ما العلاقة بين التفاعل الاجتماعي والنشاط الحركي للفرد في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


العلاقة بين التفاعل الاجتماعي والنشاط الحركي للفرد في علم الاجتماع الرياضي:

تُعدّ التنمية الاجتماعية عبر برامج التربية البدنية والرياضية إحدى الأهداف المهمة والرئيسة في التربية البدنية، حيث أن الأنشطة الرياضية سواء كانت أنشطة فردية مثل (ألعاب القوى، السباحة، ركوب الخيل، التنس)، أو أنشطة جماعية مثل (كرة القدم، كرة الطائرة، كرة اليد، كرة السلة)، أو العاب صغيرة مثل (لعبة التخلص من الكرة، لعبة رمية التماس)، أو ألعاب شعبية مثل (لعبة نط الحبل، لعبة الطائرة الورقية)، تتسم بالثراء ووفرة العمليات والتفاعلات الاجتماعية.
حيث أنه من شأنها تعمل على إكساب اللاعب الممارس للرياضة والنشاط البدني الحركي عدداً كبيراً من القيم والخبرات والخصائص الاجتماعية المرغوبة، التي تعمل على تنمية الجوانب الاجتماعية في شخصيته وتساعده على التطبيع والتنشئة الاجتماعية الرياضية، والتكيف مع مقتضيات المجتمع ونظمه ومعاييره الاجتماعية والأخلاقية.
ومن أهم الأمثلة عليه (الروح الرياضية، تقبل الأفراد الآخرين، الارتقاء الاجتماعي، التنمية الاجتماعية، القبول اجتماعياً، التعارف، اكتساب المواطنة الصالحة، الانضباط الذاتي، تنمية وتطوير الذات المتفردة، المتعة والبهجة الاجتماعية، اللياقة البدنية الحركية النافعة، المشاركة المبكرة تنمي المكانة الاجتماعية، تساعد في الحراك الاجتماعي الإيجابي، علاقات اجتماعية طيبة تؤدي إلى فرص وظيفية ومهنية جيدة، تنمية أنماط وأنواع السلوك الاجتماعي الرياضي المقبول سواء كان في الحياة العامة أو في الحياة العملية).
كما تقدم الأنشطة الرياضية واللياقة البدنية في إطار الفرق فرصاً أفضل للنمو القيم الاجتماعية المقبولة، حيث ينمو الفرد الرياضي من خلال قيم الجماعة الرياضية (الفريق)، وعبر تفاعل اجتماعي ثري تدفعه إليه ظروف اللعبة، كما يستخدم الفرد الرياضي مهاراته الفردية وكل قدراته لصالح فريقه الذي يلعب به، حيث يعتاد على التعاون ويتعلم التفاهم والإيثار، فقد يكون هناك فرد في الفريق الرياضي في وضه أفضل منه للتحقيق وإحراز هدف فيمرر الكرة له، حيث يؤثر على نفسه؛ وذلك لأن مصلحة الفرق فوق أية مصلحة شخصية.
كما يدرك الفرد من خلال التفاعل الاجتماعي الرياضي معاني التماسك والمشاركة والتوحد والانتماء، كما تتيح الأنشطة الرياضية فرص لنمو وتطوير العلاقات الاجتماعية الطيبة، مثل: الصداقة، العشرة، الألفة الاجتماعية، حيث تجعله يتقبل دوره في الفريق بكل روح رياضية، تعلمه قواعد اللعب والمنافسات الرياضية، الامتثال، والمسايرة للنظم ومعايير المجتمع الرياضي، كما أن اللعب الرياضي هو عبارة عن موقف نشط يتفاعل فيه الفرد الرياضي مع لعبته في اللعب الانفرادي ومع الأفراد الآخرين وأداة اللعب في اللعب الجماعي.
كما أن تفاعله مع أفراد اللعب يسلك ثلاثة طرائق وهي: (طريقة الحوار االلفظي بتبادل الكلمات والجمل والعبارات للقيام بالتعبير عمّا يريد ويحس، أو طريقة الحوار الجسدي باستعمال الإشارات وتعبيرات الوجه والإمساك بالفريق المنافسة أو محاورته بقدميه أو يديه، أو طريقة الحوار العقلي ذلك بالتخطيط لتنفيذ أهدافه والحيلولة بين تحقيق المنافس لأهدافه)، حيث أنه في الطرائق الثلاثة يغضب أو يثور أو يخادع أو يتجاهل الأفراد الآخرين أو يحاول أن يبدو مناصراً للحق وملتزماً به؛ أي أن سلوك الفرد يتراوح بين السلبية والإيجابية.
كما تم تقسيم أنماط التفاعل الاجتماعي في موقف اللعب إلى أربعة أنماط، هي: (الصراع، التعاون، التنافس، المواءمة)، حيث أن الأفراد الرياضيين في حالة الصراع يوجهون طاقاتهم نحو هدم الأفراد الآخرين وإيذائهم، أما في حالة المنافسة فهم يوجهون طاقاتهم نحو العمل الرياضي؛ وذلك لتحقيق الهدف أو الحصول على أكبر قدر من الكسب، كما تعتبر المنافشسة في جماعة الفريق الرياضي شكلاً من أشكال الكفاح الاجتماعي من أجل تحقيق الفوز.
أما في حالة تحول الاهتمام إلى أشخاص الفريق الآخر بوساطة حرمانهم أو إيذائهم، حتى يحقق الفوز وظهرت الخصومة وانقلب التنافس الشريف إلى تنافس غير شريف أو تنافس يتسم بالإيذاء والسلبية، حيث أن احترام اللعب وقواعده وتطبيق قوانينه بدقة كاملة دون تهاون يعمل على أن تستمر حالة التنافس بين الجماعات، حيث يظهر الصراع عندما تسود فوضى العلاقة بين الجماعة الرياضية، كما تظهر المواءمة كضرورة لحل موقف الصراع بوساطة إخضاع الجماعة الرياضية الثانية.
كما تعتبر المواءمة نادرة الحدوث بين الجماعات التي تمارس الأنشطة الرياضية المختلفة، سواء كانت فردي مثل (ألعاب القوى، السباحة) أو أنشطة جماعية مثل (كرة القدم، كرة السلة، كرة اليد)، حيث يعني ذلك التعاون السلوك المنسق بين أعضاء الجماعة؛ وذلك لتحقيق الهدف المشترك، حيث يتنازل الطفل الرياضي عن بعض متطلباته في سبيل تحقيق الهدف الجماعي والتعاون، كما يتطلب من اللاعب تقديم التضحية بغرائزة الفردية وتعلم التعاون من أجل الجماعة الرياضية التي يلعب بها.

المصدر: علم الإجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، احسان الحسن، 2005الإجتماع الرياضي،خير الدين عويس وعصام الهلالي 1997علم الإجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: