الأهداف النمائية لمهارات القراءة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية

اقرأ في هذا المقال


توصف مهارات القراءة بأنها مهارات تراكمية وتسلسلية، وهذا يفترض إتقان المهارات والتقدّم. ويجب أن يعكس زيادة المفردات المنظورة والمرنة أكثر في قراءة الكلمات، بالإضافة إلى ممارسة عادات فهم قرائية أكثر استقلالية وأكثر نضجاً.

مهارات القراءة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية

تعلم القراءة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية يشكل تحديًا فريدًا، حيث يعتمد هؤلاء الأطفال بشكل رئيسي على حواسهم الأخرى مثل الرؤية واللمس بدلاً من السمع. ورغم هذه التحديات، يمكن تطوير مهارات القراءة لديهم باستخدام استراتيجيات تعليمية فعالة وأساليب تقنية مبتكرة تراعي احتياجاتهم الخاصة. فيما يلي سنلقي الضوء على أهم المهارات التي يجب تنميتها لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية لتطوير قدرتهم على القراءة، والطرق التي يمكن من خلالها تحقيق هذا الهدف.

1. التعرف على الرموز المرئية والكلمات المكتوبة

يعد التعرف على الرموز المرئية والكلمات المكتوبة المهارة الأولى التي يجب تطويرها لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية. نظرًا لصعوبة أو استحالة سماع الأصوات لديهم، يصبح الاعتماد على النصوص المكتوبة والصور جزءًا أساسيًا من عملية التعلم.

أ. استخدام الصور التوضيحية: يمكن استخدام الصور التوضيحية لمساعدة الأطفال على ربط الكلمات بالأشياء والأنشطة التي يرونها. هذه الطريقة تسهل على الطفل التعرف على المفردات الجديدة وتحديد معاني الكلمات.

ب. تعليم الحروف الأبجدية: يجب تعليم الأطفال الحروف الأبجدية بشكل مرئي من خلال استخدام البطاقات التعليمية أو الكتب المصورة التي تتيح لهم التعرف على الحروف وأشكالها وكيفية كتابتها.

2. الفهم القرائي والتعرف على السياق

الفهم القرائي يتطلب من الطفل القدرة على استيعاب النصوص وربطها بالسياق. الأطفال ذوو الإعاقة السمعية يعتمدون على الربط بين النصوص المكتوبة والمرئية لفهم المعاني.

أ. استخدام الجمل البسيطة والمألوفة: من المهم أن يتم تقديم نصوص وجمل بسيطة في البداية، تتعلق بحياة الطفل اليومية وتكون مألوفة لديه. هذا يساعد الطفل على الربط بين الكلمات والسياق الذي يتعرف عليه في حياته اليومية.

ب. التمثيل البصري للقصص: يمكن استخدام التمثيل البصري للقصص من خلال الصور أو الفيديوهات المصحوبة بترجمة بلغة الإشارة، مما يساعد الطفل على فهم القصة بشكل أكبر ويعزز من قدرته على الاستيعاب.

3. تطوير المفردات اللغوية

تنمية المفردات لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية أمر بالغ الأهمية، حيث يحتاجون إلى تعلم مجموعة واسعة من الكلمات لفهم النصوص والمحادثات المكتوبة.

أ. استخدام التطبيقات التفاعلية: هناك العديد من التطبيقات التفاعلية المصممة خصيصًا لتعليم المفردات للأطفال ذوي الإعاقة السمعية. هذه التطبيقات تعتمد على تقديم الكلمات مع صور توضيحية أو رسوم متحركة تساعد الطفل على استيعاب معنى الكلمات.

ب. التعلم من خلال الأنشطة اليومية: يمكن تعزيز مفردات الطفل من خلال الأنشطة اليومية التي يقوم بها. على سبيل المثال، يمكن للأهل توضيح الكلمات التي تتعلق بالأشياء التي يستخدمها الطفل يوميًا، مثل الطعام أو الملابس، مع توضيح النصوص المرتبطة بها.

4. استخدام لغة الإشارة في تعليم القراءة

تعليم القراءة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية يمكن أن يكون أكثر فعالية عند دمج لغة الإشارة مع تعليم الكلمات المكتوبة. لغة الإشارة تساعد الأطفال على استيعاب المفردات وفهم معاني النصوص بشكل أعمق.

أ. الدمج بين الإشارات والنصوص المكتوبة: يمكن تعليم الطفل كلمة جديدة من خلال الإشارة المناسبة لها، ثم كتابة الكلمة المكتوبة بجانبها. هذا الدمج يساعد الطفل على الربط بين الإشارة المكتوبة والإشارة المرئية.

ب. استخدام القصص المصورة بلغة الإشارة: توفر القصص المصورة التي تحتوي على ترجمة بلغة الإشارة للأطفال وسيلة فعالة لفهم النصوص، حيث يمكن للطفل متابعة القصة بلغة الإشارة والتعرف على الكلمات المكتوبة في الوقت نفسه.

5. التقنيات التكنولوجية المساعدة

أصبحت التكنولوجيا المساعدة تلعب دورًا كبيرًا في تعليم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية. الأدوات مثل اللوحات الذكية، والتطبيقات التفاعلية، والفيديوهات المصحوبة بترجمة بلغة الإشارة، تسهم في تحسين مهارات القراءة لديهم.

أ. الكتب الإلكترونية التفاعلية: الكتب الإلكترونية التفاعلية تحتوي على رسومات، أصوات، وحتى إشارات تساعد الطفل على التعرف على الكلمات وفهم النصوص. هذه الكتب تتيح للأطفال تجربة قراءة تفاعلية وشاملة.

ب. التعلم عبر الفيديوهات المصحوبة بترجمة: يمكن استخدام فيديوهات تعليمية تحتوي على ترجمة أو إشارات مرئية لمساعدة الأطفال على تعلم النصوص المكتوبة وفهمها بطريقة ممتعة وسهلة.

6. التقييم المستمر والتغذية الراجعة

من المهم تقديم التقييم المستمر للأطفال ذوي الإعاقة السمعية لتحديد مدى تقدمهم في تعلم القراءة. التقييم يساعد على تحديد نقاط القوة والضعف، وبالتالي يمكن تعديل الخطط التعليمية بما يتناسب مع احتياجات الطفل.

أ. التقييم الفردي: يجب أن يتم التقييم بشكل فردي لكل طفل، حيث يتم تقييم مستوى الفهم القرائي والمفردات اللغوية وقدرته على القراءة.

ب. التغذية الراجعة الإيجابية: التغذية الراجعة الإيجابية تعزز من ثقة الطفل بنفسه وتحفزه على الاستمرار في تعلم القراءة. يمكن تقديم التشجيع والمكافآت البسيطة عندما يحقق الطفل تقدمًا في مهاراته القرائية.

7. دور الأهل في دعم تطوير مهارات القراءة

الأهل يلعبون دورًا حيويًا في تعزيز تعلم القراءة لدى أطفالهم. يمكنهم المشاركة في تعليم الأطفال من خلال قراءة الكتب معهم واستخدام الأنشطة المنزلية لتحفيز مهارات القراءة.

أ. تشجيع القراءة اليومية: يجب تشجيع الأطفال على القراءة اليومية حتى لو كانت النصوص بسيطة. هذا يساعد في تطوير مهارات القراءة بشكل مستمر.

ب. التفاعل مع الطفل أثناء القراءة: يمكن للأهل التفاعل مع الطفل أثناء قراءة الكتب المصورة، وطرح أسئلة عن الشخصيات أو الصور لتحفيز الطفل على الفهم والاستيعاب.

تعليم القراءة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية يتطلب استراتيجيات خاصة وأدوات تقنية تساعدهم على تجاوز التحديات التي يواجهونها. من خلال استخدام الرموز المرئية، التكنولوجيا المساعدة، لغة الإشارة، والدعم المستمر من الأهل والمعلمين، يمكن تعزيز مهارات القراءة لديهم وجعلها جزءًا من حياتهم اليومية. بهذه الطريقة، يمكن للأطفال ذوي الإعاقة السمعية تحقيق تقدم كبير في تعلم القراءة، مما يفتح لهم أبوابًا أوسع للمعرفة والتفاعل مع العالم من حولهم.

الأهداف النمائية لمهارات القراءة للأطفال ذوي الإعاقة السمعية

  • مرحلة ما قبل المدرسة: تتضمَّن هذه المرحلة الجلوس في جلسات إخبار القصص وتذكر تسلسل القصة، كذلك تمييز بصري جيد لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية، فتهدف هذه المرحلة إلى إثاره اللغة الفمية والاستعداد القرائي للأطفال.
  • المرحلة الأساسية: تتضمَّن هذه المرحلة الاستمتاع بجلسات إخبار القصص، كذلك التعرّف على الكلمات غير المألوفة وفهم الوسائل البسيطة باللغة المعروفة لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية، فتهدف هذه المرحلة إلى التعرّف إلى الكلمات وقراءة أشباه الجمل والجمل التي يعرفها الطفل.
  • المرحلة المتوسطة: تتضمَّن هذه المرحلة زيادة سريعة في المفردات المنظورة، كذلك تفحّص الكلمات غير المألوفة بدقة وقراءة أفكار وليس كلمات، بالإضافة إلى الإجابة على أسئلة النص القرائي لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية، فتهدف هذه المرحلة إلى القراءة في وحدات أكبر، قراءة وسائل متنوعة لأهداف مختلفة، القراءة المستقلة للأطفال.
  • المرحلة المتقدمة: تتضمَّن هذه المرحلة تحمّل المسؤولية في تعلّم مفردات جديدة، كذلك قراءة وفهم الاختلافات بين أنواع الوسائل المختلفة ومعرفة تنظيم المحتوى والمراجع المتنوعة لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية، فتهدف هذه المرحلة إلى القراءة الوظيفية ومهارات الدراسة والقراءة الناقدة للطفل.

شارك المقالة: