ما هو تاريخ ألبانيا؟

اقرأ في هذا المقال


يعود تاريخ ألبانيا إلى العصور القديمة، حيث تم تأسيسها ما قبل التاريخ، أثناء فترة ظهور ألبانيا، وقد عانت ألبانيا حينها من عدة صراعات؛ وذلك بسبب وقوعها بين عدد الإمبراطوريات القوية والمتحاربة فيما بينها، فقد كانت ألبانيا مكاناً للصراع لتلك الإمبراطوريات؛ من أجل السيطرة عليها.

تاريخ ألبانيا القديم:

تعرضت ألبانيا في ذلك الوقت لاستعمار الصربي والعثماني والإغريق وقد تأثرت ألبانيا بثقافة الدول التي قامت باستعمارها، كما كان هناك دراسات تشير بأنّ ألبانيا كان تسكنها الشعوب منذ العصر الحجري، حيث تم العثور على القبور والكهوف والأدوات التي تشير بأنّ الإنسان الحجري كان يقيم في ألبانيا، كما تم العثور على قرى في ألبانيا تدل على أنّ الإمبراطور الروماني قيصر كان يقيم فيها قبل التاريخ، ولعل ألبانيا تعتبر بعد تلك الآثار التي تم العثور عليها بانّها من أقدم الدول في العالم، حيث ما زال علماء الآثار ليومنا الحاضر يجدون الكثير من الآثار القديمة والتي يعود تاريخها للعصر الحجري.

كما تعتبر شعوب وقبائل جزيرة  البلقان من أوائل القبائل التي سكنت في ألبانيا، حيث بدأت تلك القبائل بتشكيل سياسات خاصة بهم وقد كانت سياسة تلك الشعوب سياسة معقدة، ومع بداية سيطرة الإمبراطورية اليونانية على ألبانيا بدأت تلك الشعوب في تشكيل ممالك متحدة مع بعضها البعض، وقد كانت تلك الممالك حينها من أقوى الممالك التي تم تأسيسها في ذلك الوقت.

كما قد وصلت تلك الممالك أكبر ازدهارها عندما تم توحيدها مع بعضها، حيث أصبحت توحد تحت اسم مدينة واحدة وحاكم واحد، والتي أصبحت فيما بعد من أهم المدن في ألبانيا، ثم أخذت تلك الممالك في التوسع حتى تمكنت من وصول سيطرتها إلى أراضي إيطاليا.

خلال فترة قبل الميلاد كانت ألبانيا واقعة تحت حكم الإمبراطورية الرومانية، حيث قامت الإمبراطورية الرومانية بتقسيم الأراضي الألبانية لعدة مقاطعات واقعة تحت حكمها، وبعد ذلك تم تقسيم الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين، حيث أصبحت الإمبراطورية الرومانية يطلق عليها الإمبراطورية الغربية والإمبراطورية الشرقية، أصبحت ألبانيا حينها تابعة للإمبراطورية البيزنطية، وخلال فترة حكم ألبانيا تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية أصبحت تعاني ألبانيا من عمليات التدمير والتخريب؛ وذلك بسبب عمليات الغزو الهمجية التي كانت تتعرض لها من قِبل قبائل القوط الغربيين والشرقيين.

خلال القرن الرابع عشر ميلادي بقي ألبانيا تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية البلغارية، حتى قامت الدولة العثمانية بعد ذلك التاريخ، حيث قامت الدولة العثمانية بالسيطرة على الإمبراطورية البيزنطية واستولت على أراضيها، كما قامت حينها بالسيطرة على ألبانيا وحكمتها، خلال فترة الدولة العثمانية كان الأتراك حينها يسيطرون على أراضي كثيرة في جزيرة البلقان، ومع بداية القرن الخامس عشر ميلادي أخذت ألبانيا تتمرد على الحكم العثماني عليه وقامت تطالب في استقلالها، وقد قامت الدول الأوروبية بدعم المطالب الألبانية.

بقيت ألبانيا حينها تقاوم عملية استعمار الدولة العثمانية لها، إلا أنّ تلك المقاومات لم تأتي بأيّ نتيجة؛ ممّا جعل ذلك من ألبانيا تعتبر جزاءً من الإمبراطورية العثمانية، فقام حينها الكثير من الشعب الألباني بالفرار إلى إيطاليا ليصبحوا بذلك جزاءً من الشعب الإيطالي، كما انضم الكثير من الألبان إلى الإمبراطورية العثمانية وأصبحوا يعملون فيها وجندوا في الجيش العثماني.

