اقرأ في هذا المقال
- متى تولى محمد سعيد باشا الأصغر منصب الصدارة؟
- متى لجأ محمد سعيد باشا الأصغر للسفارة البريطانية؟
- نهاية محمد سعيد باشا الأصغر
متى تولى محمد سعيد باشا الأصغر منصب الصدارة؟
تم تعيين سعيد باشا وزيرًا أعظم بعد إقالة أحمد شريف باشا في (18) أكتوبر (1879)، استمرت فترة حكمه الأولى حتى (9) يونيو (1880)، خلال هذه الفترة، قدم خدمات متنوعة في الشؤون المالية، أمّا سبب الإقالة يُعتقد أنّها نشأت من السياسة التي اتبعها السلطان عبد الحميد الثاني ضد الدول في ذلك الوقت.
ومن المؤشرات المهمّة على ذلك أنّه بعد فترة وجيزة من إقالته، طلب منه السلطان عبد الحميد الثاني إعداد إصلاح يتضمن إجراءات يمكن اتخاذها ضد تدخل الدول، ثم زيادة التهديدات الخارجيّة وحقيقة أنّ الوزير الأعظم قدري باشا أعاده إلى مقدم الطلب في (12) سبتمبر (1880) بسبب عدم كفاءته.
تناول سعيد باشا العديد من القضايا المهمة مثل قضية الجبل الأسود، وعقد (Düy yıln-ı Umûmiyye)، وإنشاء إدارة التبغ والاحتكار، وتعويضات الحرب التي ستدفع لروسيا، والمسألة التونسية خلال هذه الولاية الثانية التي استمرت لمدّة عام وسبعة أشهر وعشرين يومًا.
بينما كان يحاول الاستقالة من منصبه حيث بلغ ضغط الدول على أساس معاهدة برلين أقصى الحدود ولا يمكن منع طلباته، لم يقبل السلطان استقالته، ومع ذلك، في أحداث عرابي باشا التي وقعت في مصر في (12) أبريل (1881)، بعد ثلاثة أشهر من هذا الحدث.
تمّ فصله لمعارضته الإجراءات التي تصورها السلطان عبد الحميد الثاني (2 مايو 1882)، تولى سعيد باشا منصبه للمرة الثالثة في (12) يوليو (1882)، عندما فشل عبد الرحمن باشا في إيقاف الأحداث، هذه المرة كلف فقط بحل قضية مصر، والواقع أنّه حاول إنهاء الاحتلال مع البريطانيّين الذين غزوا مصر، متذرعًا بقضية عرابي باشا في هذا الواجب الذي دام أربعة أشهر، لكنّه لم ينجح.
بالإضافة إلى ذلك، فقد اختلف مع السلطان عبد الحميد بسبب الآراء التي طرحها في لجنة تغيير كانون العيسائي، لهذا السبب، وعلى الرّغم من رغبته في ترك منصبه، إلا أن السلطان عبد الحميد الثاني لم يقبل طلبه، ومع ذلك، في ليلة (1) ديسمبر (1882)، (2) استدعاه السلطان عبد الحميد الثاني إلى القصر فجأة ونال ختم الولاء.
والسبب في ذلك سئم من بعض المجلات التي لا أساس لها من الصحة لأحمد فيفيق باشا، في واقع الأمر، أحضر أحمد فيفيق باشا إلى رئيس الوزراء بدلاً منه، ومع ذلك، بعد ثمان وأربعين ساعة، والثاني، استدعى السلطان عبد الحميد كلَّ الباشاوات من قبله وواجهه، وأقال أحمد فيفيق باشا وأحضر سعيد باشا إلى مكتب نائب الرئيس وعين نائبا للملك.
نذر الباشا الرابع، أطول مدة نذور، استمر عامين وثلاثة وعشرين يومًا، خلال هذه الفترة أتيحت له الفرصة للتعامل مع العديد من القضايا وخاصة الشؤون الخارجية، على الرّغم من محاولته الاستقالة في (27) مارس (1884)، كما هو الحال دائمًا، ضد المعارضة التي رآها من بعض الدوائر السياسيّة، إلا أنّه لم يتم قبوله.
عندما طلب التدخل العسكري في الأحداث التي وقعت في روميليا الشرقيّة في سبتمبر (1885)، دخل مرة أخرى في خلاف مع السلطان عبد الحميد الثاني، لهذا السبب، تم فصله في (25) سبتمبر وتم استبدال القبرصي كميل باشا، على الرّغم من الخلاف بينهما، ومن المفهوم أن السلطان عبد الحميد الثاني أقاله ليس بسبب ذلك بل لمنع ضغوط محتملة من الدول.
بقي سعيد باشا الصغير بعيدًا عن واجباته الرسمية حوالي عشر سنوات بعد هذا التاريخ، خلال هذا الوقت، عاش نوعًا من الحياة الخاصة في قصره، على الرغم من أنّه كان بعيدًا عن منصبه، إلا أنّه غالبًا ما كان يتواصل مع السلطان، ومن وقت لآخر يُسأل عن رأيه في شؤون الدولة العثمانيّة.
أصيب الصدر الأعظم سيفاد باشا بالعجز في منتصف عام (1895) عندما بدأت القوى العظمى بإصدار إنذارات حول قضية الإصلاح وزادت من ضغطها، سعيد باشا، الذي كان يتعامل بشكل أساسي مع القضايا الخارجيّة وخاصة المادة (61) من معاهدة برلين، التي أرادت الدول تننفيذها وتطوير التعليم، تم فصله في (1) أكتوبر بسبب فشله في تلقي الأخبار المبكرة ومنع الحوادث التي تسبب فيها الأرمن في اسطنبول.
وعلى الرّغم من انزعاجه عند إبلاغه بدعوته إلى القصر بعد شهر من مغادرته القصر، إلّا أنّه تم استشارة آرائه في بعض قضايا ذلك اليوم في القصر، حتى أنه كان يأمل في أن يصل إلى السلطة، في اليوم التالي، عُرض عليه واجب تقديم المشورة للسلطان من خلال الجلوس في أحد قصور السياج أو المراسم.
متى لجأ محمد سعيد باشا الأصغر للسفارة البريطانية؟
كان يخاف على حياته بسبب واجب ليس في التقليد العثماني، في (4) ديسمبر (1895)، أخذ ابنه الصغير ولجأ إلى السفارة البريطانيّة، أثار هذا السلوك غير المتوقع من قبله انزعاج السلطان، عاد إلى منزله في (8) ديسمبر، بعد مفاوضات طويلة وتأكيدات.
ثم بدأت فترة ستّ سنوات ونصف من المشقة، كونه تحت السيطرة المستمرة جعل حياته صعبة، في غضون ذلك، وعلى الرّغم من البحث عن آرائه مرة أخرى حول شؤون الدولة العثمانيّة، إلا أنّه تجنب دائمًا اقتراح حلول نهائية.
من وقت لآخر كان السلطان عبد الحميد الثاني يقدم له الهدايا، في واقع الأمر، عند وفاة الوزير الأعظم خليل رفعت باشا، تمّ تكليفه للمرّة السادسة في (18) تشرين الثاني (نوفمبر) (1901)، في غضون ذلك، كانت المشاكل المالية للدولة في أقصى حد.
بالإضافة إلى ذلك، سادت الفوضى والاضطراب في روميليا، كانت الدول الأوروبية، التي استفادت من هذا الوضع، تمارس الضغط لإجراء إصلاحات في ألبانيا ومقدونيا بصرف النظر عن إصلاح الأناضول، كان من المتوقع أن يتغلب سعيد باشا على هذه المشاكل بتجاربه.
في الواقع، بدأ العمل بسرعة وكان ناجحًا جدًا في الإجراءات التي اتخذها في المقام الأول في المجالات الماليّة، لكن حماسه أزعج بعض الناس، لذلك، بدأ بعض الأشخاص في حكومته، وخاصة سراسكر رضا باشا، بمعارضته، ظنّ أنّه لم يعد بإمكانه الحفاظ على هذا الوضع، قدّم استقالته.
تم فصله في (14) يناير (1903) عندما قاوم على الرغم من إصراره على البقاء في منصبه، بعد إقالته للعيش في اسطنبول ولو في أرض بعيدة إن أمكن، ثانيًا استأذن من عبد الحميد فقال: لكن لم يتم قبوله وبدأ عهد جديد تحت المراقبة.
بعد الأحداث التي تسببت فيها اللجنة العثمانية للاتحاد والترقي في روميليا وضغوط الملكية الدستوريّة في (22) يوليو (1908)، أعيد سعيد باشا إلى واجب اليقظة، أصبح الوزير الأعظم الأول للملكية الدستوريّة، استقال في (4) أغسطس، عندما واجه معارضة لجنة الاتحاد والتقدم في بيئة مضطربة للغاية.
في هذه الأثناء، أعيد فتح مكلس عين وتم إحضار سعيد باشا إلى مكتب حيان في (19) ديسمبر، كما عمل باشا، الذي استمر في هذا الواجب خلال الحدث الواحد والثلاثين مارت، معًا لأكثر من ثلاثين عامًا، كما ترأس مجلس الأمّة الذي اتخذ القرار في وضع السلطان عبد الحميد وفُسّر هذا الوضع على أنّه عديم الولاء.
عندما أعطت إيطاليا إنذارًا نهائيًا للباب العالي وأبلغت أنّها ستنزل قوات في طرابلس، استقال الوزير الأعظم اليائس إبراهيم حقي باشا وأعطيت مهمّة تشكيل الحكومة الجديدة إلى سعيد باشا في (30) سبتمبر (1911)، على الرّغم من أنّ سعيد باشا شكل حكومة جيدة، إلّا أنّه لم يحصل على أيّ نتيجة في قضية طرابلس.
في غضون ذلك، اعتبرت المعارضة في البرلمان أن الحكومة وحزب الاتحاد والتقدم مسؤولان عن الحرب، رؤية مستقبلهم السياسي في خطر، أراد النقابيون حل الجمعيّة، لهذا، كان لا بد من تغيير المادة (35) من الدستور، قدم سعيد باشا استقالته في (30) ديسمبر (1911) بعد إشاعات عن أنّ الذين انزعجوا من الموقف أنّ فكرة حل البرلمان جاءت منه بالفعل.
في اليوم التالي كلّف بمهمة تشكيل الحكومة مرة أخرى، فبدأ نائبه التاسع، لكن الخلافات في مجلس النواب كانت مستمرة وظلّت قضية حل المجلس بتعديل المادة (35) التي اقترحها النقابيّون على جدول الأعمال لكن لم يتم التوصل إلى نتيجة.
في النهاية، لم يستطع مكليس عين أن يتحمل الضغط أكثر من ذلك واضطر لاتخاذ قرار بشأن حل الجمعيّة، لم يلعب سعيد باشا دورًا مهمًا في ذلك، لكنّه تعرّض لانتقادات خطيرة لأنّ حكومته كانت تتكون أساسًا من الوحدويين، جرت انتخابات عام (1912)، التي عُرفت في التاريخ باسم “انتخابات بالعصي”، في ظل هذه الظروف وتحت إشراف الوزير الأكبر سعيد باشا.
نهاية محمد سعيد باشا الأصغر:
الباشا الذي لم يكن بإمكانه سوى مراقبة الضغوط السياسية لأتباع الوحدويّين، استقال في (16) يوليو (1912)، وانتهت حياته السياسيّة بعد هذا التاريخ، على الرّغم من تعيينه رئيسًا لدولة râ-yi في (31) يناير (1913) ورأسًا لحيان في (12) يونيو (1913)، إلّا أنّه لم يتمكن من أداء أي نشاط مهم، توفي في (29) فبراير (1914) ودُفن تحت شجرة الطائرة أمام باب الخروج من المقبرة في أيوب.
كان سعيد باشا، الذي كان في إدارة الدولة في أكثر الأوقات اضطراباً، يتمتع بذكاء مشرق وذاكرة قويّة، إنّه أحد الأشخاص النادرين الذين يمكنهم فعلاً خدمة الدولة لمدّة نصف قرن، لكنّه كان شديد الحذر والخداع في قراراته وأفكاره.
مع هذه الميزة، يشبه السلطان عبد الحميد، يجب أن يرتبط إعدامه مرات عديدة بهذا الانسجام بين الاثنين، كان الباشا، الذي كان مقتصدًا جدًا في حياته الخاصة، مغرمًا جدًا بأسرته، إلى جانب كونه رجل دولة، كان مثقفًا، كتب أفكاره أثناء وجوده في منصبه.
من الممكن رؤيته في الكتب التي كتبها أثناء الحكم الملكي الدستوري، قدم أفكاره في كل موضوع، عبد الحميد ومحمد سعيد باشا، لقد كان ألمع شخصية في العصر الدستوري، لقد قدم مساهمات كبيرة في التعليم التركي بآرائه وممارساته في تطوير التعليم.
إنّ لجوء سعيد باشا إلى السفارة البريطانيّة متوهمًا أن حياته كانت في خطر، هو مثال على الموقف المؤلم الذي وقع فيه بعض رجال الدولة العثمانيّين الراحلين، من الواضح أنّ خصمه كميل باشا مثله لجأ إلى السفير الفرنسي، وأنّ مرض ضعف الشخصية لبعض الطلبات الذي شغل منصب نائب الملك طغى على صفاته السياسيّة.