نواتج فلسفة ماريا منتسوري في تعليم ذوي اضطراب التوحد

اقرأ في هذا المقال


يعد نظام (ماريا منتسوري) في تعليم الأفراد ذوي اضطراب التوحد في غاية الأهمية وذو فاعلية في التعامل مع الأفراد، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن نواتج نظام (ماريا منتسوري) في تعليم الأفراد ذوي اضطراب التوحد والذي يتضمن التخطيط والطاعة وغيرها.

نواتج فلسفة ماريا منتسوري في تعليم ذوي اضطراب التوحد

1- التخطيط والعمل مع الأطفال

وضحت العالمة (ماريا منتسوري) في مبادئ التخطيط والعمل مع الأطفال، إن الراحة لا تعد مهمة، فلا يلجأ للإجازات؛ لأنها تُعد مضيعة للوقت، وكذلك تعمل على هدم نظام الحياة، وبينت كذلك أن الإجازات والراحة بسهولة تقوم بتغيير الوظيفة أو النشاط أو محيط الطفل، ويمكن أن تتم عن طريق أنشطة أو اهتمامات مختلفة.

إن الدراسة تعتبر استجابة لاحتياج العقل إن بنيت بنائاً على الطبيعة الجسدية، فإنها لن تكون مرهقة ولكن ممكن تنعش أو أن تقوي العقل عن طريق نموه، وتبين ذلك في صغار السن حيث لم يؤد العمل إلى إرهاقهم بل عمل على زيادة طاقة الأطفال، وكان الأطفال يعملون في المدرسة منذ الساعة الثامنة صباحاً إلى ما يقارب السادسة مساء، ومع ذلك كان الأطفال يأخذون المواد من المدرسة، وذلك حتى يستطيعوا من مواصلة العلم في المنزل.

2- الطاعة

الطاعة تكون في المرحلة الأخيرة من تطور الإرادة ونموها، لذا فإن الإرادة لوحدها تجعل الطاعة ممكنة، والمُدرسة الماهرة تتعلم أن تتجنب استغلال طاعة الأطفال؛ لأنه المسؤولية التي تقع على عاتق المسؤول أن يشعر بها وليس سلطة مكانته، ومن أرقى أنواع النظام هو الحصول على الطاعة من الإرادة المبنية على مجتمع منسم والإرادة المكتملة وهي أولى الخطوات المجتمع المتناسق.

3- الصمت والإرادة

الصمت نتمكن من خلاله قياس قوة الإرادة عند الصغار ومن خلال التدريب، وعن طريقة تصبح الإرادة أقوى كلما استمرت فترة الصمت، كما استعملت (ماريا منتسوري) أسلوب الهمس باسم كل طفل وعند القيام  بالهمس بالاسم يأتي من غير إحداث ضجة، بينما بقي الأطفال الآخرين في هدوء، وبما أن كل فرد منهم يحرص على البطء في محاولة القدوم بدون اصدار صوت كان أمام الطفل الأخير وقت غير قصير لينتظر دوره، وقد بين الأطفال إمكانياتهم على اكتساب قوة إرادة أكبر من التي هي للأفراد الكبار، وأن القدرة والإرادة على كبح النفس هي التي تسهل الطاعة.

4- المحاكاة والتقليد

من الضروري أن يكون الطفل مهيئاً لعملية التقليد والمحاكاة، ويعد هذا التهيؤ هو الأمر الذي بحاجة الى مجهود من الطفل نفسه والضروري هنا أن يطبق الطفل نشاطه إلى نهايته، إذ إن هناك دافعاً حيوياً موجود داخله، لإكمال ما يقوم به وإذا كسرت دورة هذا الحافز يتبين ذلك في البعد عن الطبيعة وكذلك فقدان الهدف، هذه الدورة تعد إعدادا بصورة غير مباشرة للحياة المستقبلية، لذلك يفترض أن يتدخل الأفراد الكبار لترك أي نشاط طفولي بجميع الأحوال طالما أنه لم يكن ضارا بالنفس أو ضاراً بالجسد، فيتوجب أن يمارس الصغير دورته من النشاط.

5- استخدام اليد

نتمكن أن نقول إن اليد هي العضو الذي أعطاه الله للإنسان والذي تتجاوز قيمته الكنوز الكثيرة، فمن الواضح أن فكر الطفل سوف يصل إلى درجة معينة بدون استعمال اليد، ولكن من المحتمل أن يصل معها إلى درجة أعلى، والطفل الذي يستعمل يده بصورة ثانية يكون له شخصية قوية، وإن لم يتمكن الطفل تحت ضغط الظروف استعمال يده يكون داخل شخصيته منكسراً منخفضاً ولا يتمكن من الطاعة أو المبادرة كسوة، بينما يتبين الطفل الذي يتمكن من العمل بيده شخصية ثابتة.

فإذا مسكت يد الطفل في العمل فيجد الدافع للعمل، ويفترض أن نتركه ليكمل العمل نجد إنجاز أكبر من خلال استقلاليته والقوة في القدمين، وكذلك اليدين هي عامل أساسي ومرئي في سن السنة والنصف، وبسبب ذلك يلاحظ الطفل الدافع، وكذلك الحافز على القيام بكل شيء بكل طاقاته ويكون الوزن واستعمال الأيدي متفرقين، لكن حتى يتصلان ويفضل الطفل أن يجري وهو يحمل شيئاً يكون غير ملائم لحجمه.

وبهذا تتمرس اليد التي كانت قادرة على حمل الاوزان وعلى الإمساك، فمن الممكن ان نشاهد الطفل في هذا السن وهو يحمل إبريقاً حجمة كبير ملئ بالماء، ويحاول أن يحافظ على توازنه، وهو يحاول المشي ببطء، ويكون هناك كذلك ميل إلى حدى قانون الجاذبية، فالصغير لم يوافق على المشي بل يحتاج إلى القفز فيمسك شيئاً ما يجذب نفسه لأعلى، وبعد ذلك تأتي مرحلة التقليد عندما يصبح الفرد حراً في عملية الحركة إلى أن يقوم بيقلد ما يقوم به الأفراد الكبار، وعن طريق ذلك نلاحظ منطق النمو الطبيعي.

5- خامات منتسوري والانتباه

يفترض تشجيع الانتباه بصورة تدريجية حتى تتحسن قوة التركيز عند الطفل بصورة سهلة، واستعمال طرق تستثير الحواس والتي نتمكن من التعرف عليها بصورة سهلة والتي تجذب انتباه الطفل؛ مثل الأسطوانات من مقاسات متنوعة وذات ألوان مرتبة حسب الطيف، وأصوات مختلفة منفصلة، وأسطح خشنة نتمكن من خلالها التعرف على ملمسها، ونستطيع بعدها إعطاء الحروف الهجائية لعملية الكتابة ووعملية القراءة، بالإضافة إلى عمليات أكثر تعقيداً في التاريخ والحساب وكذلك العلوم.

فتوجد علاقة قوية ما بين العمل اليدوي وبين التركيز النفسي وتعد علاقة تكامل، وأن الطفل عنده القدرة  على عملية التفكير وعلى عزل النفس في الداخل، وهكذا نلاحظ أن شيئاً ما ذو فائدة قليلة سوف يقوم بجذب انتباه الطفل بصورة مباشرة سوف ينشغل به الطفل ويحاول السيطرة عليه بجميع الطرق الممكنة ويكون محاولات مرتبة، والأطفال عندما ينجزون عمل ما قد استغرقهم يلاحظ عليهم الفرح والارتياح العميق وكأن هناك طريقاً قد انفتح داخل نفوسهم ليوضح لهم جميع قواهم المكنونة وجميع مكوناتها.

وتوضح فلسفة (منتسوري) تدريب حواس الطفل حسب ما يلي اهتمت ماريا منتسوري باستيعاب الطفل للمصطلحات المتنوعة عن طريق ممارسات يقوم بها، تتبين في أدواتها وخاماتها ذات الأحجام والألوان المحددة، وهي تنقل عن طريق هذه الأدوات مصطلحات ضرورية للطفل عن طريق ممارسات منظمة يقوم بها.

كذلك ركزت (منتسوري) على تكامل استعمال الحواس لدى الطفل، وعلى التآزر البصري والسمعي الحسي للطفل في جزء من خاماتها، ووضحت أهمية الاهتمام المبكر بالقيام بالتدريب الحسي للطفل؛ لأن أي تأخير أو أي انعدام في عملية التدريب الحسي يسبب إلى إعاقة في التكوينات العصبية.

كانت (ماريا منتسوري) تتدرج عن التعامل مع الطفل، فتنتقل من المحسوس إلى المجرد بصورة تدريجية مما يساعد الطفل على الانتقال بصورة تدريجية من المحسوس إلى المجرد، وتطور المدركات الحسية عند الطفل، ومدى عمق تفكيرها وأهميته في تعليم الأطفال بشكل عام والمعاقين بشكل خاص.

6- احتياجات المعلمة لتكون معلمة منتسوري

معلمة ماريا منتسوري تعتبر أكثر جهداً وأكثر نشاطاً من أي معلمة عادية، ومعلمة منتسوري يوجد عليا مهام حيوية ومهام معقدة من جانب تجهيز الوسائل وتجهيز المواد التعليمية، وكذلك تجهيز تفاصيلها حتى تكون جاهزة للعمل وجاهزة للاستعمال، ومعلمة منتسوري يفترض أن يكون لديها إيمان بإمكانات الطفل أثناء عملها معه، ويجب أن تهيئ معلمة منتسوري الأعمال التي تحفز وتجذب انتباه الأطفال.


شارك المقالة: