التسويق الداخلي وثقافة الشركة:
يعد التسويق الداخلي أكثر من مجرَّد أداة لنشر قيم الشركة، ومع الأخذ في الاعتبار أنّ الهدف الرئيسي للتسويق الداخلي يتمثل في تطوير مهارات موظفين يهتمون بالعملاء ومعاملة الموظفين كعملاء واستخدام الأساليب الشبيهة بالتسويق لتحقيق هذه الأهداف، ينشأ عن التسويق الداخلي ثقافة مؤسَّسية جديدة، يتطلَّب ذلك أن يكون الاهتمام بالعميل والتركيز عليه هما جوهر أنشطة المؤسَّسة وجُزآن محوريان من ثقافتها.
وينتج عن هذا عدد من النتائج المؤثِّرة التي لها تداعياتها على مهام إدارة الموارد البشرية وأسلوب الإدارة.
إنّ المنظمة الخدمة التي تمتلك ثقافة خدمية قوية فإنّ هذه الثقافة سيكون لها دوراً مؤثراً على علاقة العاملين مع الزبائن وتوجُّه المنظمة خطوتها الأولى لتنمية وتطوير نفسها من خلال رضا أو قناعة زبائنها الحاليين والتأثير مستقبلاً على الزبائن المحتملين في السوق.
ويعتمد رضا الزبائن على التغيرات الإيجابية الواجب حصولها في نظام الأجور والرَّواتب ونظام التدريب وأنظمة المكافأة وتوفير الحلول المناسبة لشكاوى الزَّبائن بالإضافة إلى الدَّعم الإداري للعاملين في المنشأة.
من ناحية أخرى، فإنّ الثقافة الضعيفة في المؤسَّسات أو المنظمات، التي لديها القليل من قواعد السلوك والقيم، تؤثر سلبًا على التسويق الداخلي للمنظمة.
ويعتبر التسويق الدَّاخلي في حدِّ ذاته مبادرة تغيير ثقافي وعلى المدى البعيد سيتطلب التسويق الداخلي تحولاً ثقافياً في قيم المؤسَّسة، وذلك يعني قبول الهدف الرئيسيي للتسويق الداخلي، والمتمثل في تطوير ثقافة الاهتمام بالعميل لدى الموظفين ومعاملة الموظفين كعملاء.
حيثُ أنّ قدرة المنظمات على تطوير وكسب مميزات تنافسية من خلال التأكيد على جودة الخدمة يتأثر بشكل جوهري بالثقافة التنظيمية للمؤسَّسة.
كما أنّ ثقافة المؤسَّسة تحدِّد القيم التنظيمية الأساسية التي تشجِّع وتدعم النماذج المفضَّلة لسلوك العاملين، وهذا يُمكّن الإدارة من استخدام القيم الوظيفية والعاطفية لتقديم خدمة مميزة في السوق المُستهدف.
بناءً على ما تقدم، يمكننا القول أنّ منظمة الخدمة، التي تتمتَّع بثقافة قوية، ستؤثر هذه الثقافة بشكل إيجابي على علاقة العاملين مع العملاء، وأنَّ الخطوة الأولى موجهة نحو تطوير المؤسَّسة من خلال إرضائها الدائم للعملاء أو الزبائن، والتأثير المستقبلي على العملاء المحتملين في السوق، مع العلم أنّ النظام موجَّه نحو رضا العملاء يعتمد على التغييرات التي يجب تحقيقها في نظام الرواتب والأجور، ونظام التدريب وأنظمة المكافآت، وإيجاد الحلول المناسبة لشكاوى العملاء، بالإضافة إلى تحديد المسؤوليات وتفويض الصلاحيات للعاملين في المنظمة.