يرجع عقد مؤتمرات القمة العربيّة إلى بداية تأسيس جامعة الدّول العربيّة من عام 1945، التي ارتبط قيامها بهدف إيجاد كيان عربي يدافع عن استقلال الدّول العربيّة، أيضاً يُحافظ على السّلام والأمن بين هذه الدّول، الدفاع عن أيّ دولة عربيّة معرضة للتهديد أو العدوان.
مؤتمر القمة العربيّة:
بدأت مؤتمرات القمّة مع أول تهديد وخطر يواجه الأمة العربيّة. عندما تطوَّرت الأمور في قضيّة فلسطين بعد زيادة الهِجرة اليهوديّة إليها أثناء وبعد الحَرب العالميّة الثانية، ثمَّ إرسال بريطانيا والولايات المُتّحدة لجنة؛ للتحقيق فيما يجري على الأراضي الفلسطينيّة مَطلع عام 1946 للميلاد، التي جاء تقريرها ضدّ الآمال العربيّة؛ لأنه أوصى برفض إقامة دولة عربيّة أو يهوديّة في فلسطين، أيضاً استمرار الانتداب البريطاني عليها مع فتح باب الهجرة إلى فلسطين.
ولقد عقد 28 مؤتمراً للقمَّة العربيّة، فقد كان أولها مؤتمر قمة أنشاص يوم 28 مايو من عام 1946. وآخرها كان مؤتمر القمّة الذي عقد في شرم الشيخ في مصر في مارس من عام 2003، لكنّ سجلات الجامعة العربيّة تعتبر مؤتمر القمة العربيّة الأول هو مؤتمر القاهرة، الذي تمّ عقده يوم 13 يناير عام 1964.
مؤتمر القمة العربيّة 1978:
لقد كانت قمَّة جامعة الدّول العربيّة لعام 1978، اجتماعاً عقد بين قادة العرب في 2 نوفمبر في منطقة بغداد باعتبارها هي القمة التّاسعة لجامعة الدّول العربيّة. وجاءت القمة في أعقابِ توقيع مصر على معاهدة أنور السادات للسّلام من جانب واحد مع اسرائيل، حيث قرر المؤتمر أن الاتفاقات التي وقعتها الحكومة المصريّة، في كامب ديفيد قد أضرت بحقوق الشعب الفلسطينيّ. فقد تمّ حثّ الحكومة المصريّة على عدم التّصديق على الاتفاقيات وتأييدها للجامعة العربيّة.
والأهم من ذلك أن الجامعة قد جمدت علاقاتها مع حكومة مصر. وفي 31 مارس عام 1979، بعد خمسة أيام من التّصديق على معاهدة السّلام بين مصر واسرائيل، قاموا القادة العرب بالاجتماع مرّة أخرى في بغداد في غياب مصر. وقرروا على طردها من جامعة الدّول العربيّة. ونتيجة لذلك فقد نُقلت أمانة الجامعة من مقرّها في القاهرة إلى تونس العاصمة.
وانعكس هذا القرار بشكل بطيء في الثمانينات، بعد أن صعد الرئيس حسني مبارك إلى السّلطة. وفي الوقت التي كانت مصر قد استعادت نفوذها القوي في المنطقة، كانت فيه تعاني سوريا الدّولة المنافسة من انتكاسات خلال الحرب الأهليّة اللبنانيّة، عادت إلى جامعة الدّول العربيّة في 23 مايو عام 1989، فكان المقر الذي لم يرَ أبداً أعمال التشييد المكتملة في تونس العاصمة، عائداً إلى القاهرة في 12 مارس 1990.
أهم قرارت مؤتمر القمة العربيّة 1978:
- عدم موافقة المُؤتمر على اتفاقية كامب ديفيد.
- توحيد الجهود العربيّة من أجلِ، معالجة الخلل الاستراتيجي العربيّ.
- دعوة مصر إلى العودة عن اتفاقيّة كامب ديفيد.
- الحظر على عقد صلح منفرد مع اسرائيل.
- دعم الجبهة الشماليّة والشرقيّة ومنظمة التّحرير الفلسطينية مادياً.
- نقل مقرّ الجامعة العربيّة والعمل على تعليق عضويّة مصر.
- تطبيق قوانين المقاطعة على الشركات والأفراد الذي يتعاملون في مصر مع اسرائيل، أيضاً التمييز بين الحكومة والشّعب في مصر.
- إلغاء القرارات التي اتخذها مجلس الجامعة العربيّة بمقاطعة اليمن.