تاريخ ألبانيا في العصر الحديث:

في عام 1912 ميلادي تم عقد “مؤتمر لندن” وتم من خلال ذلك المؤتمر انهاء حرب البلقان الأولى والإعلان عن استقلال ألبانيا، تم بعد ذلك حدوث انتفاضة في اليونان والتي كانت حينها الدول الأوروبية بغزو الإمبراطورية العثمانية؛ وذلك من أجل العمل على إضعاف وجود الإمبراطورية العثمانية في المنطقة، فقامت حينها كلاًّ من بلغاريا وصربيا واليونان بالاستيلاء على أراضي الإمبراطورية العثمانية، حيث وقعت ألبانيا حينها تحت سيطرت اليونان، في تلك الفترة رغم استعمار اليونان لألبانيا قامت ألبانيا بإعلان استقلالها بمساعدة كلاً من المجر والنمسا.

في تلك الأثناء وخلال عملية تقسيم أراضي الإمبراطورية العثمانية قام الكثير من الألبان بالخروج من ألبانيا إلى الدول المجاورة، حيث كانت تلك المجموعة واقعة حينها تحت الحكم صربيا والجبل الأسود؛ ممّا دفع ذلك الكثير من الشعب الألباني بالتمرد وإعلان عن منطقة خاصة بهم ذات حكم ذاتي، وقد أدت تلك الأحداث إلى حدوث حالة من عدم الاستقرار والفوضى في ألبانيا؛ ممّا دفعها ذلك إلى إعلان نفسها جمهورية مستقلة بعد الحرب العالمية الأولى.

في عام 1928 ميلادي تعرضت ألبانيا لفترة كساد؛ ممّا دفعها ذلك إلى اللجوء إلى إيطاليا والوقوع تحت حمايتها، وقد دفع ذلك اللجوء الألباني إيطاليا إلى الطمع في ألبانيا والسيطرة عليها، قامت بعض القوات الألبانية بمقاومة الغزو الإيطالي، إلا أنّ إيطاليا تمكنت حينها من السيطرة على ألبانيا، فقد كانت إيطاليا الفاشية حينها تسعى في السيطرة على البانيا؛ وذلك بسبب خوف إيطاليا من سيطرة ألمانيا على ألبانيا، حيث اعتبرت إيطاليا ألبانيا جزاءً من تاريخها كونها كانت تابعة لأراضي الإمبراطورية الرومانية.

تعرضت ألبانيا خلال فترة حكم إيطاليا لها لفترة من الحكم القسري الظالم، كما بدأت إيطاليا في تلك الفترة بتعليم اللغة الألبانية في مدارسها، في تلك الفترة قامت إيطاليا بشن هجوم على اليونان، إلا أنّ تلك الحملة قد فشلت وتمكنت اليونان من السيطرة على جنوب ألبانيا، كما قامت ألمانيا النازية حينها بغزو اليونان أيضاً أثناء قيامها في حملة على روسيا؛ ممّا أدى ذلك إلى إجبار اليونان بالتنازل عن ألبانيا لصالح إيطاليا، وتم خلال الحرب العالمية الثانية تأسيس حزب العمال الألباني والذي قام ذلك الحزب حينها بحركات المقاومة ضد الاستعمار اليوناني.

كما قاموا بالمقاتلة أيضاً ضد الاستعمار الإيطالي، وقد تعرضت ألبانيا في تلك الفترة لغزو دول التحالف؛ ممّا أدى ذلك إلى  وقوع ألبانيا تحت حكم ألمانيا، وجرى حينها من عدة صراعات بين القوات الألبانية المقاومة وبين ألمانيا حتى تم في الأخير في الاعتراف في استقلال ألبانيا، وقد حصلت ألبانيا على استقلالها حينها دون مساعدة الاتحاد السوفيتي لها، وذلك كون البانيا كانت حينها جزاءً من الاتحاد السوفيتي.

قامت ألبانيا بعد الحرب العالمية الثانية بالدخول في تحالف مع الصين، حيث كانت الصين تقوم بمد ألبانيا بكمية كبيرة من المساعدات، بدأت ألبانيا بعد حصولها على استقلالها بتحسين علاقاتها السياسية مع الدول الخارجية، وتم بعد ذلك عقد الانتخابات في ألبانيا والذي فاز فيها الحزب الشيوعي؛ ممّا أدى ذلك حدوث مظاهرات كبيرة في ألبانيا ضد الحكم الشيوعي، وبعد تلك المظاهرات تم حكم البانيا من قِبل الحزب الاشتراكي الألباني.

المصدر: موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003تاريخ ما قبل التاريخ-المؤلف:عبدالله حسين-2020تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017


شارك المقالة: