التراكيبب غير التكتونية - التراكيب اللاحركية

اقرأ في هذا المقال


ما المقصود بالتراكيبب غير التكتونية؟

يقصد بالتراكيب غير التكتونية أو التراكيب اللاحركية تلك التراكيب التي تتكون في الصخور أثناء تكونها أو بعد فترة وجيزة من تكونها، ولا دخل لعملية التشوه أو أية انفعالات أو ضغوط أو شدود ثانوية في تكوينها، ومعظم التراكيب الرسوبية غير تكتونية المنشأ، ومن ثم فإن دراستها والتعرف عليها يساعد كثيراً في تحديد الاتجاهات الأولية للتتابعات الرسوبية، ومعرفة ما إذا كانت هذه التتابعات عمودية أو مقلوبة.
وتراكيب الصخور الرسوبية والصخور البركانية تتكون وتنشأ عادة في نفس البيئة التكوينية للصخر نفسه، وباستثناء الأحافير (المستحاثات)، فإن التراكيب الاولية تعد أفضل أداة يمكن من خلالها دراسة هندسة وتاريخ الصخور المشوهة.
ويعود استخدام التراكيب غير التكتونية في معرفة التتابعات الرسوبية إلى خمسينيات القرن الميلادي العشرين، حيث حدد من خلالها العالم روبرت شاكلتون جانب كبير من الصخور في هضاب جنوب اسكتلندا، وأثبت من خلالها أن التتابع الصخري معكوس وأنه يمثل الجناح المقلوب أو المعكوس لـ (طية مقلوبة) كبيرة موجودة في المنطقة، وهذا ما شجع العالم روبرت بأن يقوم في عام 1958 ميلادي بنشر مقالة علمية عن أهمية استخدام التراكيب غير التكتونية في تحديد التراكيب ذات المواجهة المعكوسة.
وعند دراسة التاريخ التشوهي للصخور المتحولة عن أصل رسوبي أو بركاني يستلزم الأمر معرفة ما إذا كانت التراكيب تكتونية (حركية) أو غير تكتونية (لا حركية)، فمعظم التراكيب التي تتكون في البيئات الترسيبية الأولية عادة ما تحاكي في شكلها التراكيب التكتونية في الصخور المشوهة، ويصعب في كثير من الأحيان توضيح حقيقتها بالنسبة للمبتدئين في الأعمال الحقلية أو للناشئة من الدارسين.
وهذا الكلام نفسه ينطبق أيضاً على التراكيب التي تتكون على أو بالقرب من سطح طبقة رسوبية، ففي بعض الأحيان يصعب تفريقها من التراكيب التي تتكون في الصخور التي تتعرض لدرجات كبيرة من الضغط ودرجة الحرارة.
فعلى سبيل المثال التراكيب التي تتكون عند درجات حرارة وضغوط منخفظة نتيجة لعملية الانسياب المرن (ductile flow) في صخور الغرين المشبعة بالمياه أو في رواسب الثلاجات أو رواسب الملح، تشبه إلى حد كبير في شكلها وأنماطها التراكيب التي تتكون على أعماق كبيرة (تتراوح من 15 إلى 20 كيلو متر) ودرجات حرارة وضغوط بالغلة الشدة في الصخور المشوهة.

أهم متطلبات تمييز التراكيب غير الحركية:

إن عملية تمييز التراكيب غير التكتونية أو التراكيب اللاحركية من التراكيب التكتونية الحركية، تستلزم دُربة خاصة في الأعمال الميدانية، كما تتطلب أيضاً الوقوف على بعض السمات المميزة لكلا النوعين، فلو تخيلنا أن هنالك تركيباً جيولوجياً مجهول النشأة يقطع تركيباً آخر معروف بشكل لا لبس فيه بأنه تكتوني النشأة مثل الصدوع.
فمثل هذا التركيب المجهول لا بد أن يكون تكتوني (حركي)، ومع هذا ففي كثير من الأحيان يصعب القفز إلى النتائج قبل دراسة الاتجاهات والتطور التتابعي المعدني في كل التراكيب الموجودة بالمنطقة، فاتجاهات التراكيب التكتونية (الحركية) الصغيرة لا بد أن تكون متناغمة وموحدة عبر كل منطقة الدراسة، وعادة ما يكون لها علاقة بتركيب أو بتراكيب جيولوجية إقليمية.
وعلى العكس من ذلك فاتجاهات التراكيب غير التكتونية (اللاحركية) الصغيرة عادة ما يكون لها علاقة بظواهر كبيرة في البيئات الترسيبية (مثل اتجاه التيار)، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالتراكيب الإقليمية التكتونية الكبيرة، وقام الجيولوجيين بتقسيم التراكيب الجيولوجية اللاحركية إلى عدة تراكيب؛ وذلك لتسهيل دراستها وسرعة فهمها، وفيما يلي ذكر أقسام هذه التراكيب:

  1. التراكيب الأولية في الصخور الرسوبية: هي عبارة عن التراكيب التي تتكون خلال الترسيب وتظهر طبيعة ووسط الترسيب، كما أنها تعتبر الأكثر انتشاراً ضمن الصخور الرسوبية الفتاتية التي توجد على سطح الأرض.
  2. التراكيب الأولية في الصخور النارية: وتم تعريف هذه التراكيب على أنها عبارة عن أجسام ذات أشكال مختلفة وذات أحجام متباينة تتشكل من الصخور النارية، وتوجد هذه التراكيب على صنفين محددين تبدأ بالتراكيب النارية الداخلية (Intrusive Igneous Structures) التي تتشكل من تصلب الصهير (Magma) في باطن الأرض.
    والصنف الثاني هي التراكيب الجيولوجية الثانوية (Extrusive Igneous Structures) التي تتشكل من تصلب الحمم (Lava) على سطح الأرض.
  3. التراكيب التداخلية والانبثاقية.

  4. التراكيب الاختراقية: ومن أشهر الامثلة على هذه التراكيب هي القبب الملحية، وهي ناتجة عن مظاهر تركيبية اختراقية (pirecement) داخل الطبقات الجيولوجية العميقة وهي ذات شكلاً قببيا، تتشكل هذه التراكيب الملحية بسبب اختراق صخور المتبخرات، وبشكل خاصة ترسبات أملاح الهاليتللصخور الرسوبية التي تقع فوقها.
  5. التراكيب الارتطامية: مثل التراكيب الناتجة من ارتطام النيازك بسطح الأرض لتنتج فوهات وصدوع أرضية.
  6. تراكيب الانهيار الثقلي (التراكيب المتكونة بفعل الجاذبية الأرضية).

شارك المقالة: