اقرأ في هذا المقال
استجابات كابحة للتفكير للطلبة الموهوبين والمتفوقين:
1- الانتقاد وغيره من الكوابح:
عندما يوافق المعلم لفكرة قام الطالب أو عمل على طرحها وذكر الطالب ألفاظ سلبية مثل ضعيف، خطأ، غير صحيح، فإنه يقوم بذلك بحد لاستمرار تفكير الطالب فيما طلب منه، وقد تأخذ تعليقات المعلم طابعاً تهكمياً أو ساخراً مثل من أين أتيت بهذه الفكرة السخيفة؟ وإن هذا السلوك من جانب المعلم من شأنه تعزيز مشاعر عدم الثقة بالنفس عند الطلبة بالإضافة إلى كبح عملية التفكير.
2- المديح:
يكون المديح من خلال التعزيز اللفظي للطلبة الذين يحسنون الإجابة أو يؤدون المهمات على الوجه الذي يرضي المعلم، سلوك يمارسة المعلمون دون تمييز، ويعدونه سلوكاً إيجابياً لا يجوز التخلي عنه في التعليم الصفي، وربما تصل درجة الإقناع به لدى معظم المعلمين إلى مستوى المسلمات، وهناك من يبالغ في استخدامه ولا سيما أولئك الذين يدافعون عن النظرية السلوكية إلى الحد الذي يفقده أية قيمة حقيقية.
ومع أن المعلم يقصد الخير لطلبته عندما يمدحهم باستخدام ألفاظ مثل ممتاز عظيم رائع أحسنت، إلا إنه يجب أن يتنبه إلى تفسير الطلبة لألفاظ المديح والذي ربما يكون أكثر أهمية من النوايا الطيبة للمعلم في تحديد الآثار المترتبة على هذا السلوك، ومن الطريف أن الدراسات حول الموضوع أشارت إلى وجود تأثيرات سلبية للمديح في أغلب الأحيان.
ومن أبرز التأثيرات السلبية المترتبة على استخدام المديح ما يأتي من تدني مستوى المثابرة والتحصيل الدافعية والاهتمام والضبط الداخلي لدى الطلبة؛ لأن المديح لا يعمل على تهيئة المناخ الصفي ولا يشجع على التجريب والمحاولة والتأمل من قبل الطلبة الذين يتفادون المخاطرة وبالتالي عدم وقوع فريسة لتعليقات المعلم إن لم توافق إجاباتهم رغبات المعلم، هذا بالإضافة إلى أن هناك حاجة لأن يثمن الطلبة عملية التعلم لذاتها من دون انتظار للثواب أو التعزيز الخارجي.
وأيضاً تنمية حالة من الاتكالية وترسيخها تجعل الطلبة يقيمون أنفسهم بالاعتماد على الآخرين بدلاً من الاعتماد على أنفسهم، وتحديد نسبة مشاركة الطلبة بشكل فعال ومناسب؛ لأن المعلم عندما يمدح إجابة ما فإنه يلغي من الناحية العملية بقية الطلبة من مناقشة هذه الإجابة أو طرح أي إجابات أخرى، خلخلة التركيب الاجتماعي للصف نتيجة ظهور عدد من الطلبة كنجوم يجذبون بقية الطلبة للعمل معهم، وقد وجد أن الطلبة يكونون أكثر انسجاماً في الصفوف التي يمتنع فيها المعلمون عن المديح.
وعلى أي حال فقد يكون المديح عاملاً معيناً على التعلم في حالات وجود طلبة يغلب عليهم التردد والاعتمادية ونقص الدافعية الذاتية للتعلم، ويفيد هؤلاء الطلبة من المديح ولا سيما في البداية أو عند مواجهة مهمات تعلم صعبة، ولكن المعلم مطالب بالتقليل التدريجي لاستخدام المديح مع هذه الفئة من الطلبة مع تزايد مستوى ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم على إتقان المهارات التعليمية.
كما يمكن أن يكون المديح ملائماً للأطفال في المراحل المبكرة لنموهم الأخلاقي، وذلك لأنهم يفهمون الصواب والخطأ من خلال اقترانهما بالثواب والعقاب الذي يمارسه معهم الراشدون، وغيرهم من رموز السلطة في بيئتهم وفي بعض الحالات قد يكون المديح متضمناً في ردود المعلم على استجابات الطلبة للمهمات المعرفية الدنيا التي تتطلب التذكر أو الاستدعاء وذلك كان يستجيب المعلم باستخدامه كلمات مثل لا صحيح نعم.
ما هي مستويات التقبل للطلبة الموهوبين والمتفوقين؟
1- التقبل السلبي:
بالتقبل السلبي يعني ببساطة إشعار الطلبة بأن ما قاله قد تم سماعه دون إبداء أي تعليق، وهذا النوع من التقبل على صورتين أن يتلقى المعلم إجابة الطالب بالصمت وهز الرأس وغيرها أوكتابة ما قاله الطالب دون أي تغيير على السبورة، وأن يستقبل المعلم إجابة الطالب أو مداخلته بما هو أشبة بالصمت كأن يهمهم أو يقول هذا أحد الاحتمالات أو ربما أو أفهم ما تقول.
2- التقبل النشط:
يقوم المعلم بعد أن يكمل الطالب كلامه بإعادة صياغة أو ترجمة أو تلخيص إجابة الطالب مع المحافظة على المعنى الذي قصدة ويلجأ المعلم إلى هذا النوع من التقبل عندما يريد أن يضيف أو يقارن أو يعطي مثالاً على ما قاله الطالب بهدف إغناء الإجابة وتوضيحها.
ولهذا يحمل التقبل النشط معنى أكثر أهمية لكل من المعلم والطالب معاً مقارنة بما هو عليه الحال بالنسبة للتقبل السلبي، فبالإضافة إلى الإشارة يأن مضمون الرسالة أو الإجابة قد وصل كما يفيد التقبل السلبي هناك أيضاً إشارة إلى أن المعلم قد فهم الرسالة.