اقرأ في هذا المقال
الإرشاد الجمعي للطلبة الموهوبين والمتفوقين:
تمتاز طرق الإرشاد الجمعي بالعديد من المواصفات التي تعتبر فريده، وربما تكون أكثر فاعلية في مهاره تعديل السلوك، وكذلك تنمي الاتجاهات وتنمية مهارات الاتصال الاجتماعية وفهم الذات وتقديرها حسب جوانب الجماعة، لأن الإرشاد الجمعي يهتم بالنظر على خبرات أبناء المجموعة ومواقفهم بناء على القضية المطروحة.
ويمكن وجود شخص في المجموعة يمكن ان يعتبر أقدر من المرشد بمهاره استجرار الاستجابات وكذلك الإقناع، كما أن التفاعل بين أبناء المجموعة يساعدهم على تبادل خبراتهم، ومعرفه مشاعر الآخرين، واختبار مشاعرهم واتجاهاتهم الشخصية.
وتستخدم طرق الإرشاد الجمعي بشكل خاص في علاج القضايا التي تخص الارشاد الوقائي التي تبنى على حاجات متوقعه للطلاب، وبالنسبه للإرشاد المهني في استخدام مع بعض عناصر النمو المعرفي والانفعالي للطلاب.
وتعد ضروره استخدام طرق الإرشاد الجمعي في تطبيق المنهاج الانفعالي (Affective Curriculum) الذي يلزم أن يلم برامج تعليم الطلاب الموهوبين والمتفوقين، وكذلك البرامج الإثرائية منها وبسبب برامج المدرسة العادية تهتم في الغالب بالنواحي المعرفية، ولا تهتم بالجوانب الانفعالية ويتمكن المرشد في القيام بدور فعال في عمليه تقديم المنهاج الانفعالي في عدم وجود الاهتمام العام به.
وإذا كان الإرشاد هدفه حدوث تغييرات إيجابية في قدرات الطلاب على التأقلم مع المجتمع وكذلك مع أنفسهم، ويعتبر هدف التربية الانفعالية زيادة الوعي بالذات وكذلك بالآخرين، ومن المعتاد أن ينعكس الاهتمام بالتربية الانفعالية بطريقه إيجابية من جانب تقليل الحاجة للإرشاد في الجوانب المتعلقة بتطوير مفهوم الذات، وكذلك المهارات الاجتماعية والنمو الأخلاقي للطلبة، وقد يكون من اللازم الرجوع إلى تقسيم الأهداف الانفعالية (Taxonomy of Affective Objectives)؛ بسبب تنظيم النشاطات الانفعالية حسب برنامج الإرشاد.
أساليب الإرشاد الجمعي للطلبة الموهوبين والمتفوقين:
1- الندوات واللقاءات الدورية:
يختار هذا الأسلوب في حاله تطبيق برامج الإرشاد الأكاديمي والمهني والانفعالي، ويعمل المرشد بوظيفه قائد المجموعة الذي يعمل على تنظيم ينظم الحوار ويحفزه ويركزه في موضوع البحث، وحتى تكون هذه الطريقه ناجحه لا بد أن يبني المرشد قواعد قابله للنقاش يمكن للطالب الالتزام بها، وأن يركز على الأسئلة المفتوحة التي بدورها تغنينا عن الموضوع وتدفعهم جميعهم للمشاركة.
ويعمل الطلاب بدور أساسي في التجهيز لموضوع البحث وعرضه وتحفيز النقاش حوله بمساعدة المرشد، ويمكن أن تكون الندوات واللقاءات المنتظمة أداة نشطه في تطوير جميع النواحي الشخصية للطلاب عن طريق استخدام متغيرات جديدة ومثيرة في كل لقاء أو بين الفتره والأخرى.
وتعتبر دعوة ضيوف متحدثين من المهن المختلفة، وعرض أشرطة فنية، وتمثيل أدوار، وتنظيم مناظرات حول موضوعات مهمة، وإجراء استفتاءات، وعرض اختصارات لسير ذاتية المشاهير وعظماء في شتى جوانب العمل الإنساني من بين هذه الاقتراحات، وكذلك يمكن احضار الآباء والأمهات للمشاركة في بعض الندوات واللقاءات والتشارك مع الطلاب في بعض خبراتهم التي تتعلق بجانب الندوة أو اللقاء.
2- خدمة المجتمع والأعمال التطوعية:
تستخدم هذه الطريقه لتنمية الجانب الاجتماعي من شخصية الطالب، وتطوير معنى الذات وتنمية الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع وتوافر الأعمال التطوعية في خدمة المؤسسات الاجتماعية والجوانب العامة، وفرصة للطلبة الموهوبينوالمتفوقين حتى يتعاملوا مع الواقع ويعرفوا ما لديهم من ميزات وقيم وجوانب في مواجهة محددات هذا الواقع.
ويقع على عاتق هذه الأعمال وضع حساسيتهم الزائدة ونزعتهم للوصول للكمال وتوقعاتهم غير العملية على جوانب الواقع بكل إيجابياته وسلبياته، وقد تكون خبرة العمل التطوعي ليس داخل المدرسة باعتبارها خطوه أولية في عملية إعادة النظر والمراجعة للعديد من الجوانب والمفاهيم والمعتقدات التي تم تطويرها في جانب خبرات المنزل والمدرسة، وبالانتباه إلى صعوبة تطوير برنامج للأعمال التطوعية الاجتماعية بفتره ساعات الدوام.
ومن الافضل أن يعمل المرشد على اجراء اتصالات لازمة مع المؤسسات الاجتماعية لترتيب النشاطات التطوعية، ولفتره يوم واحد في عطلة نهاية الأسبوع طول العام أو عن طريق العطل ىالمدرسية والعطل الصيفية لمدة تتراوح بين أسبوع أو أسبوعين متواصلات.
أما بالنسبه للمؤسسات المختصه بهذه النشاطات فتضم المستشفيات العامة، وكذلك دار المسنين ومؤسسات الأولاد الأيتام والأولاد المعوقين والحدائق أو المتنزهات العامة والمواقع الأثرية والمؤسسات الحكومية الخدماتية كمؤسسات الحمايه الاجتماعية والصحية والأحوال المدنية والاتصالات والمحاكم وغيرها.
ونظراً لأهميه التعلم بالقدوة من الأفضل أن ينضم الآباء والأمهات في نشاطات خدمة المجتمع والأعمال التطوعية، بل إن الاهالي يمكنهم البدء بمثل هذه النشاطات بالمشاركة مع معلمي المدرسة، وإدارتها على أن يقوم المرشد بوظيفه التنسيق والتنظيم بين جميع الأطراف ذات العلاقة بالنشاطات، ولا بأس لو كانت البدايات في المدرسة نفسها بعدها يتم التنقل بين مؤسسات المنطقه المحيطه وأخيرة إلى طرق أبعد من الأماكن المجاورة.
3- التدريب على القيادة:
القيادة يعتبر مفهوم مركب يضم على مجموعة من الخصائص الشخصية والمعرفية والانفعالية، ويمكن أن تتعلق عادة بتربية الطلبة الموهوبين والمتفوقين وتعليمهم، والقيادية لا يمكن حصرها في جوانب العمل السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الرياضي، ولكنها تضم مختلف جوانب الحياة بما فيها مجال العلوم والآداب والفنون، على الرغم من أن التعريف المعروف للقيادية يضم العمل السياسي والاجتماعي بشكل خاص.
وتظهر أهمية التدريب على القيادة في برامج الاهتمام بالموهوبين والمتفوقين، وتوجيههم من حقيقة أنها تقتصر على تطوير الخصائص الشخصية والاجتماعية والمعرفية للافراد؛ حتى يستطيع من التأثير في الآخرين وضمهم إلى رأيه وتتطلب قبل كل شيء توافر عدد من الخصائص والمهارات الواجبة للتكيف مع الأفراد والمواقف الضرورية.
وقد حدد منها (بلاومن) سمات ومن ضمنهم الوضوح نحو حاجات الآخرين، وتحمل المسؤولية وتقبل الاتباع أحياناً، إتقان مهارات التواصل، المثابرة، تقبل المخاطرة، الإيثار ومحبة الغير والحزم في اتخاذ القرار.
فإن تدريب الطالب الموهوب والمتفوق على القيادية يمكنه من تطوير الخصائص الشخصية والانفعالية من خلال التفاعل مع عدد من الرفاق والاستجابة لمتطلبات الموقف ومعيقاته حتى لو تطلب الأمر حلول وسط أو تنازل عن النزعة إلى الكمال والأنانية والمعايير الشخصية التي غالباً ما تكون غير واقعية.
إن يرتب برامج التربية القيادية خلال عطلة نهاية الأسبوع أو الإجازات الصيفية يمكن أن يستطيع المرشد تحقيق الكثير من مكونات البرنامج الإرشادي في الجانب الانفعالي بطريقة معينة، وقد يكون البرنامج على نمط معسكر صيفي يبتعد عن جو الأسرة والمدرسة.
ويمكن إثراء البرامج من خلال دعوة قيادات من مختلف المجالات للتحدث مع الطلبة ومناقشتهم في قضايا السمات، ويتم تضمين التدريب على القيادة عن طريق فعاليات برنامج الإرشاد الجمعي الوقائي.