مفهوم وأهمية اللعب في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفهوم اللعب في علم النفس:

يعد تعريف اللعب عملاً معقدًا، ويعتبر عمل جوردون بورجهارت المضني بمثابة المرجع في هذا الموضوع، بحيث عبر بشكل مقنع عن مفهوم اللعب بأنه جوهر السلوك المرح، بحيث يكون الاستمتاع بالمرح في الغالب ثانويًا لغرضه، والمتعة هي ظاهرة عصبية تدفعنا للبحث عن تجارب معينة مفيدة لمستقبلنا التطوري، وتدفعنا المتعة إلى الأكل، وممارسة القوة، وبالطبع اللعب، أي أن المتعة تدفع الفرد لفعل العديد من الأشياء.

يعتبر اللعب نشاط مقصود أو غير مقصود يقوم الأطفال به في سبيل تحقيق المرح والمتعة، وفي العادة ما يهتم به الكبار وهذا الأمر لتطوير مهاراتهم وتصرفهمهم بجميع أبعادها الجسدية، والذهنية والانفعالية.

يرى فيجوتسكي أن الطفل يتطلب إلى تحقيق أموره الأساسية بشكل مباشر، ومن الأفضل عدم تأجيلها لفترة طويلة، ومع تقدمه في السن واقترابه من سن ما قبل دخوله للمدرسة، فإن الكثير من الأساسيات تظهر بطريقة تلقائية لديه، بحيث يقوم بالتعبير عنها من خلال اللعب.

حيث أن اللعب في هذه مرحلة ما قبل المدرسة تسعى لتحقيق وهمي وخيالي لحاجات الفرد التي لا يمكنه الوصول إليها، وفي هذه المرحلة تظهر التنبؤات وهي تكوين حديث في إدراكه ولا توجد في إدراك الطفل الصغير جداً.

فيعبر الخيال عن نمط بشري اجتماعي خاص للنشاط الإدراكي، حيث إن اللعب التصوري يعتبر هو اللعب بحد ذاته، وليس نمطاً من أنماط اللعب، وفي هذه الحالة يبتكر الطفل في الكثير من مواقفه التي يستمدها من ذخيرته التصورية والذهنية.

تتمثل إحدى أهم ميزات اللعب في علم النفس في أنه لا يشارك إلا عندما يكون الفرد في وضع مريح، مما يعني أنه يتم إطعامه بشكل كافي وصحي وليس تحت تهديد وشيك من فرد آخر، وهذا هو السبب في أننا نرى الأطفال تلعب في أماكن مفتوحة أكثر من المناطق والأماكن المغلقة؛ لأنها تكون أكثر وضعياً وراحة نسبيًا ويتم تلبية احتياجاتها الزمنية، وعندما لا تكون الأطفال في اللعب مرحة، فإننا نعلم أنها متوترة وأن الضغط قد يأتي من مسببات أخرى.

يعتبر اللعب في علم النفس من المهام والإنجازات التي تكون أكبر من المستوى العمري للفرد، لذلك فإن اللعب من أفضل المهام المتي يتوجب على الأهل أن يتبنوها مع الاهتمام بها؛ لأنها تنمي وتحسن ذكاء وإدراك أبنائهم.

أهمية اللعب في علم النفس:

تتمثل أهمية اللعب في علم النفس بالعديد من الفوائد البالغة الأهمية، ويمكن توضيحها من خلال ما يلي:

1. اللعب من أجل ترسيخ المستويات الاجتماعية، فعلى الرغم من أن العديد من السات والخصائص الاجتماعية التي تقاتل بعضها البعض من أجل الهيمنة شائعة، إلا أن المعارك الشاملة حتى الموت نادرة في معظم الأنواع، بدلاً من ذلك، يتم استخدام التفضيل بينها لتأسيس التسلسل الهرمي للسيطرة، بحيث يعتبر أكثر أمانًا للأفراد وأفضل تماسك المجموعة في الأنواع الاجتماعية التعاونية في اختيار أفضل وسائل اللعب الاجتماعية.

2. اللعب من أجل تعلم القواعد الاجتماعية، بحيث ينطوي هذا على التصحيح والإكراه والمصالحة، ولكن الفائدة هي التماسك الاجتماعي، والتسلسل الهرمي المنظم، والتعاون من أجل المساعدة المتبادلة بين الأفراد.

3. اللعب كممارسة، بحيث تعتبر هذه الفكرة هي أن بعض أشكال اللعب تعمل كإحماء للقيام بالأشياء الحقيقية مثل البالغين، فتقوم العديد من الفتيات في لعب دور الأمومة مثل الأحداث ويقوم بعض الأولاد باللعب على شكل مهنة المستقبل كشرطي أو طبيب وغيرها.

4. اللعب لتأسيس التنسيق الحركي، بحيث يتطلب التحكم الدقيق في حركات العضلات الكثير من التدريب والتدريب على التغذية الراجعة، بحيث تدفع متعة اللعب الأفراد إلى البقاء نشطة وممارسة أنواع معينة من الحركات بشكل خاص تساعدها على تطوير مهاراتها الحركية.

5. اللعب من أجل تشكيل وتحسين الروابط الاجتماعية، بحيث يساعد اللعب على تعزيز الترابط بين أعضاء المجموعة الواحدة، وتخفيف التوتر داخل هذه المجموعة، وبناء الثقة؛ لأن المجموعة التي تلعب معًا تبقى معًا.

6. اللعب من أجل إدارة التوتر بين الأفراد، بحيث تعمل أشكال معينة من اللعب على تقليل هرمونات التوتر، وبذلك تعزز الصحة النفسية والعقلية والبدنية للأفراد.

7. اللعب من أجل تنمية مهارات معرفية وإبداعية معينة، بعيدًا عن التحكم الحركي الدقيق وممارسة مهام أو مهارات معينة، يمكن أن يساعد اللعب في التطور العام لأدمغتنا وعقولنا، ويمكن أن يشجع على الابتكار والإبداع والتخطيط وحل المشكلات ومجموعة كاملة من المهارات الخاصة بالمهمة مثل التفكير المنطقي والمنطق بحيث يعد اللعب وسيلة منخفضة المخاطر لتطوير قدراتنا المعرفية.


شارك المقالة: