اتفاقية أضنة 1998

اقرأ في هذا المقال


اتفاقيّة أضنة 1998: هي عبارة عن اتفاقيّة أمنية وقعتها كلّ من تركيا وسوريا في مدينة أضنة الموجودة في تركيا، في 20 أكتوبر من عام 1998.

خلفيّة اتفاقيّة أضنة 1998:

لقد اقتضى ترسيم الحُدود التركيّة السوريّة من خلال التّداعيات، التي أفرزتها الحرب العالميّة الأولى باتفاق تركي فرنسيّ كوّنته فرنسا ، حيث كانت دولة انتداب على سوريا في ذلك الوقت. ونتج عن الاتفاق نزاع تدريجي لأراضي احتوت الحزام الشماليّ لسوريا، منذ ذلك الوقت وحتى عام 1939.
بعد ذلك لقد دخلت العلاقات التركيّة السوريّة حتى نهاية التسعينيات، في مرحلة من التوتر وخلافات تركّزت مبادئها حول قضايا (الحدود، المياه، الكرد، مستقبل العراق، العلاقات مع الولايات المتّحدة، إسرائيل والسياسات الإقليميّة).
خلال  فترة الثمانينيات العامل الرئيسي لتوتر العلاقات بين الطرفين تركيا وسوريا، كان الدّعم المستمر الذي توفّره سوريا لحزب العمال الكردستاني، في صراعه المسلّح مع تركيا الذي اندلع سنة 1984، حيث كان زعيم الحزب عبد الله أوجلان يقيم في العاصمة السوريّة دمشق. حيث سُمح له بتأسيس معسكرات تدريبيّة لعناصر حزبه في الأراضي السوريّة.
أما في مطلع عام 1996 في عهد الرئيس التركيّ سليمان دميرل ورئيس الوزراء مسعود يلماز، لقد قامت تركيا بإرسال تحذيرات للنظام السوري في عهد حافظ الأسد، بضرورة التوقّف المباشر عن دعم حزب العُمّال الكردستاني، وإلا سوف تضطر تركيا اتخاذ ما يلزم لِحفظ أمنها القومي.
وفي أكتوبر من عام 1998، لقد اشتدت وتيرة الأزمة السياسيّة بين تركيا وسوريا، حيث قامت أنقرة بحشد قواتها على الحدود السوريّة مهددة اجتياح الحدود، إلى الجانب السوري في حال استمرار النظام السوري، بدعم حزب العمّال الكردستاني، أيضاً القيام على تأمين ملاجئ آمنة لزعيمِ الحزب أوجلان.
ولقد تدخّلت جامعة الدّول العربيّة ومصر وإيران لوقفِ التوتر الحاصل، أيضاً التوصل لحلّ سياسي يقوم بحلّ الأزمة بين البلدين. ونتج من تدخل الوساطات الإقليميّة التي جرت “اتفاقيّة أضنة” التي سُمِّيَت بالاتفاق الأمني.

البنود التي تضمنتها اتفاقيّة أضنة 1998:

بنود الاتفاقية الموقعة بين كلّ من تركيا وسوريا:

  • اعتباراً من الآن إن عبد الله أوجلان لن يكون في سوريا، فبالتأكيد لن يسمح له بالدخول إلى سوريا.
  • لن يتمّ السماح لعناصر حزب العمّال الكردستاني في الخارج بدخول دولة سوريا.
  • معسكرات حزب العمال الكردستاني، لن تقوم بالعمل على الأراضي السوريّة. وبالتأكيد لن يسمح لها بأن تصبح نشطة.
  • العديد من أعضاء حزب العمال الكردستاني لقد تمّ اعتقالهم وإحالتهم إلى المحكمة. فقد تمّ إعداد اللوائح المتعلقة باسمائهم. حيث قامت سوريا بتقديم هذه اللوائح إلى الجانب التركي؟ وقام الجانب السوري بتأكيد النقاط المذكورة سابقاً.

اتفق الطرفان على الأمور التاليّة:

  • إن سوريا أكدت على أساس مبدأ المعاملة بالمثل، حيث أنّها لن تسمح بأيّ نشاط ينطلق من أراضيها، بهدف الإضرار بأمن واستقرارِ تركيا.
  • لن تسمح سوريا بتوريد أيّ من الأسلحة، المواد اللوجستيّة والدّعم المالي والترويجي لأنشطة حزب العمال الكردستاني على أراضيها.
  • لقد قامت سوريا على تصنيف حزب العمّال الكردستاني أنه منظمة إرهابيّة، كما قامت على حظر أنشطة الحزب والمنظّمات التّابعة له على أراضيها، إلى جانب منظمات إرهابيّة أخرى.
  • لن تسمح سوريا لحزب العمال الكردستاني، بإنشاء المخيمات أو أيّ مرافق أخرى لغايات التدريب والمأوى، أو ممارسة أيّ أنشطة تجاريّة على أراضيها.
  • لن تسمح سوريا لأعضاء حزب العمال الكردستانيّ، باستخدام أراضيها للعبور والتنقل إلى دول ثالثة.
  • سوف تتخذ سوريا الإجراءات اللازمة كاملة، لمنع قادة حزب العمال الكردستانيّ من دخولِ الأراضي السوريّة، حيث ستوجّه سلطاتها على النقاطِ الحدوديّة بتنفيذ هذه الإجراءات.

المصدر: مكانة تركيا الدولية، أحمد مشعان نجمالعلاقات السورية - التركية: المحددات والقضايا، أركان إبراهيم عدوانحجاب وحراب: الكمالية وازمات الهوية فى تركيا، محمد نور الدين


شارك المقالة: