اقرأ في هذا المقال
حكم الإمبراطور قسطنطين إمبراطورية اليونان، والذي حكمها من عام 306 إلى عام 337 ميلادي، وقد كان أبوه إمبراطر الرومان، وأمه الإمبراطورة هيلانة.
شخصية الإمبراطور قسطنطين:
كان قسطنطين فارع الطول ومهيب الطلعة وحسن السيرة، وقد احتفظ منذ طفولته حتى آخر أيامه بقوته وصحته، وذلك بسبب ما التزم به من العفة وضبط النفس، وقد كان بشوشاً يمازح في تحفظ،، ولم يكن في قلة تعليمه أثر في تقديره للعلم والتعلم، فقد حظيت العلوم والفنون في عصر بالاهتمام والتشجيع والرعاية، فقد كان يعمل دون كلل أو ملل، فقد كان يقراء ويكتب، كما كانوا كان يستقبل السفراء وينظر في قضايا الرعية.
وكما كان يقود المعارك ورجاله بكل عزم، وقد كان طموحاً لأبعد الحدود، وكان يعرف كيف يضع يده على إمبراطوريتيه في عز محنتها، وقد كان مدركاً لما يحدث حوله، وقد كان موقناً أنه سوف ينتصر في جميع معاركه، وقد تم تحقيق العدالة في حكمة، والقضاء على الرذيلة.
مرسوم ميلان عام 313 ميلادي:
بعدما انتصر قسطنطين على منافسيه في معركة “ميلفيان” في عام 313 ميلادي، أعلن الإمبراطور قسطنطين مرسوم ميلان الشهير، والذي أعاد السلام والهدوء إلى الكنيسة المسيحية، ولم ينفرد قسطنطين بإصدار هذا المرسوم، وقد شاركه في مسؤوليته شريكه في الحكم على النظام “الدقلديانوسي الأغسطس ليسينيوس”، وقد تم استقبال هذا المرسوم على أنه قانون أساسي من قانون العالم الروماني، وتم احتوى هذا المرسوم على الاهتمام بالرعاية والعناية في الإمبراطورية، وسمح لكل العقائد اختيار الديانة الخاصة بهم، ويسمح لهم اعتناق المسيحية.
وبذلك نكتشف أن الديانة المسيحية ظلت سرية منذ بدايتها، حتى تم إعلان مرسوم ميلان في عام 313 ميلادي، وقد بالغ بعض الأباطرة المسيحين في الاضطهاد والتعذيب، وكما لم يكن مرسوم ميلان، أول مرسوم يدعوا إلى التسامح مع المسيحيين، بل سبقه مرسوم “جالريس وليسينوس، وأن مرسوم جالريس لم يعمل لمدة قصيرة، وكما نلاحظ أن مرسوم قسطنطين يصدر بشكل منفرد، وإنما صدر منه ومن شريكه في الحكم “ليسينوس”، واستكمالاً لمحتوى مرسوم قسطنطين، فأنه قام برد جميع حقوق الديانه المسيحية، وأن تعاد للكنيسة كل الأراضي وأماكن العبادة التي تم مصادرتها منها.
متى أصبح قسطنطين مسيحياً؟
تخلتف الأراء في الوقت الذي أصبح فيه قسطنطين مسيحياً، فبعض المؤرخين يقول، بإنه أصبح مسيحياً في بداية حكمه، وهنلك رواية تقول أن قسطنطين قد راى صليباً في السماء ومكتوب عليها عزة نصره، عندما كان يستعد للقاء منافسه “مسكنتيوس”، وهناك رأي ثالث للاباطرة يقول أنه اعتنق المسيحية وهو على فراش الموت.
بناء القسطنطينية:
كان قسطنطين دائم التأهب لأية حروب أو هجوم من العدو سواءً من الداخل ومن الخارج، فكان على أتم الاستعداد للقاء العدو، وقد عمد إلى بناء عاصمة جديدة للإمبراطورية، فلم تكن القسطنطينية هي الخيار الأول لـ عاصمة الإمبراطورية، فقد وقع نظره على عدة خيارات، مثل مدينة “نيش”، الواقعة على نهر مورافا، شمال شبه جزيرة البلقان، والتي تعتبر مسقط رأس قسطنطين، ولكن كان قسطنطين يفضل منطقة الحدود بين أوروبا وآسيا، وذلك ليتمكن من ضرب البرابرة، الذين كانوا يقطنون الدانوب، و يراقبون تحركات الفرس.
وقد كانت مدينة نيقوميديا أنسب المدن لتكون عاصمة الإمبراطورية، ولكن كان قسطنطين لا يريد ربط مدينته الجديدة بذكرى “دقلديانوس”، ولذلك صمم على أن يختار موضع آخر يراقب فيه تحركات الفُرس والبرابرة، وكان هذا الموضع قرية بيزنطيوم التي بني على أنقاضها مدينة القسطنطينية، وقد تمتع موقع المدينة بشكل مثلث على خليج البوسفور، وقد اكتسب ميناء القسطنطينية باسم “القرن الذهبي”، وسُمّي بذلك الاسم بسبب الثروات التي كان يحملها، فقد كان ميناءً واسعاً لعمليات الشحن والتفريغ.
وقد تميزت المدينة بمناخ صحي معتدل وتربة خصبة، وكان مدخلها إلى آسيا قصير المدى، كما يعتبر خليجي البوسفور والدردنيل بوابتان للقسطنطينية، ويستطيع من يسطر عليها، أن يغلق همها في وجه أي أسطول معادي، وفتحها في وجه السفن التجارية؛ ممّا يتيح ذلك تدفق الثروات الطبيعية والمصنوعات، من الشمال إلى الجنوب عبر البحر الأسود والبحر المتوسط، ولعل تلك الأسباب كانت مبرراً لاختيار قسطنطين هذا الموقع.
وفي الأخير تم اختيار قرية بيزنطية موقعاً للمدينة الجديدة، وتم اختيارها على أساس عسكري، كونها مدينة محصنة، وقد دفع الأموال بسخاء، من أجل بناء الأسوار والحصون، كما عمل على بناء قناطير المياه، وقد تم بناؤها منذ عام 324 حتى عام 330 ميلادي.