طريقة خدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


تعريف طريقة خدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية:

هي طريقة تتميز بالجانب العلمي والعملي والمهاري والمؤسسي، يقوم بممارستها أخصائيون اجتماعيون مع الأفراد وأسرهم في نواحي متعددة، والعمل على مساعدتهم لاستثمار وتطوير مهاراتهم ومقدرتهم  الذاتية والبيئية؛ لتطوير أدائهم وتحسينه في أدوارهم الاجتماعية، ودعم الاستقرار لديهم مع الأوضاع البيئية ضمن ثقافة المجتمع السائدة.

نشأة خدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية:

يعود الفضل في نشأة طريقة خدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية لماري ريتشموند عام 1917. وقد دخلت خدمة الفرد في المجالات التعليمية في أوائل الخمسينيات باعتبارها حق لكل مواطن على حد سواء.

خصائص خدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية:

1- تتعامل هذه الطريقة مع الأفراد أو الأسرة، وتهدف إلى المساعدة على التصدي للمواقف الصعبة، حيث قد يواجه الفرد أو الأسرة عقبات تعوق أدائهم للوظيفة الاجتماعية في حياتهم.

2- ممارسة هذه الطريقة تكون في مؤسسات مخصصة، حسب هدفها وطبيعة الخدمات التي تقدمها ونوعية العملاء التي تتعامل معهم.

3- تركز خدمة الفرد كعملية على مجموعة من الإجراءات المرتبة، حيث إنها تبدأ منذ استقبال العميل صاحب المشكلة ثم الدراسة والتقييم والتدخل المهني الملائم.

4- ترتكز خدمة الفرد على مجموعة قواعد بشكل علمي مستمدة من العلوم الإنسانية والاجتماعية ومستمدة من التطبيقات الميدانية والتجارب المتعددة.

5- غاية خدمة الفرد هي إنجاز أهداف سواء كانت بالشكل الوقائي أو العلاجي أو التطوري، فهي تهدف إلى تعديل سلوك الأشخاص ونظرياتهم وهذا التعديل قد يكون متكامل.

6- يكون لخدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية مجموعة من المعايير الإنسانية، وعلى رأسها قيمة الإنسان والفروق الفردية لكل إنسان، والحق في حياه ملائمة، كذلك الإيمان بأن للإنسان قدرات وطاقات تقدر على العمل والإنتاج وكذلك تحمل المسؤولية.

7- خدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية تركز على أن مشكلة العميل ناتجة عن اندماج السمات الشخصية لدى العميل مع البيئة المحيطة له.

8- خدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية تعتمد في التعامل مع العميل على الخبرة التي يحصل عليها الممارس العام للخدمة الاجتماعية من خلال الاستعداد العلمي والعملي.

أهدف طريقة خدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية:

تهدف طريقة خدمة الفرد إلى إنجاز هدف عام والمتمثل في إيجاد حل للمشاكل التي يواجهها الأشخاص بكافة أنواعها عن طريق تطوير قدراتهم؛ لكي يستطيعوا أداء وظائفهم الاجتماعية وبعد ذلك يتحقق لهم القدر الأكبر من السعادة والرضا.

وعن طريق هذا الهدف يتم إنجاز مجموعة من الأهداف المتفرعة التي يمكن تحديدها فيما يلي:

1- تعديل سلوك الفرد واتجاهاته بتدعيم مناطق القوة في شخصياتهم أو تزويدهم بقدرات جديدة.

2- من الممكن أن يكون التعديل في السلوك متكامل أو بشكل جزئي، وفقاً لفردية كل مشكلة وحسب الموارد والإمكانيات المتوفرة.

3- تحسين المواقف الاجتماعية المحيطة ببيئة العميل وقد يكون التحسين كلي أو جزئي وفق طبيعة المشكلة وإمكانيات المؤسسة.

4- الابتعاد عن المزيد من السوء في حالة العميل خصوصاً إذا كان صعباً على الأخصائي الاجتماعي تحقيق أي تعديل في أي من صفات العميل الشخصية أو في الظروف المحيطة به.

نظريات خدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية:

نظرية الدور:

إن الهدف العام من نظرية الدور هو إكساب العميل القدرة على القيام بأدواره المختلفة، عن طريق مستوى أداء يتوافق مع القيم والمعايير الموجودة في المجتمع، وإبعاد أي عوائق يمكن أن تقف أمام عمليات الأداء.

نظرية الدور لها دور كبير في عمليات الدراسة والتشخيص والعلاج، وهي كذلك مفيدة في معرفة حالات الفشل في إنجاز الدور.

2- نظرية التحليل النفسي:

التحليل النفسي مفيد بشكل كبير كوسيلة علاج في خدمة الفرد، وذلك من حيث اهتمامه بعلاج الأسباب الكامنة وراء المشكلات والاضطرابات.

ومن الممكن تعيين بعض المصطلحات التي تتصف بالتأثير المباشر والأساسي في نظرية التحليل في خدمة الفرد وهي:

أ- التفسير.

ب- التحويل.

ج- التحويل العكسي.

د- المقاومة.

3- النظرية السلوكية:

تؤمن هذه النظرية بأن التعلم هو عملية مركزية بشكل عام ويكون في نمو الشخصية وسلوكها، وأن البحث العلمي المنتظم هو الطريقة لدراسة وتحليل الشخصية.

4- نظرية الذات:

تم تعيين خطوتين للعلاج في هذه النظرية وهما:

1- أن يقوم المريض بمعاودة الكشف عن ذاته الحقيقية وأن يتقبلها بدون أي ضغوط.

2- العمل على تطوير الذات بناءً على ما تملك من إمكانيات.

5- نظرية النظم العامة:

تقوم نظرية النظم العامة بالتركيز على أهمية أهداف النظام وغاياته؛ لأجل استيعاب طريقة إنجاز عملياته، فعندما يقوم الأخصائي الاجتماعي بالعمل مع الأسرة مثلاً فهو يقوم بمساعدتها على توجيه نفسها لإنجاز أهدافها. تتضمن نظرية النظم العامة على عدد من المفاهيم ومنها ما يلي:

1- الكُلّية.

2- الحماية والنمو.

3- الاتصال.

4- السببية.

5- الفرضية.

6- نظرية الازمة:

تعد من مداخل العلاج المهمة والتي تكون مفيدة في مساعدة الأفراد والجماعات على مواجهه المشاكل التي تواجههم، وتكون مفيدة للدارسين في استيعاب التطورات والأفعال والسلوك المتوقع من الناس الذين تواجههم مشكلات مفاجئة في حياتهم.

عناصر طريقة خدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية:

1- العميل:

هو الشخص الذي يحتاج إلى المساعدة وقد يطلق على الشخص العميل أيضاً اسم حالة.

2- أخصائي خدمة الفرد:

وهو الوسيط الذي يقوم باستثمار كافة المهارات لديه ويستثمر خبرته العملية والمعرفية في حل المشكلات في الحياه الاجتماعية. وهو الذي يقوم بدراسة الحالة أو العميل وتشخيصها واتباع الطرق العلاجية المناسبة لذلك.

3- المشكلة:

هي معوقات تجعل الشخص في جو من القلق وعدم الثقة بالنفس، وعقبات تمنع الفرد من التكيف مع كافة المتغيرات التي يمكن أن تواجهه.

4- المؤسسة:

هي المكان المنظم الذي يوفر حلول وطرق ووسائل علاج للحالات الاجتماعية المختلفة، التي تتعامل معها وتعمل على تهيئة الجو الملائم لمنح العميل التكيف والتفاعل مع المجتمع.

مبادئ خدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية:

1- التقبل.

2- حق تقرير المصير.

3- السرية.

4- التعبير عن المشاعر.

5- الفردية.

عمليات خدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية:

الدراسة:

دراسة حالة العميل تعمل على بيان الكثير من الأمور والمسائل التي تتصل بالمشكلة وطبيعتها للأخصائي الاجتماعي، بحيث يمكنه ذلك من الحصول على المعلومات ذات الارتباط بالفرد وأسرته والبيئة التي تحيط به.

التشخيص:

المهارات والخبرات التي يتمتع بها الأخصائي الاجتماعي لها دور هام في عملية التشخيص، بما يفيد تحليل ما تم الحصول عليه من معطيات الحالة للفرد، والتعامل مع المعطيات والدمج بين المواقف البيئية وبين الصفات الذاتية لشخصية العميل.

العلاج:

الهدف الأساسي من العلاج هو إنجاز تغير كامل في حياه العميل من النواحي النفسية والاجتماعية، أو في تغيير نظرياته وسلوكه ومعاييره السلبية غير المتوافقة مع المجتمع.

والعلاج يأتي في النهاية من عمليات خدمة الفرد في الخدمة الاجتماعية بعد استكمال مرحلة الدراسة والتشخيص لحالة العميل.

وطريقة خدمة الفرد في العادة تتوجه إلى اتباع العلاج السلوكي نتيجة ارتكاز هذا العلاج على منهج عملي دقيق وقوي.

العلاج السلوكي يرفع من إمكانية الخدمة الاجتماعية في التعامل مع عدد كبير من العملاء والمشاكل وتدعيم التعديل البيئي في خدمة الفرد.

يمكن الاستفادة من الوسائل السلوكية في تنمية خدمة الفرد في المجالات الوقائية وتقييم نتائج العمل مع الحالات للأفراد من خلال القياس القبلي وتقويم الكفاءة للعلاج نفسه.

1- العلاج الذاتي:

هذا العلاج محصور في العمليات التأثيرية التي تسعى إلى إنجاز تعديل بشكل موجب ويكون موجه نحو شخصية الفرد أو ذاته. مثل تدعيم الذات وتعديل الاستجابات وتعديل العادات.

2- العلاج البيئي:

يتضمن المجهودات والعمليات التي يتم توفيرها للأفراد، أو المواقف والمعايير التي تحيط بالعميل أو ما يطلق عليه توفير البيئة العلاجية.

ينقسم العلاج البيئي إلى قسمين هما:

أ‌- الخدمات المباشرة:

التي يتم تقديمها للعميل بشكل مباشر إما من خلال المؤسسات الاجتماعية، أو عن طريق الموارد المتوفرة في البيئة بما تحتويه من خدمات العون المالي أو المساعدة في التشغيل أو الخدمات الطبية وغيرها.

ب‌- الخدمات غير المباشرة:

وتتضمن الجهود التي تقدم لتحسين اتجاهات ونظريات الأشخاص الذين يحيطون بالعميل، وذلك بهدف تقليل الضغوط الخارجية عليه أو زيادة المساعدة المقدمة له بكفاءة عالية.

المصدر: عبدالفتاح عثمان، خدمة الفرد في المجتمع المعاصر 1977، مكتبة الأنجلو المصريةعلي حسين زيدان، 1996 خدمة الفرد الاتجاه النفسي الاجتماعي، مكتبة التجارة والتعاون للطباعة والنشر، القاهرة.فاطمة الحاروني، 1977 خدمة الفرد في محيط الخدمات الاجتماعية، الطبعة السابعة . مطبعة السعادة، القاهرةالممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية مع الجماعة والمؤسسة والمجتمع تأليف:حسين حسن سليمان، هشام سيد عبد المجيد، منى جمعة البحر دار النشرالمؤسسة الجامعية للدراسات والنشر


شارك المقالة: