المناهج الإثرائية للطلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الإثراء:

يقصد بالإثراء التربوي (Educational Enrichment) إضافة أو إدخال التعديل الازم والضروري على المناهج المقررة للطلبة العاديين، بما يتناسب مع احتياجات ومتطلبات الطالب الموهوب والمتفوق في عدة أنظمة منها الأنظمة الحس حركية والأنظمة المعرفية والأنظمة الإبداعية والأنظمة الانفعالية.

وقد تكون التعديلات أو الإضافات على شكل إضافة مواد دراسية غير محسوبة للطلبة العاديين، أو عن طريق زيادة درجة الصعوبة في المواد الدراسية التقليدية، أو الخوض في مادة أو أكثر من هذه المواد الدراسية.

وبمعنى آخر يمكن تلخيص مصطلح الإثراء التربوي (Educational Enrichment) على طرائق تعديل أو إضافات على محتوى المناهج أو طرائق التعليم أو مخرجات التعلم، ومن دون أن يؤدي ذلك على اختصار الوقت المطلوب واللازم عادةً لإكمال من مرحلة دراسية أو انتقال الطلبة المستهدفين من صف إلى صف أعلى منه.

متى يكون الإثراء فعال للطلبة الموهوبين والمتفوقين؟

حتى يكون الإثراء التربوي (Educational Enrichment) فعال وذي جدوى لا بد أن يتم مراعاه التخطيط والتطبيق لمجموعة من السمات أهمها، ميول الطالب الموهوب والمتفوق واهتماماتهم الدراسية، والقدرات المالية للمدرسة، ومضمون المنهاج الدراسي الاعتيادي أو المخصص لعامة الطلبة، والوقت المحدد لتجميع الطلبة الموهوبين والمتفوقين، ومصادر المجتمع المتاحة.

وأيضاً كما يتم تأهيل المعلم أو المعلمين الذين يعملون ويدربون الطالب الموهوب والمتفوق، وأساليب التعلم التي يفضلها الطلبة، وطريقة تجميع الطلبة الذين يستهدفهم برنامج الإثراء التربوي، وآفاق البرنامج الإثرائي وتتالي مكوناته وترابطها، وإن نقطة الفصل بين برنامج إثرائي حقيقي وآخر مجرد إشغال الطلبة بمهمات مماثلة لا يبدو في كثير من الأحيان واضحاً حتى لأولئك المشاركين على تنظيم البرنامج الإثرائي، ولذلك يجب التمييز بين ما يمكن تسميته برنامجاً إثراثياً ومشروعاً إثرائياً.

وهناك العديد من المدارس التي تقوم بتقديم مشروعات إثرائية لا تعتبر سوى أن تكون على طريقة تجارب تعليمية متفرقة مفتقرة إلى العمق، ووضوح الأهداف والترابط وعادة ما تكون عرضة للتوقف عند حدوث تغييرات في الجهاز التعليمي أو الإداري أو عن نقص المخصصات المالية.

حيث أن هذه المشروعات التي لا تشكل مكوناً أساسياً من مكونات مناهج المواد الدراسية المختلفة، وتجدر الإشارة إلى أن معظم ما يقدم تحت مظلة الإثراء ما هو سوى مشروعات مجرأة تأخذ طرقاً ومسارات متعددة، ولم تكن منذ البداية تستهدف فئة الطلبة الموهوبين والمتفوقين.

كما يمكن أن يقتصر الإثراء التربوي (Educational Enrichment) على مادة أو موضوع دراسية دون غيره أو على مستوى دراسي دون غيره، بمعنى أو مما يعنى أنها لا تتصف أو تتسم بالتتابع ووضوح الرؤية والنهج الشمولي، وبغض النظر عن الأمثلة على المشروعات الإثرائية التي ترد في المراجع المتخصصة نجد ما يأتي والنوادي الفنية والمدرسية والعلمية والأدبية، وبرامج تبادل الطلبة الموهوبين والمتفوقين.

و أيضاً مشاريع الخدمة المحلية والمجتمعية، و الدراسية الفردية ومشاريع البحثية، وورشات العمل التدريبية والندوات، وبرامج التلمذة والتدريب المهني الميداني وبرامج التربية القيادية أو نوع مرتب أو رسمي من المناقشات، وأنشطة المسرح والدراما والموسيقی وقاعات المصادر وورشات العمل المحضرة لتسهيل التعلم وممارسة الهوايات.

وكذلك المنافسات العلمية والثقافية، والمعارض الفنية والعلمية ودراسة اللغات الأجنبية، ودراسة مقررات ودورات لتنمية التفكير والإبداع وبرامج التعليم المحوسبة والمخيمات الصيفية.

المنهاج الإثرائي للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

يعتبر المنهاج من المضامين الأساسية والرئيسية لبرنامج الإثرائي لتعليم الطالب الموهوب والمتفوق، وتم وضع الخبراء في المرتبة الثاني بعد المعلم في قائمة العوامل التي تؤثر في نجاح برامج تعليم الطالب الموهوب والمتفوق (1981,Renzulli).

يرتبط مبرر وجود هذه البرامج بطريقة أساسية بعدم قدرة المنهاج العام على تلبية احتياجات ومتطلبات الطالب الموهوب والمتفوق وتحديد قدراتهم، وبالتالي فهم بحاجة إلى منهاج متمایز (Differentiated) أو مقررات دراسية متطورة أو دورات متطورة أو متقدمة تتجاوز حدود ما يقدمه المنهاج العام لأقرانهم (1989,Basha).

أي أن الحاجة لبرامج تعليم الطالب الموهوب والمتفوق وتعتمد بشكل أساسي على حاجتهم  إلى مناهج متمايزة مناسبة لهم، ولا يعني هذا الترابط الجوهري بين البرنامج والمنهاج المتمايز أن البرامج الموجودة في العديد من البلدان يمتلك بالضرورة مناهج متمايزة حقيقية.

وهناك أسئلة كثيرة لا بد من الإجابة عنها حتى يمكن التعرف على شروط المنهاج المتمایز ومتطلباته، ويعرف المنهاج بأنه سلسلة منظمة من النتاجات التعلمية، هو عملية يتم من خلالها إعادة بناء المعرفة وممارستها وتقدمها بشكل أو بصورة منظمة تكون تحت رعاية المدارس أو الجامعات ليحظى المتعلم من الطلبة الموهوبين والمتفوقين من زيادة سيطرته عليها (1989 ,Borland).

أما تعريف منهاج  البرنامج التعليم للموهوب والمتفوق فهوا خارج عن المألوف في تعريفه عن حدود إطار المنهاج العام ليشمل مجموعة من السمات والشروط التي تجعله منهاجاً متمایزاً يمكن الدفاع عنه.

خصائص المنهاج الإثرائي للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

1- يكون المنهاج الإثرائي مكمل ويمثل امتداد مدروس للمنهاج العام الذي يعد نقطة الأساس التمايزة للطالب الموهوب والمتفوق.

2- حيث أن المنهاج الإثرائي يحدد القدرات والامكانات التي يجب أن يتعلمها الطالب الموهوب والمتفوق الذي يلتحق بالبرنامج الإثرائي، ولا يتيح لهم تعلمها بدراسة المنهاج العام مع العديد من الطلبة، وأيضاً لتوضيح العلاقة بين المنهاج الإثرائي والتداخل بين منهاج الطلبة الموهوبين والمتفوقين ومنهاج الطلبة العاديين.

3- أن يتمحور البرنامج الإثرائي على مهارات التفكير العليا في الذاكرة وآلية التعلم من خلال مضمون ذي قيمة يتم اختياره بشكل مفصل أو بعناية كبيرة.

4- إن البرنامج الإثرائي يتكون من أنشطة ومشاريع للدراسة الحرة، حيث يقوم بها الطالب تحت إشراف وتنمية من معلميه لتوسيع دائرة التعرف على الطالب الموهوب والمتفوق ومنحه مهارات البحث وطرائقه.

5- أن يتم إشراك المعلمون في إنجاز البرنامج الإثرائي؛ لأن المعلمون هم الذين سيعملون على تنفيذ البرنامج وتقييمه؛ ولأن المعلمون يمتلكون القدرة على تحديد حاجات الطالب الموهوب والمتفوق في الجانب المعرفي على وجه التحديد، و أن يتم إنجاز مبدأ الشمولية عن طريق تقديم خبرات إثرائية وتسريعية لتناسب احتياجات الطلبة وقدراتهم وإمكاناتهم.

6- أن يتسم البرنامج الإثرائي بالمرونة في تحديد آفاقه وتسلسل موادهم التعليمية أو خبراته وفق احتياجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين في كل مرحلة دراسية.

7- يحقق البرنامج الإثرائي خبرات تعمل على الترابط بين المجالات الدراسية المتعددة.

8- أن يحقق البرنامج الإثرائي ترابطاً وتماسكاً بين الأهداف أو الجوانب العاطفية وجوانب المعرفة والجوانب الوجدانية.

9- أن يرتب المنهاج الإثرائي على المعارف والنشاطات من خلال الطرق التي تعمل على عمل أشكال خاصة في التعليم  واستخدام  استراتيجيات طرق وأشكال مختلفة.


شارك المقالة: