اختلاف الكثافة في المياه وأسباب ملوحة البحار والمحيطات

اقرأ في هذا المقال


كيف تختلف الكثافة بين المياه المالحة والمياه العذبة؟

عندما يصل المجرى المائي إلى مصبه سواء في البحار أو المحيطات فإنه يفقد القدرة على حمل الأجسام والترسبات، فيعمل المجرى المائي حينها على تفريغ حمولته من الفتاتيات الصخرية سواء كانت بأحجام كبيرة أو أحجام صغيرة، يحدث هذا الترسيب عند التقاء المجرى المائي مع البحار أو المحيطات، ويحدث الترسيب للحمولة على شكل مروحة مقلوبة يطلق عليها اسم الدلتا.
والدلتا هي عبارة عن مثلث ذو قاعدة مقلوبة عند توجد نقطة التقاء المجرى المائي مع البحر أو المحيط في المصب ويكون رأس الدلتا باتجاه معاكس لجريان المجرى المائي، ثم تندفع مياه المجاري المائية العذبة وتلتقي بمياه البحار والمحيطات المالحة فنجد أن المياه العذبة تطفو فوق سطح المياه المالحة وينتج فاصل بين المياه العذبة والمياه المالحة بسبب اختلاف الكثافة بينهما.
وكان علماء العرب والمسلمين من الأوائل الذين عملوا على فهم حقائق اختلاف الكثافة بين المياه العذبة والمياه المالحة ودراسة كل ما يمكن أن يتسبب في هذا الاختلاف.

أسباب ملوحة البحار والمحيطات:

ومن المعروف في الوقت الحاضر أن الترسبات التي ترسبها المجاري المائية عند مصبات البحار والمحيطات تعتبر من أبرز الأسباب الرئيسية في ارتفاع ملوحة تلك البحار والمحيطات، وينتج من عملية الترسيب الكثير من المواد المختلفة التي تقوم المجاري المائية بحملها من سطح القشرة الأرضية، وما يترسب من هذه المواد وبشكل خاص ما يترسب من الصخور النارية يكون غني في المعادن (خاصة مجموعة الفلدسبار ومجموعة المعادن التي تحتوي على سليكات الألمنيوم) وما تحتوية من عناصر قلوية مثل البوتاسيوموالصوديوم (هذه العناصر تشكل في مجموعها ٦٠% من مكونات القشرة الأرضية).
كما كان علماء العرب والمسلمين من السباقين الى فهم أسباب ملوحة البحار والمحيطات حيث أن الياقوت الحموي قد أشار في كتابة (معجم البلدان) إلى أسباب ملوحة البحار والمحيطات وارتباط أسباب هذه الملوحة مع ما تحمله المجاري المائية من رواسب تصبها عند المصب في تلك المحيطات والبحار.
أي أن ما يقصده الحموي هو أن الماء من المواد القابلة للتحول ومياه البحار والمحيطات تكون مختلفة في درجة ملوحتها بسبب الاختلاف في درجة ما تحتويه هذه البحار والمحيطات من مواد يصبها المجرى المائي واعتماداً على طبيعة الصخور التي يكون مسارها خلال هذه البحار والمحيطات، هذا يدل على أن علماء العرب والمسلمين سعوا كثيراً للكشف عن الكثير من الظواهر الأرضية وحاولوا منح التفسيرات والتبريرات المنطقية لهذة الظواهر.


شارك المقالة: