القرن الثامن والتاسع عشر وعلم الطبقات الصخرية

اقرأ في هذا المقال


أهم الأفكار في القرن الثامن عشر عن علم الطبقات الصخرية؟

على الرغم من أن اليونانيين والعرب المسلمين كان لهم دور جيد في تفسير بعض الظواهر الطبيعية مثل الترسيب وتكوين المتحجرات، فإن الأفكار الأكثر شيوعاً كانت مبنية على تفسير الأسفار القديمة أو على الخرافات، لكن أغلب الكتب المنهجية في الوقن الاضر تشير إلى أن ستينو الإيطالي وهوك البريطاني كانا من أوائل المتحدثين الذين ربطوا بين المتحجرات وفوائدها في تتابع الطبقات لتعني معنى زمني في القرن الثامن عشر، ومن أهم الذين ساهموا في وضع الأفكار قديماً ما يلي ذكرهم:

  • يوهان كوتلوب ليمان الألماني: عمل على تقسيم الصخور الرسوبية إلى صخور ابتدائية وصخور ثانوية وصخور طمائية، ويعتبر ربط الزمن بتكون الصخور نتيجة لأعمال ليمان.
  • أردينو الإيطالي: قام باستعمال التصنيف الطبقي القديم وطوّرهُ، حيث سمى أصناف الصخور الرسوبية بصخور ابتدائية وصخور ثانوية وصخور ثالثية.
  • جورج فكسل الألماني: تمكن من تمييز ثماني مجاميع من الطبقات تعلو الصخور البلورية أو المتبلورة واستطاع رسم خريطة لها في منطقة جبال الهارز.
  • ابراهام كوتلوب فرنر الألماني: عمل على تطوير تقسيم ليمان للصخور، كما أنه أوجد النظرية النبتونية (neptunism) التي تفرض وجود محيط شامل استمر بالانحسار وترسيب الصخور فكون خمسة أنواع من الصخور، هي الصخور الابتدائية والصخور الانتقالية والصخور ذات الطبقات والصخور الطمائية بالإضافة إلى الصخور البركانية، سادت أفكار فرنر لمدة طويلة في أوروبا والولايات المتحدة التي كانت حديثة العهد بالبحث العلمي آنذاك.
  • جيمس هتون الاسكوتلندي: لقد كان معاصراً لفرنر وكان أكثر علمية منه لذلك استطاع وضع الأسس الأولية لعلم الطبقات الصخرية، فقد برهن أن الصخور النارية المتبلورة نجمت عن انجماد وبرود صهير صخري، وهذه الصخور لم تترسب في قاع المحيط، وبذلك قام بإيجاد النظرية البلونونية (plutonism).
    كما أن ملاحظة جيمس هتون للصخور الرسوبية وعلاقتها بعمليات الترسيب الحالية جعلته يفكر بالنظرية التي تنص على أن الحاضر مفتاح الماضي، أي أن العوامل التي ساعدت على تكوين الصخور الرسوبية في الماضي لا زالت تعمل عملها في الحاضر، كما أن هذه الصخور تتكون في طبقات تعلو أحدهما الأخرى وأن الطبقة الأحدث تغطي الطبقة الأقدم منها.
    وهذه الحقيقة قام بوضعها في قانون التعالي، لكن هذا يدل على أن العرب الأوائل قد استعملوا كلمة السافات للطبقات الصخرية حيث قالوا أن كل ساف يعلو ما قبله.
  • وليم سميث الانجليزي: يعتبر وليام أبو علم الطبقات الصخرية الحديث الذي لم يهتم بالمجادلات القائمة بين أفكار هتون وفرنر، بل أنه عمل على ملاحظة الصخور وحاول أن يستخدم معرفته في تنفي المشاريع الهندسية بهدف حفر القنوات، كما أن وليم استطاع أن يدرس الصخور الرسوبية ويوزعها في عمود طبقي، وتمكن من دراسة خواص امتداد الصخور الرسوبية أفقياً ووضعها على الخريطة، لقد قام بنشر أبحاثة خلال عام 1815 كخريطة جيولوجية لويلز وانكلترا.
  • جارلس لايل: إن الأبحاث السابقة وأبحاث لامارك وكوفيه التي تخص علاقة المتحجرات وعلم الطبقات وغيرها هي من الأبحاث التي جعلت لايل قادراً على وضع عمود طبقي ظهر مع كتابه الموسوم (مبادئ الجيولوجيا عام 1833) وقد قام بموجب هذ الجدول بتقسيم الصخور إلى مجموعات وقسم المجموعات إلى أدوار، كما أنه أبقى على التسميات التي جاء بها فرنر.

أفكار القرن التاسع عشر عن علم الطبقات الصخرية:

خلال القرن التاسع عشر اتسعت حركة العمل الجيولوجي في غرب أوروبا وامتدت إلى الولايات المتحدة غرباً وروسيا شرقاً، وهذا الاتساع كان نتيجة للفعاليات المكثفة ومن أهم هذه الفعاليات تذكر فيما يلي:

  • تم استبدال كلمة مجاميع (groups) التي أوجدها لايل بكلمة نظام صخري (وما يقابله من عمر الصخور).
  • وصفت أنظمة صخرية منها النظام السيلوري عام 1830 والنظام الكامبري من قبل سجويك ووصف النظام الأوردوفيشي من قبل لابويرث في عام 1879 ووصف النظام الديفوني من قبل سجويك ومرجيسون بالإضافة إلى وصف النظام البرمي أيضاً.
  • إن العلاقات الواضحة بين أنواع المتحجرات في صخور الأنظمة الصخرية المختلفة التي وصفها علماء طبقات القرن التاسع عشر أوجدت ضرورة لربط الصفات الصخرية بنوع الحياة السائدة وعليه تم اقتراح الأحقاب فتم تسمية فترة الحياة القديمة والمتوسطة والحاضرة.
  • وجود علاقات واضحة بين الحركات الأرضية مثلاً الحركات المولدة للجبال أو الحركات القارية ووجود أسطح عدم توافق تفصل بين الأنظمة الصخرية المختلفة، لقد نشر جامبرلين الأمريكي سنة 1909 ما معناه أن الحركات الأرضية هي الأساس النهائي للمضاهاة الصخرية.
  • استمرت المعلومات الجيولوجية والطبقية تتجمع في القارة الأوروبية وروسيا، وساهم بذلك دراسة السويسريون والايطاليون والفرنسيون لجبال الألب والحوض الألماني وحوض باريس، وكانت النتيجة لهذه المعلومات الاستمرار في تغيير الأساليب والوسائل والتسميات لنصل إلى ما نحن عليه الآن.

شارك المقالة: