النظرية المعرفية في الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


العلاقات الاجتماعية في مختلف النظم الاجتماعية، يستحيل أن تفسر إلاّ في داخل عملية التفاعل والتبادل بين المواطنين الذين يكونون هذا النظام الاجتماعي. وذلك من خلال دراسة الطرق العقلية والمعرفية التي تسيطر على تفكير هؤلاء المواطنين، وتنظم سلوكاتهم وعلاقاتهم داخل البنية الاجتماعية التي تتكون منها ثقافتهم.

ما المقصود بالنظرية المعرفية في الأنثروبولوجيا؟

تعتبر النظرية المعرفية ذات صلة كبيرة بالدراسات الأنثروبولوجية، وهي من النظريات التي ساعدت في تحليل ظواهر التعلم، وتستند على التركيز بالمبادئ المعرفية، مثل: الفهم والاستيعاب وتنظيم المعلومات، كما وتركز على العمليات العقلية المعرفية، وبالمناهج المعرفية، ومن مهام النظرية المعرفية أنّ تحلل ظاهرة التعلم في ضمن العلاقة بين المثير والاستجابة التي تستند على الاختلاف الحاد وتسهيل مخل لما تحتوي عليه النفس البشرية من معلومات معرفية وفكرية ووجدانية، وتعطي هذه النظرية تحليلات مفهومة ومقنعة للكثير من القضايا والظواهر المتعلقة بالتعلّم البشري.

وقد قدم هذا الفكر المعرفي مصطلحاً جديداً للأنثروبولوجيا وبنيتها الفكرية والمعرفية، فالبنية المعرفية لأي مجتمع من المجتمعات، تحتفظ بصور عامة وقواعد رئيسية وثابتة، ومع ذلك فأنها لاتخلو من بعض التناقضات والأمور الدقيقة من جيل إلى جيل آخر، لا بل من مجموعة اجتماعية إلى مجموعة ثانية، وفي الحقبة الزمنية الواحدة. ويقصد بهذا أن لكلّ مجتمع، منهجه المعرفي المختلف عن المجتمعات الثانية وعن العالم.

علاقة النظرية المعرفية في الدراسات الأنثروبولوجية:

تتضخ النظرية المعرفية في الدراسات الأنثروبولوجية عن طريق مدرستين أساسيتين هما:

  • المدرسة البنائية: تقوم هذه المدرسة على التمييز بين الشكل والمضمون، بحيث تنبع أصالتها من خلال تصورها للتفاعل بين المعرفة والظواهر. وترى أن المجتمع قواعد بنائية لا تصرفات، أي أنّه يصنع فكراً معقولاً على أساس يرد الإنسان والزمر الاجتماعية إلى وظيفة معينة، أي على أساس البنية المعرفية للإنسان لا على العلامات الشخصية التي كانوا يعتقدونها.
  • المدرسة الأثنوجرافية الجديدة: تعتمد هذه النظرية إلى ما نتج عن علم اللغة، والعلاقة المترابطة بين علم اللغة والإثنولوجيا، وذلك بهدف الاستفادة من هذين العلمين في أنتاج منهج شامل للدراسات في العلوم الاجتماعية. وهو علم الأنثروبولوجيا اللغوية، والذي يركز على دراسة اللغّة في داخل نظامها الاجتماعي. وبناءاً على هذا المفهوم، بدأ الأنثروبولوجيون اللغويون يركزون على تطوير المدخل اللغوي في دراسة المجتمع، بحيث تهدف دراساته عن نشأة اللغة وخطوات تطورها، إلى بحوث دراسية جديدة عن تطوير الأسس الاجتماعية والمعرفية، التي تعتمد عليها الحياة البشرية الحاضرة والمستقبلية.

شارك المقالة: