قصة اختراع حفاظات الأطفال

اقرأ في هذا المقال


عندما تأتي في أذهاننا كلمة حفاظات الأطفال، فقد يخطر في مخيلتنا بامبرز أو بعض العلامات التجارية الأخرى، ولكن متى تم اختراع الحفاظات؟ وماذا تعرف عن الحفاظات المستخدمة منذ أكثر من 50 عامًا أو حتى 1000 عام؟ سنتحدّث في هذا المقال عزيزي القارئ عن قصة اختراع حفاظات الأطفال.

ما هي قصة اختراع حفاظات الأطفال؟

لقد تمّ اختراع الحفاظات بشكل مثير للاهتمام، تم استخدام الحفاظات لأول مرة منذ قرون، في العصور القديمة استخدم الناس العشب والطحالب والأوراق وجلود الحيوانات وغيرها من المواد الطبيعية أو الخام لحفاظات صغارهم، في الواقع لم يستخدم الآخرون حفاظات على الإطلاق، ففي بعض البيئات الاستوائية لم يكن لديهم حفاظات لأنّ معظمهم كانوا عراة.

في العصور الوسطى (حتى القرن الخامس عشر)، قامت الأمهات بلف قماش واستخدامه كحفاظات ولكن نادرًا ما يتم غسلها فقد تم تجفيفها قبل إعادة استخدامها، أو كانوا يلفونهم بشرائط من الكتان أو الصوف كانت ملفوفة بإحكام، في أمريكا الجنوبية قامت الأمهات بوضع العشب تحت الحفاظات التي كانت مصنوعة من جلد الأرانب، سرعان ما بدأت حفاظات القماش في التحسن إلى حد ما، شهدت الأربعينيات من القرن الماضي ثورة مهمة في تطوير الحفاظات المصنوعة من القماش.

التطور في صناعة حفاظات الأطفال:

فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي هي التي شهدت تطورًا كبيرًا في حفاظات الأطفال، تم اختراع الدبابيس واستخدمت لتثبيت القماش في مكانه، حتى هذا الوقت كانوا يقومون بتغيير الحفاظات كل بضعة أيام فقط، خلال أوائل القرن العشرين، استخدمت الأمهات العديد من الأساليب حيثُ كان يتم إعادة تنظيف الحفاظات المستعملة ولكن حفاظات الأطفال تلك أدّت لإصابة الأطفال بطفح جلدي، بالإضافة إلى ذلك خلال العقود الأولى من القرن، كانت الأمهات بحاجة إلى التخلص من البكتيريا الموجودة في الحفاظات المصنوعة من القماش، وكان لا بدّ من وجود طريقة للوقاية من الأمراض الجلدية.

حدث تغيير كبير في الحفاظات، عندما قدمت السيدة هيلرمان، بتصنيع حفاظات الأطفال وتقديمها إلى شركة (Kendall)، وتم صناعة حفاظات ماركة (Curity)، واقترحت أن تضع طبقات قطنية إضافية في وسط الحفاظ وجعلها بالحجم المناسب لمعظم الأطفال، استمر تاريخ الحفاظات في التحسن طوال القرن الماضي باستخدام تقنية جديدة وإنتاج حفاظات أخف وزنًا وأكثر امتصاصًا وذات تصاميم جذابة وأصبحت الحفاظات أكثر راحة للأطفال وسليمة من الناحية البيئية، كانت الحفاظات القطنية أفضل من الحفاظات القديمة، أو حتى حفاظات القماش.

ظهرت حفاظات الأطفال متقنة الصنع لأول مرة في أوائل إلى منتصف القرن العشرين، في عام 1946م، عندما قامت امرأة تُدّعى ماريون دونوفان بصناعة غطاء مقاوم للماء لحفاظات القماش، استخدمت البلاستيك من ستارة الحمام لإنشاء نموذج مشابه لحفاظات حديثة يمكن التخلص منها، بالإضافة إلى ذلك عرفت أنّها إذا تمكنت من إضافة بطانة ورقية فسوف تصبح الحفاظات مريحة وآمنة، حصلت ماريون على 4 براءات اختراع لتصميماتها، بما في ذلك استخدام قطع بلاستيكية حلت محل الدبابيس التقليدية والخطيرة.

حفاظات دونوفان البلاستيكية كانت غير شائعة في ذلك الوقت، لذلك في البداية لم تستثمر المتاجر في منتجها، بالإضافة إلى ذلك، كانت الحفاظات غالية الثمن لا يستطيع شرائها إلّا الأثرياء، بعد ما يقرب من عشر سنوات قررت الشركات بتصنيع حفاظات دونوفان وبأسعار معقولة ليستطيع الجميع شرائها وانتشرت بسرعة كبيرة وحققت العديد من الأرباح وأُطلقت العديد من العلامات التجارية الخاصة بالحفاظات (مثل P&G، مبتكر Pampers and Luvs).

في عام 1950م، تم اختراع حفاظات (Safe-T Di-Dee) وتم تشكيل الحفاظات بدون دبوس وتم اختراعها من قبل سيبيل جيسلين (كينيدي) التي باعت فيما بعد براءة الاختراع عندما احتاجت إلى المال لبناء منزل لها، تطورت الحفاظات عندما تم استخدام ألياف السليلوز بدلاً من الورق إلى تحسين أداء الحفاظ بشكل كبير، في عام 1995م تم تأسيس شركة (Motherease) لصناعة وبيع الحفاظات وبدأت البيع عن طريق البريد في الولايات المتحدة.

على الرغم من أنّ المالكة (Erika Froese) كانت تقوم بتطوير وبيع حفاظاتها منذ عام 1991م والتي كانت (معظمها في كندا) وتستخدم القماش في صناعة الحفاظات منذ عام 1981م، بالطبع لم تكن الولايات المتحدة وحدها هي من تقوم بتصنيع الحفاظات، كانت العديد من البلدان حول العالم تقوم بصنع وبيع الحفاظات، ظهرت العديد من التحسينات على حفاظات أطفال لجعلها مريحة وآمنة وسهلة الاستخدام.

ظهرت أشرطة تثبيت الحفاظات وبعدة أحجام، بدأت الحفاظات تناسب الأطفال بشكل أفضل من أي وقت مضى، على الرغم من أنّ الحفاظات قد قطعت شوطًا طويلاً منذ بدايتها الأولى، فمن المعروف أيضًا أنّ معظم التصميمات الحديثة تحتوي على مواد كيميائية لا ينبغي أن يتعرض لها الصغار بالتأكيد، تقوم اليوم بعض الشركات بصناعة حفاظات خالية من تلك المواد الخطرة.


شارك المقالة: