تهدف برامج علاج الاضطرابات النطقية إلى تمكين الطفل من الاستخدام العفوي للأصوات الكلامية، بالشكل الذي يساعده على التواصل اللفظي المقبول مع أفراد مجتمعه، حيث يُعَدّ البرنامج العلاجي الخطوة الأهم بعد عملية التقييم والتشخيص، فإذا تبيّن أن الطفل يعاني من اضطراب نطقي، يصبح من الضروري إعداد برنامج نطقي علاجي للقضاء على هذا الاضطراب وتحقيق الهدف الأسمى وهو التواصل اللفظي الطبيعي.
البرامج العلاجية للأطفال ذوي اضطراب النطق:
- برنامج العلاجي العمودي المنظم:
يقوم هذا البرنامج على إخضاع الطفل لجلسات علاجية؛ من أجل تحقيق هدف أو هدفين على الأكثر، عندما يصل إلى درجة مقبولة من الأداء يتم الانتقال إلى الهدف الذي يليه، حيث تتضمن الجلسات العلاجية في هذا البرنامج التركيز على استدراج عدد كبير من الاستجابات النطقية؛ لإنتاج صوت واحد وتتكرار نطق الصوت المستهدف مرات عديدة.
ويعتبر برنامج العلاج العمودي المنظم الطريقة التقليدي لعلاج الاضطرابات النطقية، حيث يقوم اختصاصي بتدريب الطفل على صوت واحد، ويبقى التدريب العلاجي مستمراً حتى يتمكَّن الطفل من إنتاجه بشكل صحيح على مستوى الكلام العفوي الطبيعي، وبعد ذلك يتم الانتقال إلى علاج صوت آخر. - برنامج العلاج الأفقي المنظم:
يُسمَّى أيضاً بالتدريب الموسع؛ وذلك لأن اهتمام الاختصاصي يتوزَّع على مجموعة أصوات في الجلسة الواحدة، كما أن من الممكن تغيير الأصوات المستهدفة من جلسة لأخرى، فخلال التدريب على عدة أصوات في الجلسة الواحدة يتمكَّن الطفل من إدراك الجوانب المشتركة في عملية إنتاج هذه الأصوات الكلامية؛ وهذا ما قد يجعل التدريب بهذه الطريقة أكثر فاعلية. - برنامج العلاجي الدائري المنظم:
يعتمد هذا البرنامج على اختيار صوت واحد فقط كهدف علاجي لمدة زمنية محددة، تُسمَّى دورة العلاج (جلسة واحدة أو أسبوع واحد)، ثم يتم الانتقال إلى علاج صوت آخر بعد انتهاء المدة الزمنية المحددة، بغض النظر عن تحقيق الهدف أم لا.
فبعد انتهاء المدة الزمنية ننتقل إلى الصوت الأول الذي بدأنا به البرنامج العلاجي، نستمر بإجراء هذه الدورات حتي يتم علاج جميع الأصوات الكلامية، حيث يتمكَّن الطفل من استخدامها في كلامه العفوي. ويستهدف برنامج العلاج الدائري المنظم الأصوات منفردة ومنفصلة عن بعضها، إن كان الاضطراب النطقي قد يؤثر على أصوات محددة ولا تربطها صفات مشتركة، بالتالي سيكون هدف العلاج هو إنتاج هذه الأصوات بالشكل الصحيح.