كيف حدث تكوين الأرض والانسياح القاري برأي العلماء المسلمين؟

اقرأ في هذا المقال


مظاهر تكوين الأرض:

أشارت العديد من الدراسات بشكل صريح إلى أن الأرض والسماء هما كتلة واحدة ثم انفصلت من بعد ذلك خلال عمرها الجيولوجي (مئات الملايين من السنين)، وتمزقت الأرض إلى أجزاء تظهر بالصورة التي نراها في الوقت الحاضر على شكل قارات، ومع آواخر القرن التاسع عشر لميلاد السيد المسيح عندما درس العالم فيجنر خرائط القارات لاحظ بأن حدود بعض القارات تظهر وكأنها تنطبق على بعضها البعض.
وهذه الملاحظة أوحت إليه بأن الأرض في أصلها كانت عبارة عن قطعة واحدة تجمع القارات الحالية ككتلة واحدة ثم تعرضت للتمزق وتغير موقعها من مكان إلى آخر خلال تاريخ الأرضالجيولوجي بسبب تأثير الأحداث التكتونية والعمليات التي واكبها كوكب الأرض خلال الأزمنة الجيولوجية.
ومع بداية القرن العشرين بدأت تظهر النظريات التي تدل على الظاهرة التي نتج عنها ظهور النظرية التي تعرف باسم الانسياح القاري، والتي تدل على أن الأرض كانت في البداية عبارة عن كتلة واحدة تم تسميتها باسم (بانجايا) تضم القارات الحالية ثم حدث لها انفصال لتكون كتلتين قاريتين كبيرتين، حيث تم تسمية الكتلة الأكبر منهما باسم جوندوانا وكانت تضم قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأستراليا والقارة القطبية المتجمدة والجنوبية وأيضاً شبه القارة الهندسية وشبه الجزيرة العربية.

كيف سبق العلماء المسلمون الغرب في فهم الأرض؟

لاحظ المسعودي الكثير من الملاحظات قبل ملاحظة فجنر بقرون، وكانت ملاحظات المسعودي تدل على اتصال أجزاء من القشرة الأرضية قبل انفصالها، وفي كتابه عندما كان يتحدث عن البحر المتوسط (كان يطلق عليه حينها اسم بحر الروم)، لاحظ بوجود منطقة تفصل بين القارة الإفريقية والقارة الأوروبية عند مضيق جبل طارق ولاحظ أن المنتقطتين كانتا متصلتين وكان هذا الاتصال على هيئة جسر من الحجارة، وهناك منطقة تفصل بين القارة الآسيوية والقارة الأوروبية عند مدينة العريش.
هذا يعني أن الالتحام في القارات سابقاً لتشكيل الكتلة القارية العظيمة والتي تم تسميتها باسم جوندوانا ثم انفصلت فيما بعد لتكون على شكل القارات الحالية تم التحقق منه في القرن العشرين، وبهذا يكون العالم المسعودي من بين الرواد الأوائل الذين سبقوا علماء الغرب في فهم الأرض وفهم حقيقة التحام القارات، حيث حاول المسعودي توضيح عملية انفصال القارات وابتعادها عن بعضها البعض.


شارك المقالة: