كيف يتم تصنيف المخاطر الجيولوجية؟
تعتبر المخاطر الجيولوجية ذات أهمية كبيرة وضرورية، حتى أنّ دراستها تفوقها أهميتها، حيث قام الجيولوجيين بدراسة هذه المخاطر وتقسيمها إلى مجموعة من التصنيفات وذلك بناءاً على مجموعة من المعايير، وهذه التصنيفات هي:
مخاطر جيولوجية: وتشتمل هذه المخاطر على: الزلازل، الإنفجارات البركانية، التسونامي، الإنزلاقات الأرضية، إضافةً إلى الفيضانات، التخسفات، الإصطدام مع أجسامٍ فضائية.
مخاطر الغلاف الجوي: وهي أيضاً مخاطر طبيعية ولكن العمليات المؤثرة فى الغلاف الجوي هى المسؤولة بشكلٍ رئيسي على حدوث تلك المخاطر، بحيث تشتمل على كل من: الأعاصير الحلزونية الإستوائية، الأعاصير القمعية، الجفاف، العواصف الرعدية الشديدة، البرق.
مخاطر طبيعية أخرى: هذه المخاطر ربما تحدث بشكلٍ طبيعي مثل: غزو الحشرات، الأمراض المعدية أو الوبائية، الحرائق الهائلة، وعليه فمن الممكن تقسيم المخاطر الطبيعية إلى مخاطر كارثية أيضاً، وهذه المخاطر لها نتائج مدمرة لأعدادٍ كبيرة من البشر إلى جانب تأثيرها العالمي؛ كالإصطدام مع أجسامٍ فضائية كبيرة، انفجارات بركانية ضخمة، أمراض وبائية عالمية وحدوث جفاف عالمي، ولكن مثل هذه المخاطر فإنّ إمكانية حدوثها ضئيلة جداً، ولكن في حال حدوثها فإنّها تمتلك نتائج مُدمرة بشكلٍ هائل.
إلى جانب ذلك فمن الممكن تقسيم المخاطر الطبيعية إلى:
مخاطر سريعة: كحدوث الإنفجارات البركانية، الزالزل، الفيضانات المفاجئة، الإنزلاقات الأرضية، العواصف الرعدية، البرق والحرائق العظيمة التي تتطور من دون سابق إنذار وتضرب بسرعة كبيرة.
مخاطر بطيئة: مثل الجفاف، غزو الحشرات والأمراض الوبائية التى تستغرق سنوات لتتطور.
نبذة عن المخاطر الجيولوجية:
تعتبر الخامات ومواد البناء الأولية المتواجدة فى القشرة الأرضية من الناحية الإقتصادية هدفاً اقتصادياً مهماً؛ وذلك لكونها تُعدّ مصدر من مصادر الثروة والقوة وأيضاً واحدة من روافد التطور والرقي الحضاري والعمراني فى الماضي والحاضر، وعلى الرغم من أنها مواد محدودة الكميات إلّا أنّ استغلالها واستخراجها أدى إلى استنزاف مثل تلك المواد.
ومع ازدياد الطلب على تلك المواد خاصةً مع حصول تغيير فى معالم سطح الأرض الطبوغرافية نتيجة الاستخدام غير المبرمج لها أدى إلى حدوث أضراراً في البيئة بشكلٍ كبير، وإضافةً إلى ذلك فإن إنشاء المدن بشكلٍ غير مبرمج وغير مدروس علمياً أدى إلى ظهور مشاكل بيئية كبيرة، كالقيام بعمليات إنشاء المعامل والمصانع الكبيرة والتي يصدر عنها كميات هائلة من الأبخرة والغازات الضارة.
ومع تزايد النشاطات البشرية منذ بدء الثورة الصناعية قبل حوالي “300” سنة زاد وجود كميات هائلة من الفضلات والغازات الصناعية أدى إلى حدوث تغيير في المعادلة البيئية الطبيعية فى كثير من مناطق الأرض، مما أدى إلى ظهور ظاهرة الإحتباس الحراري وزيادة تركيز الغازات الدفيئة على سطح الأرض والإرتفاع التدريجي لدرجات الحرارة وتضائل تركيز غاز الاوزون الذى يحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية.
إنّ التغيرات المناخية التي تحصل بشكلٍ فعال ومؤثر على سطح الأرض مثل العواصف الرملية والترابية والتذبذب فى معدلات سقوط الأمطار وتغير المواسم المطرية وذوبان الجليد فى أقطاب الأرض ومع استمرار حصول زيادة فى الأعاصير الموسمية على سطح الأرض وتأثيراتها المدمرة؛ أدى إلى حدوث نتائج وتاثيرات مباشرة كحدوث تدمير للمدن التى تقع تحت تأثيراتها مباشرةً، إلى جانب الخسائر والضحايا البشرية، وهذه النتائج سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة فإنّها ستنتج نتيجة الإستخدام الخاطئ للموارد الطبيعية او الصناعية.
من الظواهر الشائعة الحالية خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، ظاهرة الجفاف وتآكل التربة وانتشار ظاهرة التصحر التي أدت الى زيادة رُقعة الصحراء وتضائل الغطاء النباتى إلى جانب زيادة ملوحة التربة والمياه وتدهور نوعية المياه المستخدمة للأغراض البشرية والزراعية أو الصناعية وتلوثها بأنواع العناصر الثقيلة والأملاح، حيث أدت هذه الظواهر إلى حصول نتائج سلبية على حياة الإنسان وعلى كمية الإنتاج الزراعي وخصوصاً الظروف الصحية وإنتشارالأمراض المختلفة.
ونظراً لأهمية التغيرات المناخية فقد تم عقد مؤتمرات دولية خلال السنوات الخمسين الأخيرة والتي أوصت بضرورة تطبيق الظوابط الصحيحة في الإستخدام الأمثل لسطح الأرض وللمواد الخام وخصوصاً استخدام الوقود الأحفورى ومنتجاته ومعالجة المواد الصلبة أو السائلة أو الغازية والتي تنتج بفعل تلك العوامل.
ومع استمرار تشجيع استخدام الوقود الصديق للبيئة واستخدام الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مع التركيز على ضرورة معالجة المخلفات الضارة التى تطلقها المعامل والمؤسسات الصناعية خصوصاً في الدول الكبرى الصناعية والتي أثبتت الدراسات بأنها سبب أساسي في التدهور البيئي على سطح الأرض.
كذلك إن ارتفاع درجات الحرارة التدريجي له آثاراً بيئية كبيرة جداً من خلال ذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر والذي أصبح يهدد المدن الساحلية السطحية والجوفية وتضائلها خصوصاً الكبرى في العالم، إلى جانب دورها في تدهور نوعية المياه عند الاستخدام غير المبرمج لهذه المياه وتضائل كمياتها مع قلة تساقط الأمطار فى أماكن كثيرة من العالم ومنها منطقة الشرق الأوسط.