مصادر الخطأ في الملاحظة المباشرة في تعديل السلوك لذوي الحاجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


مصادر الخطأ في الملاحظة المباشرة في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

يتأثر سلوك الملاحظ بخصائص كثيرة قد تحدث أثر في صدق الملاحظة التي تكون مباشرة، ولهذا لا بد من التعرف على تلك العوامل أو الخصائص، وعندما نريد الحصول على معلومات تتسم بالصدق عن حدوث أو عدم حدوث السلوك المستهدف في فترة الملاحظة.

ولقد قام الكثير من الباحثين بدراسة هذه العوامل واقتراح الخطوات اللازمة للتقليل من أثرها، وهذه العوامل تشمل رد الفعل وانحراف الملاحظ ودرجة تعقيد الملاحظة وتوقعات الملاحظة والتغذية الراجعة.

العوامل التي تؤثر في صدق الملاحظة المباشرة في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

1- رد الفعل:

لقد أشارت دراسات عديدة إلى أن سلوك الأفراد أو الفرد بوجود مقيمين لملاحظة السلوك يختلف عنه في حالة عدم وجود ملاحظين، ويسمى تغير السلوك نتيجة لملاحظته برد الفعل، يحدث رد الفعل لدى الشخص الذي تتم ملاحظته، وكذلك فإنه يحدث لدى الشخص الذي يقوم بالملاحظة عندما يعرف أن شخص آخر يتحقق من دقة المعلومات التي يجمعها، أي أن شخص آخر يلاحظ السلوك المستهدف نفسه في الفترة الزمنية نفسها.

بالرغم من أن نتائج البحوث المتعلقة بطبيعة رد الفعل تتصف بشيء من التناقض، إلا أنها بشكل عام تؤكد وجود تأثير للعوامل التالية: درجة تقبل السلوك إن معرفة الشخص لحقيقة أن هناك شخصاً يلاحظ سلوكه قد يزيد من احتمال سلوکه على نحو مقبول اجتماعياً، ويقلل من احتمال سلوكه على نحو غير مقبول اجتماعياً.

فلقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الملاحظة المباشرة تؤدي إلى زيادة تفاعل الراشدين إيجابياً مع الأطفال، وأن أداء الملاحظ يتحسن بوجود ملاحظين آخرين خصائص الشخص الملاحظ كذلك أوضحت الدراسات أن الأفراد وبالتحديد من هم دون (6) من العمر لا يتأثرون بوجود الملاحظين إلى النسبة ذاتها التي يتأثر بها سلوك الراشدين.

كذلك فالأفراد الذين لديهم الثقة بأنفسهم والذين لا يبدون حساسية لوجود آخرين حولهم أقل تأثراً بالملاحظة من الأفراد الذين لا يمكلون تلك الخصائص ودرجة وضوح الملاحظة، وأشارت بحوث كثيرة أيضاً إلى أنه كلما كانت الملاحظة تتسم بالوضوح وضوحاً كان حدوث رد الفعل لدى الشخص الملاحظ أكثر.

2- نزعة الملاحظ نحو تغيير التعريفات الأصلية:

إن الهدف الأساسي من تدريب الملاحظين قبل تنفيذ جمع البيانات عن السلوك المستهدف هو زيادة احتمال التزامهم بتعريف السلوك وبطرق الملاحظة التي سيتم استخدامها، وبعد الانتهاء من التدريب فإنه يتوقع أن يستمر الملاحظ باسخدام التعريف نفسه وطريقة القياس نفسها التي يتم تدريبه عليها، وإلا أن الدراسات العلمية تشير إلى أن هذا الافتراض غالباً ما يكون غير صحيح.

يشير هذا العامل إلى فارق الملاحظين نحو تغيير التعريف الأساسي للسلوك، فهم قد يصبحون أكثر أو أقل تشدداً في الالتزام بالمعايير عند تسجيل حدوث أو عدم حدوث السلوك، واحتمال تأثير هذا العامل في صدق المعلومات يكون كبيراً إذا كان تعريف السلوك غير واضح أو غير كامل أو إذا كانت معايير التسجيل غير واضحة كذلك يزداد احتمال تأثير هذه العامل في صدق المعلومات.

3- درجة تعقيد نظام الملاحظة:

تعد درجة تعقيد نظام الملاحظة من المعايير التي تقلل من صدق البيانات، وتستند نسبة الصعوبة أو السهولة إلى نظام الملاحظة الذي يتم استخدامه في العديد من الجوانب منها عدد الأفراد الذين ستتم ملاحظتهم وبالإضافة إللى مدة الملاحظة، وتدل البحوث إلى أنه كلما كان نظام الملاحظة أكثر تعقيداً كانت المعلومات المجموعة أقل صدقاً وللتقليل من أثر هذا العامل ينصح باستخدام نظام ملاحظة بسيط، وذلك من خلال تعريف السلوك بشكل واضح وتقليل عدد السلوكات المطلوبه للملاحظة في فترة معينة وتقصير مدة الملاحظة.

4- توقعات الملاحظ والتغذية الراجعة:

قد تؤثر توقعات الملاحظ والتغذية الراجعة في صدق الملاحظة المباشرة الذي يقدمه المعلم للملاحظ فيما يخص السلوك المستهدف، فالبحوث العلمية تشير إلى أن الأفراد الذين يبحثون عن التغييرات في السلوك أكثر قابلية لإيجادهم من الأفراد الذين ليس لديهم توقعات معينة، فإذا توقع الملاحظ أن التعزيز الإيجابي سيعمل على ازدياد السلوك؛ فإن هذا قد يؤثر في نوع البيانات التي يجمعها.

كذلك فالتغذية الراجعة للأشخاص الذين يقومون بالملاحظة من الباحثين تلعب دوراً مؤثراً والمبدأ العام هو عدم الإفصاح للملاحظين عن أهداف الدراسة أو النتائج المتوقعة من المعالجة وعدم مناقشة طبيعة التغييرات الحاصلة في السلوك أثناء الدراسة.


شارك المقالة: