مفهوم الانفصال العاطفي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


إذا كان الشخص يعتقد أنه يعاني من أعراض الانفصال العاطفي فيجب عليه التحدث إلى شخص ذو خبرة مثل المرشد النفسي أو المرشد الزواجي أو أخصائي الصحة النفسية، حيث يمكن أن تكون هذه الأعراض استجابة لحالة حادة ولكنها مؤقتة أو قد تكون علامة على حالة صحية عقلية.

مفهوم الانفصال العاطفي في علم النفس

يشير مفهوم الانفصال العاطفي في علم النفس إلى الانقطاع أو الانفصال عن إحساس الآخرين وخاصة الأحاسيس المشتركة أو المشابهة لأفراد قريبين مثل الأسرة أو الأصدقاء أو الأزواج، حيث أنه يمكن أن يعود هذا على العجز أو عدم الرغبة في الاشتراك في الحياة العاطفية للآخرين.

في حين أن هذا الانفصال قد يكون بمثابة رعاية الناس من الإجهاد والتوتر والقلق إلا أنه يمكن أن يتداخل أيضًا مع رفاهية الشخص النفسية والاجتماعية والعاطفية، يمكن أن يحدث الانفصال العاطفي أحيانًا كوسيلة للتوافق عندما يواجه الناس مواقف مجهدة، وفي حالات أخرى يمكن أن يكون أحد أسباب حالة الصحة النفسية.

يمكن أن يكون للانفصال العاطفي في علم النفس أسباب متعددة ومتباينة ويمكن أن تشمل هذه الخبرات الماضية السابقة والظروف النفسية والمواقف المؤلمة، ولكن يمكن أيضًا أن تكون عبارة عن السلوك الإنساني الموجه أو المخطط ويمكن استخدامه كوسيلة للتكيف أو وضع الحدود في المواقف العصيبة بعض الأسباب الشائعة للانفصال العاطفي تتمثل في الخبرات التي يمكن أن تساهم الإساءة والإهمال والصدمات في الماضي في الانفصال العاطفي، وقد يستعمل الأفراد الذين نشأوا في بيئة مسيئة هذا الانفصال كوسيلة للهروب أو التوافق.

ويمكن أن تكون حالات الصحة النفسية من أهم المثيرات للانفصال العاطفي في علم النفس مثل الاكتئاب والاضطرابات النفسية، ويمكن أن تكون بعض العلاجات هي ما تسبب الانفصال العاطفي، حيث يمكن أن يكون الانفصال العاطفي أيضًا من الآثار الجانبية المرتبطة ببعض العلاجات بما في ذلك علاج الاكتئاب، ويمكن أن يكون الانفصال العاطفي أيضًا مشكلة مرتبطة بالعديد من السلوكيات السلبية مثل التدخين أو تعاطي المخدرات.

في حالات أخرى ينفصل الناس عاطفيًا كطريقة للتعامل مع التوتر ووضع الحدود وتقليل مشاعر القلق، ويمكن أن يكون هذا في بعض الأحيان آلية تأقلم إيجابية في الحالات التي تواجه فيها مشكلة مؤقتة، ولكن يمكن أن تصبح مشكلة إذا أصبح نمطًا سلوكيًا مفرطًا يؤثر على قدرتنا على تكوين علاقات صحية مع أشخاص آخرين، في بعض الحالات يمكن أن يساعد الانفصال العاطفي في حماية الناس من آثار الخبرات المؤلمة.

مراحل الانفصال العاطفي في علم النفس

تتمثل مراحل الانفصال العاطفي في علم النفس من خلال ما يلي:

مرحلة اللوم من أحد الطرفين

في هذه المرحلة من الانفصال العاطفي يبدأ الأفراد في إلقاء اللوم على بعضهما البعض بسبب مشاكل الماضي والحاضر وحتى المستقبل في حياتهم، ومنها طور البادئ الصورة الذاتية السلبية والشعور الغامض بعدم الرضا والغضب المخزن والمسافة الأكبر والافتقار إلى التبادلية والقلق والمزاج المكتئب والشعور بالضيق والشعور بالذنب وتجربة مستوى طاقة منخفض.

كما أنه يخفي الشعور باللوم والخوف والغضب والاكتئاب والسلوك المعادي بينما يتطور لدى المتلقي إحساس صعب والإنكار والعجز وانعدام السيطرة والخوف من المجهول ومشاعر الصدمة.

يتعدد دور المستشار أو الوسيط في هذه المرحلة من الانفصال العاطفي حيث يجب أن يعزز المستشار إحساس الأفراد بالسيطرة على حياتهم، وأن يحيد خوفهم من عملية الانفصال الجسدي والعاطفي، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يدعم اتخاذ القرار قصير المدى فيما يتعلق بالانفصال الجسدي أيضاً، ويجب على المستشار الحفاظ على هياكل جمع المعلومات لتحسين مهارات الأفراد ونظام دعم جيد لمشاعرهم.

مرحلة الحداد على الفقد والتعبير عن عدم الرضا

تعتبر مرحلة الحداد على الفقد والتعبير عن عدم الرضا هي مرحلة الشعور المؤلم العميق بالحزن، وحياة تعذيب ميؤوس منها لا معنى لها، وحساسية مفرطة لأي تعليقات، وانشغال شديد، وصعوبة في التركيز على المهام وفقدان دور الفرد بين المجتمع.

ويكون دور المستشار أو الوسيط هي الاستمرار في تكليف الأطراف من الانفصال العاطفي بمهام قصيرة الأجل، والسماح لهم بالمرور في عملية الحزن وإعادة توجيههم من موقف أنا المسكين، وقبول عملية الحزن، والسماح للأفراد بإدراك العمليات والنتائج التابعة للانفصال العاطفي، من خلال إعطاء جمع منظم للمعلومات، ويحاول المستشار إيجاد أساس مشترك أو توجيه بنّاء للأفراد للعمل نحو تسوية عادلة لمصلحتهم.

مرحلة الغضب والاستياء

إنها مرحلة غضب وشعور بالخيانة وغضب من كل الأفراد، حيث إن الغضب يقنع المبادر بأن الشريك الآخر مظلوم ويستحق المعاناة، ووراء الغضب هناك العديد من المخاوف وعدم اليقين بشأن المستقبل والتمويل وإيجاد أفراد متفهمين آخرين.

حيث يعبر أحد الأطراف أو جميعهم عن عدم الرضا عن العلاقة أو عدم اليقين والتوتر والمشاعر العاطفية المتصاعدة، يكون دور المستشار أو الوسيط هي تحييد غضب الأفراد بدلاً من وضع الوقود على النار، وتوجيه طاقة الغضب إلى المهام البناءة، وتحسين قدرات اتخاذ القرار للأفراد، وتزويدهم بمهارات حل المشكلات على المدى القصير والطويل ومحاولة وضعهم في اختبار واقعي.

مرحلة اتخاذ القرارات

تعتبر مرحلة اتخاذ القرارات هي مرحلة قطع الحرية من قيود الأفراد المحيطين، وخلق مسافة عاطفية أكثر ومحاولة علاقة جديدة مع أفراد جدد، وتجربة جديدة من الاستقلالية وتجربة أنشطة جديدة واتخاذ قراراتهم الخاصة، وزيادة الثقة في بناء الشركاء والثقة بالنفس، وتحسين الصورة الذاتية و لإعادة بعض الأدوار الأبوية والعمل وغيرها.

وهنا تتعدد أدوار المستشار أو الوسيط في تحسين مهارات الاتصال المباشر بين الأفراد وخاصة المقربين، وزيادة مهارات التعاون المشترك من خلال السلوك الجمعي الهادف، واستعادة تفاعل العلاقة ومساعدة الأفراد في التخطيط طويل الأجل، حيث يجب على المستشار أن يختار الوقت المناسب لوساطة فعالة وأقل إيلاما للتأكد من أن الأفراد في مرحلة عاطفية جيدة نسبيًا.

مرحلة البدايات الجديدة والعمل على القرار

تعتبر مرحلة البدايات الجديدة والعمل على القرار هي مرحلة من الانفصال الجسدي والعاطفي، والتوجه الذاتي والاستقرار الذاتي، والتحكم، ووضع الخطط والالتزامات طويلة الأجل، وقبول نهاية العلاقات الاجتماعية منها والشخصية وإنشاء اتفاق عادل، ويكون أدوار المستشار النفسي هي للتركيز على مستقبل الأفراد بدلاً من الماضي، إنها فترة انتقال سلس، وتشجع الأفراد على حياة جديدة وقبول إنهاء العلاقات الصعبة وبدء حياة مشرقة جديدة.

بشكل عام يجب أن يفهم المستشار النفسي عملية الابتعاد ويقبل ردود الفعل المختلفة للأفراد، ويجب أن يساعد المستشار في توفير أرضية مشتركة للمناقشة البناءة وبيئة أفضل لجمع المعلومات لتقييم الاتفاق العادل، حيث أنه في معظم الأوقات لا يستطيع الشخص الذي جرّب التجاهل والخذلان من غيره القدرة على المسامحة والاستمرار بنفس الطريقة ونفس الأسلوب.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: