يوجد مجموعة من الخطوات التي يمر بها إنشاء أي مشرع صغير أو متوسط، فأي صاحب مشروع صغير أو متوسط لديه الرغبة في نجاح مشروع عليه أن يقوم بمتابعة المراحل مرحلة مرحلة بدءًا من لحظة التفكير ولغاية التقييم والتطوير.
مراحل إنشاء المشروع الصغير والمتوسط:
أولاً: مرحلة التفكير في إنشاء المشروع:
يجب قبل كل شيء توافر الفرد الذي يوجد لديه الأهلية والخبرات العلمية والعملية التي تجعله قادر على عملية التفكير المنطقي بإقامة مشروع ما، عن طريق دراسة عدد من الخيارات المتواجدة لديه لاختيار ما يلائمه منها. إذن قبل أي خطوة هو أن تكون لدينا الفكرة التي يكون لدى الفرد محاولات لترجمتها على هيئة مشروع اقتصادي، وفيما يلي الخطوط العريضة لهذه المرحلة بكاملها:
- وجود فرد حامل الأفكار الناجح: والذي يعتبر من العناصر الأساسية التي تساعد بشكل فعّال في عملية التنمية ودفعها إلى الأمام، ويكون عن طريق تقديم الأفكار والاقتراحات العملية والجزيئة التي تقوم بتغذية المجتمع وتكون حافز ليتم توليد الكثير من الثروات، عن طريق إنشاء المشاريع الإضافية التي تتطلب عناصر بشرية، وتقوم بإتاحة العديد من الفرص نحو خلق قيم مضافة حديدة.
إن حامل الأفكار الناجح أو رائد الأعمال المبدع هو ذلك الفرد الذي يقوم بالتنظيم وإدارة العمل، ويقوم به مفترض تحمل المخاطر في مقابل الوصول إلى الربح. بمعنى أن رائد الأعمال هو الفرد الذي لديه القدرة على إقامة مشروع صغير ناجح بأفكار مبتكره. وقد يكون من المفيد هذا التمييز بين حامل الأفكار الناجح أي رائد الأعمال والمدير الناجح في المشروعات الصغيرة، حيث يحتاج حامل الأفكار إلى إمكانات ومهارات شخصية إبداعية، بينما المدير الناجح يحتاج إلى مهارات إدارية وإنسانية، في الوقت الذي يشترك فيه حامل الأفكار والمدير الناجح في بعض الصفات الفنية والإدارية والإنسانية، مع العلم أن التشغيل الفعّال على مستوى المشروعات يتطلب مهارات إدارة خاصة، بينما يحتاج رائد الأعمال للمهارات الابتكارية والإبداعية.
- توليد الأفكار وبلورتها ودراسة جدواها الاقتصادية: إن هذه المرحلة تعتبر من أكثر المراحل صعوبة وأهمها وأخطرها بالنسبة لعملية إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث إنها تعتبر نقطة البدء والانطلاق من جهة، واتخاذ سلسلة من القرارات المصيرية من جهة ثانية. وهذه القرارات التي يجب اتخاذها في هذه المرحلة هي:
- اختيار فكرة واحدة من بين عدد كبير من الأفكار بعد الدراسة والتدقيق سوف يتم تبنيها والعمل على تنفيذها.
- العمل على إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية والإنتاجية والتسويقة والمالية عن طريق تبني الفكرة المدروسة.
- اتخاذ القرار النهائي المبني على الدراسة بناءً على النتائج السابقة لكي يتم البدء بتطبيق المشروع المبني على الفكرة التي تم اختيارها.
ثانيًا: مرحلة اكتشاف الفرصة المناسبة:
في الحياة العملية يوجد عدد من الطرق لكي يتم دخول أحد مجالات الأعمال منها: أن يتم البدء من الصفر وإقامة المشروع الشخصي، أو شراء مشروع قائم وناجح أو متعثر، أو الحصول على امتياز من إحدى الجهات المعتمدة والموثوقة. الأغلبية تقوم باختيار البدء من الصفر بالرغم من صعوبة هذه الطريقة وارتفاع درجة المخاطرة فيها، ومع هذا فإن الأفراد الذين يتصفون بالحيرة والكفاءة يعتبرون هم الأقرب لتحقيق النجاح أكثر من غيرهم عن طريق تحقيق الفائدة من شبكة العلاقات الفنية والإدارية والتسويقية.
يوجد عدد من الأفراد الذين لا يتمتعون بالخبرة العالية، لكن لديهم بعض الأفكار المبتكرة والمبدعة التي تجعلهم قادرين على إنشاء مشاريع كانت على مستوى عالي من النجاح، أما الاختيار الثاني فيعتبر اللجوء إلى شراء أحد المشروعات القائمة التي تبدأ فيها مباشرة بعملية الإنتاج والخدمات المتنوعة، وبذلك عند الشراء يتم توفير زمن وجهد كبيرين، ويتخلص من فترة بناء سمعة المنتج والبحث عن الزبائن والمستهلكين وإيجاد الممول المناسب وتدريب الموظفين وغيرها من تلك الأمور، حتى يتمكن بعدها من التركيز على المسائل التي لها علاقة بالتحسين والتطوير والتعديل للتصاميم التي تخص السلع حتى تصبح تلبي احتياجات وأذواق المستهلكين.
أما الاختيار الثالث لتأسيس المشروع الصغير والمتوسط هو الحصول على امتياز إنتاج سلعة أو أكثر واستعمال الاسم التجاري لمانح الامتياز وطريقته وأسلوبه في الإنتاج، ويوجد ثلاثة أنواع من الامتيازات هي:
- امتياز المنتج، حيث يقوم الحاصل على الامتياز بدفع مقابل مادي لمانح الامتياز، بالمقابل أن يتم السماح للطرف الأول ببيع المنتجات التي تحمل العلامة التجارية للشركة الأم.
- امتيار التصنيع، أي السماح للشركة التي حصلت على الامتياز بإنتاج وتوزيع منتجات الشركة المانحة للامتياز واستخدام المواد الخام.
- امتياز الترخيص، وهي ممارسة بعض الأنشطة حيث يكون للحاصل على الترخيص القدرة من تأسيس نشاط يحمل اسم صاحب الامتياز، والمظهر الخارجي نفسه للشركة الأم.
ثالثًا: مرحلة تحديد شكل الملكية:
تحديد شكل الملكية بعد أن تيتم اكتشاف وتحديد الفرصة الاستثمارية الملائمة، فإن الذي يبدأ في المشروع من رجال الأعمال يجب عليه أن يحدد شكل الملكية الخاصة بالمشروع. كان يختار شكل الملكية الفردية أو شركة التضامن أو التوصية البسيطة أو الشراكة ذات المسؤولية المحدودة، ومهمة اختيار شكل الملكية تتوقف على عدد من العوامل منها ما يلي:
- مناسبة الفرد وإمكانيته على التميز بمشروع فردي.
- طبيعة الإجراءات القانونية التي لها علاقة بإقامة المشروع بناءً على أحد أشكال الملكية.
- المزايا والمساوئ لكل شكل من أشكال الملكية.
- طبيعة ومعدل الضريبة التي تفرض على إيرادات المشاريع.
- إمكانية تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة من المنظمات المالية ودرجة التعقيد، بناءً على شكل الملكية.
شكل الملكية الفردية يبدأ بشكل عام بافتتاح حساب جار باسم المشروع في أحد البنوك، بعدها يتم الحصول على ترخيص لمزاولة الأنشطة. في حال تم اختيار نموذج شركة التضامن، فإن المؤسسين يحتاج إلى إبرام عقد الشركة الذي يبين حقوق وواجبات كل شريك وأسلوب التصفية في حالة وفاة أحد الشركاء وغير ذلك. أما إذا كانت الشركة ذات المسؤولية المحدودة من المفروض أن يتم تحديد شكل المشاركة مع إعداد وترتيب أوراق الشراكة، وتعيين مجلس الإدارة واختيار طواقم العاملين، وتحديد طرق حلّ النزاعات والمخالصات بناءً على شروط متفق عليها بالسابق في عقد إحداث الشركة.
كما أنه من المفضل عند اختيار الشكل القانوني لملكية المشروع، أن يتم استشارة أحد المحامين أصحاب الاختصاص أو المكاتب الاستشارية القانونية والتجارية، حتى نستفيد من الخبرة المتواجدة لديهم في سبيل العديد من التعمّق في الاطلاع على الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية لكل الأشكال القانونية التي تم طروحها للاختيار أمام الراغبين في إنشاء مشروعات صغيرة أو متوسطة.
رابعًا: إعداد خطة العمل للمشروع:
إن المفتاح الأساسي لنجاح أي مشروع يكمُن في عملية توفير المقومات الرئيسية لتجهيز الخطط العلمية على قاعدة من البيانات والمعلومات التي تم جمعها وتوثيقها بناءً إلى الدراسات والبحوث الشاملة والمعمقة، علاوة عن توفر الموارد البشرية القادرة على تجهيز الخطط واتخاذ القرار الملائم لكي يتم تنفيذها بعد توفير الأموال اللازمة والمواد الأولية، والتجهيزات الفنية والتقنية والموارد البشرية والوسائل والأساليب الرقابية التي تكفل مراقبة ومتابعة تنفيذ الخطط والبرامج المعتمدة.
خامسًا: مرحلة التجهيز النهائي للمشروع:
بعد الانتهاء من إعداد الخطة الأولية للمشروع فإن المالك وبالتعاون مع فريق العمل الذي يقدم المساعدة له يبدأ باتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات التي تهدف للتجهيز النهائي بهدف البدء في المرحلة الإنتاجية للمشروع، أما الإجراءات التجهيزية تتمثل في مايلي:
- اختيار الموقع الملائم لإقامة المشروع، ويكون اختيار الموقع بعد إجراء المفاضلة بين المتطلبات التي يحتاج لها المشروع وبين البدائل والخيارات المتاحة.
- الحصول على الموافقة والتراخيص التي تكون لازمة لإقامة المشروع، وتكون الإجراءات والتراخيص مختلفة من دولة إلى أخرى ومن قطاع إلى آخر.
- تحديد الجهات الرسمية والجهات الخاصة التي من الممكن أن تقوم بتقديم الخدمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
- شراء أو استئجار التجهيزات والتقنيات التي تلزم لوسائط الإنتاج.