الزمن الكورنولوجي والعمر الكورنولوجي

اقرأ في هذا المقال


ما هو الزمن الكورنولوجي والعمر الكورنولوجي؟

يعرف الكورنولوجي بأنه علم قياس أو حساب الزمن بفترات أو أقسام، كما أنه العلم الذي يعمل على تحديد تاريخاً مناسباً للأحداث، إن علم الحساب الزمني هذا (الكورنولوجي) محدوداً باستعماله في خدمة الزمن الجيولوجي فإن القياسات العمودية في للمجسم الصخري يمكن أن يتم تقسيمها إلى وحدات تمثل فترات متساوية من العمر الجيولوجي.
فإذا كان ذلك ممكنناً فإن النظام الترتيبي للزمن الجيولوجي يمكن أن يستعاض عنه بميزان رقمي (inteval scale)، حيث يمكن بواسطته تحديد القيم للوحدات الزمنية الطبقية وتعيين فترات الانقطاع الزمني بدقة، ومن ثم تعريفها بمعايير الزمن والعمر الكورنولوجي.
لقد بحث العديد من الأجيال الجيولوجية عن الساعة الجيولوجية التي من المكن أن تقيس الزمن الكورنولوجي بدقة، كما يمكنها بنفس الدقة تحديد العمر الكورنولوجي للصخور الأرضية، لقد استعمل الجيولوجيين وعلماء الآثار (العاملين على ترسبات رباعية) ترسبات حلقات الفارفز (varves) وحلقات نمو الأشجار بهدف الوصول إلى درجة معقولة من الدقة في بعض المناطق المحدودة وضمن تتابعات طبقية محدودة.
إلا أن تحديد العمر الجيولوجي بالكربون المشع قد تبشر بوعود غير أكيدة أو غير مبرهنة؛ لتحديد مقرب للعمر الكرونولوجي في بعض صخور الماضي الجيولوجي القريب، لقد تم تجربة عدة طرق في السنوات الأخيرة على أمل أن يتم الوصول لطريقة يتم من خلالها تحديد العمر الكرونولوجي للصخور القديمة منها: استعمال سماكة الصخور أو مقدار الأملاح في مياه البحر أو كمية التعرية والتغييرات في اتجاه المجال المغناطيسي في الأرض، وطرق أخرى من أجل قياس المظاهر والعمليات الطبيعية بهدف تحديد الزمن الجيولوجي.
إن هذه المحاولات لأسباب مختلفة ومتعددة عملت على تقديم نتائج لا تتفق مع بعضها للمساعدة في تخمين مقدار الزمن الجيولوجي، لكنها لم تعطي الميزان الكرونولوجي الحساس والدقيق، لقد تم بذل جهود كبيرة بهدف الوصول إلى تاريخ كرنولوجي دقيق مبني على أساس دراسة النظائر ونسبها إلى المعادن المشعة، كما أن مشاكل هذه القياسات تكون معلومة ابتداءاً من ترسب الصخور وانتهاءاً بالصخور بعد تعرضها للعمليات اللاحقة.
أغلب المصادر الطبقية تقوم بنشر تقديرات للزمن الجيولوجي، وإلى غاية الآن لم يتم الوصول إلى ميزان كورنولوجي لتحديد الزمن والعمر كما يطمح الجيولوجيين، كما أن الطبقية الزمنية يجب أن يتم مناقشتها على أساس ميزان ترتيبي نسبي.

التزامن والموازاة الزمنية والزمن الموحد:

لأجل فهم العلاقات الطبقية الصخرية الزمنية يجب التعرف على ثلاث تعاريف مهمة (التزامن الطبقي والموازاة الزمنية والزمن الموحد، حيث عادة يخطأ استعمالها نظرياً)، إن الحدود الفاصلة بين الوحدات الطبقية في تتابع طبقي مستمر وغير مقطوع هي عبارة عن سطوح متزامنة، وكل نقطة فيها لها نفس العمر الجيولوجي كما يوجد سطوح أخرى قد لا تكون بالضرورة متزامنة لكنها قد تكون موازية أو مقاربة لسطوح غير مرئية ذات زمن آني.
فعلى سبيل المثال قد يكون سطح عدم توافق متقدم بسرعة شاملة على مقداراً زمنياً لا يملك أهمية جيولوجية في حالة التخطي، هذا السطح لا يكون سطح تزامن لأنه لا يحتوي على طبقات ذات أعمار مختلفة تحت سطح عدم التوافق، لكنه من الممكن أن يكون موازٍ زمنياً بمعايير الشكل الهندسي للمساحة مع زمن الطبقات التي تعلوه.
مثلاً إذا تم توضيح سطحيّ التزامن والمساحة التي بينهما، فإن زمن الحجم بين هاذين السطحين متساوي في كل مكان؛ أي بمعنى آخر أنها فترة متساوية الزمن، هذا الجزء من الفترة الممثلة لسجل صخري كامل يكون عبارة عن وحدة صخرية متساوية الزمن.
بالنسبة لعلم الطبقات عملياً فإن التزامن والموازاة الزمنية والزمن الواحد هو ضمن اللاملموسات؛ أي أنه لا يمكن رؤيتها بسهولة في الصخور، لكن يوجد بعض العلاقات المعينة والتي يمكن مشاهدتها بوضوح بين الصخور المدروسة والملاحظة وتكون ملموسة مثل الوحدات الصخرية الحياتية بالإضافة إلى الوحدات الطبقية الزمنية وحدودها المتزامنة.
كما أنه خلال تتابع طبقي متقطع بالعديد من سطوح التعرية والتوقفات الترسيبية من الواضح جداً احتمالية حدوث تطابق بين السطوح الحدودية للوحدات الزمنية الصخرية وسطوح الاتصال وبين الوحدات الصخرية أو الوحدات الحياتية الطبقية.
وفي هيكل المساحة والزمن قد يحتوي التتابع على عدة انقطاعات زمنية التي قد تحتل في الحقيقة فترات زمنية أطول مما تحتله الصخور المترسبة المحفوظة، ولهذا السبب فإنه من المحتمل أن تمر حدود وحدة زمنية أو أكثر خلال فترات الانقطاع الزمني ثم تظهر اختلافات صخرية لثولوجية ومستحاثية في الصخور المحفوظة فوقها وتحتها.
وعلى العكس من ذلك قد يكون السجل في مناطق ترسيب مستمرة مميزاً بتواجد حدود زمنية طبقية في وسط تتابع مستمر غير مقطوع من الطبقات التي لا تحمل أي علاقة مع سطوح عدم التعرية أو مع سطوح اتصال هذه الصخور والوحدات الحياتية الصخرية.


شارك المقالة: