة به من إنتاج القرار السيء المرتبط بالتفكير الجماعي.
نموذج صيانة الهوية الجماعية في الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي:
بالنظر إلى النتائج الملتبسة لأبحاث التفكير الجماعي التجريبية، دعا البعض إلى التخلي عن مفهوم التفكير الجماعي، حيث اتخذت مارلين تيرنر وأنتوني براتكانيس نهجًا مختلفًا لمحاولة إعادة تعريف مفاهيم التفكير الجماعي الرئيسية من أجل إنتاجها أولاً بشكل تجريبي في المختبر ثم استخدام هذه المفاهيم لتوضيح النتائج المتضاربة في أمثلة الحالات، في هذا النموذج من التفكير الجماعي المسمى بنموذج صيانة الهوية الجماعية في الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي.
حيث يحدث التفكير الجماعي عندما يحاول الأعضاء الحفاظ على صورة إيجابية مشتركة للمجموعة، وهذه الصورة الإيجابية موضع تساؤل فيما بعد من خلال التهديد الجماعي، وتم اختبار هذا النموذج الخاص بالتفكير الجماعي من خلال مطالبة مجموعات مكونة من ثلاثة أشخاص بحل مشكلة صعبة تتضمن انخفاض إنتاجية مجموعة من عمال محطة التجميع.
تم منح نصف المجموعات هوية اجتماعية فريدة ثم طُلب منهم سرد أوجه التشابه بين أعضاء المجموعة، لم يتم إعطاء المجموعات الأخرى تسميات وطُلب منها مناقشة أوجه الاختلاف بينها، بالإضافة إلى ذلك تم إبلاغ نصف المجموعات بأن مجموعتهم سيتم تصويرها بالفيديو، والأهم من ذلك تم إخبارهم أن شرائط الفيديو الخاصة بهم ستستخدم لأغراض التدريب في كل من الفصول الدراسية التي تُعقد في الحرم الجامعي والدورات التدريبية التي تُعقد في الشركات المحلية.
وبالتالي فإن الفشل في المهمة قد ينطوي في الواقع على عواقب سلبية مباشرة للمجموعة من شأنها أن تهدد الصورة الإيجابية للمجموعة.
تأثير الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي:
يمكن أن يتسبب الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي في تجاهل الناس للمعلومات المهمة ويمكن أن يؤدي في النهاية إلى قرارات سيئة، حيث يمكن أن يكون هذا سيء حتى في المواقف البسيطة ولكن يمكن أن يكون له نتائج وخيمة أكثر في بعض الأماكن، حيث يمكن أن تؤدي القرارات الطبية أو العسكرية أو السياسية على سبيل المثال إلى نتائج مؤسفة عندما تضعفها تأثيرات الفكر الجماعي.
يمكن أن يكون لمفهوم الفكر الجماعي في علم النفس الاجتماعي تكاليف باهظة تشمل أن يتجه لقمع الآراء الفردية والتفكير الإبداعي إلى حل مشكلة غير فعال، ويمكن أن يساهم في مشاركة أعضاء المجموعة في الرقابة الذاتية، هذا الميل إلى الحصول على توافق في الآراء قبل كل شيء يعني أيضًا أن أعضاء المجموعة قد لا يقومون بتقييم المخاطر والفوائد المحتملة للقرار بشكل كافي.