اقرأ في هذا المقال
تعرض المهنيين في مجال الأعمال والاقتصاد المهني، لانتقادات واسعة النطاق، حيث يُقال إن النهج المحدود أحادي البُعد لصنع القرار اليومي قد أدى إلى عدم اهتمام كاف بالمجتمع، أي القرار المهني الذي يكون من جهة واحدة وغير تفاعلي أو تعاوني بشكل واضح، والسياق الذي يتخذ فيه المهنيين القرارات والقيم التي يستندون إليها كل من المهنيين والمديرين المهنيين تم تصويرهم على أنهم مهتمين باتجاهات معينة تاركين الكثير من الجوانب الخاصة بالعملية المهنية.
نظريات النهج السلوكي في اتخاذ القرار المهني:
يحتاج المحترفين المهنيين في مجال الأعمال والاقتصاد الذين يسعون جاهدين من أجل اتباع نهج قائم على الأدلة لعملهم وإنجازاتهم المهنية، في محاولة لإثبات قراراتهم المهنية على النحو الأمثل، إلى فهم كيفية تحديد سلوكهم من خلال النماذج العقلية السائدة في بيئتهم المهنية، والمؤسسة التي يعملون بها، والتصور الذي يقومون به، لديهم من أنفسهم في هذا الصدد، ومن الضروري اتباع نهج منظم للتعامل مع المعلومات المهنية والتفكير الإبداعي في كل من العملية المهنية والمحتوى وهذا ما ترمي له النظريات للنهج السلوكي في اتخاذ القرار المهني.
جاءت نظريات النهج السلوكي من أجل مناقشة الأفكار حول سلوك المهنيين ضمن عمليات صنع القرار المهني في المؤسسات المهنية المتعددة، بحيث يمتلك المهنيين السلطة التقديرية والوكالة الأخلاقية لتقديم مساهمة للمؤسسة المهنية وبالتالي للمجتمع ككل، بحيث يميز المحترفين أنفسهم عن الممارسين والموظفين العاديين المبتدئين من خلال قدرتهم على الجمع بين المعرفة المهنية المحددة في مجال ما لا يمتلك الأشخاص العاديين المعرفة مع الموقف والسلوك المناسبين ويمكنهم الجمع بين المعرفة بهذه الطريقة من خلال التفكير في الاحتمالات ورسم الروابط بين المتطلبات التقنية والاهتمامات الاجتماعية والروابط التي لا يدركها الموظفين العاديين أو يتجاهلونها بسهولة، بالإضافة إلى توفر الخبرة المهنية المعرفية بسهولة، يمكنهم أيضًا ربط هذا بمشاعرهم الشخصية وتحويلها إلى أفعال وسلوكيات، هذا يسمح لهم بتطوير الموقف المهني الذي يميز المهنيين في الأعمال والاقتصاد القادرين على التفكير النقدي بالإضافة إلى كفاءاتهم المهنية، فإن مستوى إضفاء الطابع المؤسسي على ممارساتهم غالبًا في الهيئات المهنية له صلة بالموضوع.
يعتبر التفكير والحوار من السمات الحاسمة للمهنيين، بالنسبة لهذه العمليات، يعد التدريب المهني والجمعيات المهنية ومدونة قواعد السلوك المهني الإبداعي بما في ذلك العقوبات والقيم المشتركة ضرورية، هذا يجعل من المديرين يجب أن يطوروا هذه الممارسات والسلوكيات والمعايير المهنية؛ لكي يصبحوا موظفين محترفين في العمل المهني، ومنها فإن نوعًا من الاحتراف المهني يحتاج إلى التنظيم لتمكين السلوك المهني الأخلاقي، هذا لا يعني أن المديرين يجب أن يصبحوا جزءًا من مهنة المديرين قد يعني أيضًا أن المديرين لا يمكن أن يكونوا مديرين إلا عندما يكونون أيضًا أعضاء في مجموعة من المهنيين.
يُعرف النهج السلوكي في العمل واتخاذ القرار المهني أيضًا بالنهج الوصفي والنموذج الإداري المهني، هذه النظرية اقترحها هربرت سيمون، حيث يحاول شرح كيفية اتخاذ القرارات المهنية في مواقف الحياة الواقعية، ومنها يتعين على المدير المهني اتخاذ قرارات مهنية في ظل ظروف ومواقف مختلفة خاصة بالعملية المهنية، وأثناء اتخاذ قرار بشأن كيفية إدراك المدير المهني للأشياء، وكيف يتفاعل وكيف يحاول حلها، كل هذا هو سلوك بشري مهني في العمل والمؤسسات المهنية، بحيث يوجد لدى المديرين رؤية محدودة ومبسطة للمشكلات والأزمات المهنية التي يمكن أن تعترض لها؛ لأنهم لا يمتلكون معلومات مهنية شاملة وكاملة عن المشكلات المهنية والأزمات المهنية، ولا يمتلكون معرفة بجميع الحلول البديلة الممكنة لهذه المشاكل المهنية وغيرها من الأزمات المهنية، ولا يمتلكون القدرة على معالجة المعلومات المهنية الخاصة في البيئة المهنية وتكنلوجيا المعلومات المهنية وليس لديهم الوقت والموارد الكافية لإجراء بحث شامل عن حلول بديلة للمشاكل المهنية، لذلك، تعتمد هذه النظرية في النهج السلوكي في اتخاذ القرار المهني على مفهومين: العقلانية المحدودة والمرضية.
نظرية مسار الهدف السلوكي في اتخاذ القرار المهني:
تعتبر نظرية مسار الهدف القيادية المهنية في اتخاذ القرار المهني هي أسلوب ظرفية للإدارة المهنية السلوكية حيث تؤثر بيئة العمل وخصائص الموظفين على النهج السلوكي للإدارة المهنية الأكثر فعالية، وقيادة المسار المهني والهدف لها أربعة أنواع من القيادة المهنية: التوجيهي والداعم والتشاركي والموجه نحو الإنجاز، ويتطلب تحديد النهج السلوكي الذي يجب استخدامه من المدير المهني في اتخاذ القرار المهني أن يأخذ في الاعتبار مهارات الموظف المهنية وخبرته وطبيعة المهمة وديناميكية مجموعة العمل والبيئة المهنية للعمل الخاص به.