مفهوم عدم التناسق بين الممثل والمراقب في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


ما تعلمه علماء النفس الاجتماعي من مفهوم عدم التناسق بين الممثل والمراقب في علم النفس هو أن الناس يواجهون تحديًا أساسيًا في الحياة الاجتماعية، حيث يختلف إدراك الأشخاص وفهمهم وتفكيرهم عندما يكونون عن أنفسهم عما هو عليه عندما يتعلق الأمر بشخص آخر، يجب مواجهة هذا التحدي والتغلب على الفجوات بين الجهات الفاعلة والمراقبين إذا أريد للتفاعلات الاجتماعية أن تنجح.

مفهوم عدم التناسق بين الممثل والمراقب في علم النفس

يتحدث علماء النفس الاجتماعي عن منظور المراقب عندما يدرك شخص ما أو يفكر فيه أو يصدر حكمًا عنه، ويتحدثون عن منظور الممثل عندما يفكر شخص ما أو يصدر حكمًا عن نفسه، لذا إذا خرج شخص من الباب وتساءل شخص ثاني عن سبب قيامه بذلك فإن الشخص الثاني في منظور المراقب والأول في منظور الممثل، عندما يصل الممثل والمراقب إلى أحكام مختلفة فإننا نواجه عدم تناسق بين الممثل والمراقب.

لماذا يعتبر مفهوم عدم التناسق بين الممثل والمراقب في علم النفس مثيرة للاهتمام؟ الممثل والمراقب هما المنظوران الأساسيان في الإدراك الاجتماعي، حيث يصدر الناس أحكامًا إما عن الذات أو عن الآخرين ولا يوجد ثالث، ولفهم طبيعة الإدراك الاجتماعي يجب على علماء النفس فهم طبيعة هذين المنظورين، خاصة الظروف التي يختلفان فيها؛ وذلك لأن بعض أكبر تحديات الحياة الاجتماعية تنطوي على التناقض بين وجهات نظر الممثل والمراقب.

على سبيل المثال يعرف الناس عادةً سبب تصرفهم بالطريقة التي يتصرفون بها، لكنهم غالبًا ما يكونون في حيرة من أمرهم بشأن سبب تصرف الآخرين بالطريقة التي يتصرفون بها، وبالمثل فإن التوافق مع الآخرين لا يكفي أن نفهم أهدافنا ومواقفنا، نحن بحاجة إلى فهم أهداف ومواقف الآخرين أيضًا خاصةً عندما تكون مختلفة عن مواقفنا.

الفرضية الكلاسيكية لمفهوم عدم التناسق بين الممثل والمراقب في علم النفس

التباين الأساسي بين الممثلين والمراقبين الذين درسهم علماء النفس الاجتماعي هو عدم تناسق في الإسناد السببي في كيفية تفسير الممثلين والمراقبين للسلوك الإنساني الاجتماعي أو النتائج الاجتماعية، عند افتراض أن طالبًا حصل على درجة D في امتحان الإحصاء، لماذا حصل هو على هذه الدرجة؟ كمراقبين قد نعتقد أن الطالب لم يدرس أو أنه ليس جيدًا في الإحصاء، ولكن إذا طُلب من الطالب شرح درجة D، فقد يقول الطالب إن الاختبار كان صعبًا للغاية أو أن المعلم قد صنفه بقسوة.

هذا الاختلاف في التفسيرات يوصف عادةً بأنه واحد بين المراقبين الذين يستشهدون بأسباب شخصية، الأسباب التي تكمن في الممثل لم يدرس الطالب أو يفتقر إلى القدرة، والممثل الذي يستشهد بأسباب الموقف، الأسباب التي تقع خارج الممثل أي الاختبار كان صعب أو المعلم متدرج بقسوة، هذا في الواقع ما قاله علماء النفس الاجتماعي في عام 1972 كفرضية الممثل والمراقب الكلاسيكي الآن، حيث يميل الممثلين إلى شرح سلوكهم مع أسباب الموقف، بينما يميل المراقبين إلى شرح سلوك الممثل مع أسباب الشخص.

الاختبارات التجريبية لمفهوم عدم التناسق بين الممثل والمراقب في علم النفس

في الآونة الأخيرة استعرض بيرترام مالي أكثر من 100 مقالة بحثية اختبرت فرضية الممثل والمراقب الكلاسيكي، عندما تم حساب متوسط ​​نتائج كل هذه المقالات كان هناك القليل جدًا من الأدلة على صحة الفرضية، حيث يمكن للباحثين قياس قوة الفرضية عن طريق تحديد مدى السماح لهم بالتنبؤ بحدث أفضل من التخمين الأعمى.

فإذا حاول الباحثين توقع ما إذا كان الممثل سيذكر سببًا لموقف ما، فيمكنهم إما التخمين، وسيكونون على صواب عن طريق الصدفة في 50٪ من الحالات، أو يمكنهم استخدام الممثل والمراقب فرضية، وإذا اعتمدوا على هذه الفرضية فسيكونون صحيحين في 53٪ من الحالات، وبالتالي فإن فرضية الممثل والمراقب الكلاسيكي بالكاد أفضل من التخمين الأعمى.

ومع ذلك هناك مواقف يكون فيها أداء الفرضية الكلاسيكية للممثل والمراقب أفضل إذا أراد الباحثين التنبؤ بكيفية تفسير الممثلين والمراقبين للأحداث السلبية وإذا اتبعوا الفرضية القائلة بأن الفاعل سيقدم سببًا للموقف، فسيكونون على حق في حوالي 57٪ من الحالات، من الممكن أن يحدث العكس عندما يريدون التنبؤ بكيفية تفسير الممثلين والمراقبين للأحداث الإيجابية.

إذا راهنوا مرة أخرى على الممثل الذي قدم المزيد من أسباب الموقف فسيكونون مخطئين في 56٪ من الحالات، هذا يعني أن الفرضية المعاكسة صحيحة في الواقع بالنسبة للأحداث الإيجابية، يعطي الممثلين أسبابًا أكثر للشخص ويعطي المراقبين المزيد من أسباب الموقف، إذا كانت الفرضية الكلاسيكية للممثل والمراقب صحيحة بشكل معقول للأحداث السلبية ولكن الفرضية المعاكسة تنطبق على الأحداث الإيجابية فهذا يعني أنه في المتوسط ​​عبر الأحداث.

فرضيات مفهوم عدم التناسق بين الممثل والمراقب في علم النفس

تفسيرات الناس للسلوكيات والنتائج أكثر تعقيدًا مما يوحي به تقسيم حالة الشخص، حيث يميز الناس بشكل حاد بين الأحداث غير المقصودة والمتعمدة، ويتم تفسير الأحداث غير المقصودة مثل التعثر والحزن بالأسباب وإذا لزم الأمر يمكن تصنيف هذه الأسباب على أنها موجودة في الشخص أو في الموقف، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأفعال المتعمدة فإن لدى الناس نهجًا أكثر تعقيدًا.

إنهم يدركون أنه يمكن للمرء أن يشرح عمل الشخص من خلال ذكر الأسباب التي جعل الشخص يتصرف في ضوء الهدف والمعتقدات التي يتبناها الشخص الذي يتابع الإجراء على سبيل المثال الدراسة طوال الأسبوع لأن كنت أعرف أن الاختبار احتسب 60 ٪ من درجتي، وأريد حقًا أن أحقق أداءً جيدًا في هذا الفصل، تفسيرات الأسباب هذه هي التفسيرات الأكثر شيوعًا التي يقدمها الناس للأفعال المتعمدة.

بالإضافة الى أنه يشرح الأشخاص أحيانًا الإجراءات المتعمدة بالإشارة إلى عوامل الخلفية، مثل شخصية الشخص، وثقافته، وتجارب الطفولة، والقوى اللاواعية، كل الأشياء التي يمكن أن تؤثر على الأفعال المتعمدة ولكنها ليست الأسباب التي من أجلها اختارها الوكيل تسمى هذه التفسيرات التاريخ السببي لتفسيرات السبب.

تظهر الأبحاث أن الممثلين يقدمون تفسيرات منطقية أكثر بكثير وتتعلق بالتاريخ السببي لتفسيرات السبب، مما يقدمه المراقبون، حيث تتيح لنا معرفة عدم التناسق هذا أن نكون على صواب في 67٪ من الحالات ومخطئين في 33٪ من الحالات، وعند توقع تفسيرات الممثلين والمراقبين، إذن هذا تباين قوي ويثبت ما إذا كان الإجراء الموضح سالبًا أم موجبًا.

هناك ميزات أخرى للتفسير تُظهر مفهوم عدم التناسق بين الممثل والمراقب في علم النفس، من بين الأسباب التي يقدمها الناس لشرح الإجراءات هناك بعض الأسباب التي تشير إلى أفكار أو معتقدات الوكيل التي دخلت في الفعل وتسمى أسباب الاعتقاد، والبعض الآخر يشير إلى أهداف أو رغبات الوكيل وتسمى أسباب الرغبة، حيث تركز أسباب الرغبة على ما يريده الفاعل وما لا يملكه، في حين أن أسباب الاعتقاد تسلط الضوء على تفكير الفاعل والتفكير العقلاني للعالم.


شارك المقالة: